بحث جاهز عن نكبة البرامكة يُمكن من خلاله التعرف على حكايتهم وعلاقتهم بالخلافة العباسية، فهم من أثاروا العامة بسلطانهم وأموالهم وقصورهم الفارهة، ثم قيلت فيهم الأشعار تحسرًا عليهم ورثاءً لهم، وبين هذا وذاك دعونا أن نتحدث عما تعرضوا له في عصر الخلافة العباسية من خلال الواقع العربي.
بحث جاهز عن نكبة البرامكة
إن البرامكة من العائلات الكبيرة التي تُنسب إلى الأصل المجوسي، ويعود نسبهم إلى جدهم الكبير “برمك” والذي كان سببًا في نعتهم بالبرامكة، وكان من مجوس بلخ، وعادة ما ارتبط اسم البرامكة بهارون الرشيد، لأنهم عاشوا في عصره ووصلوا إلى السلطة والمكانة العالية.. إلا أنه كان سببًا في نهايتهم، لذا نقدم بحث جاهز عن نكبة البرامكة وكل ما يتعلق بهم كما يلي:
العناصر
- مقدمة بحث جاهز عن نكبة البرامكة.
- كيف لبيت شعري أن يكون سببًا في التنكيل بالبرامكة؟
- سبب نكبة البرامكة.
- أحداث نكبة البرامكة.
- خاتمة بحث جاهز عن نكبة البرامكة.
اقرأ أيضًا: بحث عن المحافظة على الممتلكات العامة PDF
مقدمة البحث
يُمكن أن تكون الوشاية سببًا في تبديل حال إلى حال آخر مناقض تمامًا، فهذا ما حدث مع البرامكة، فقد انقسم الناس بصددهم بين متعاطفين معهم ومعارضين ومعادين لهم أشدّ العداء.. ذلك ما كان سببًا في نكبتهم على يد هارون الرشيد.
كيف لبيت شعري أن يكون سببًا في التنكيل بالبرامكة؟
لا عجب في ذلك وكان العرب قديمًا أصحاب بلاغة وفصاحة لغوية، تعبر الأبيات الشعرية عن أحوالهم، ومنهم من يقولها ارتجالًا حسب الموقف، لذا كانوا يولونها اهتمامًا، فلم تكن لتلك الأبيات التي قيلت أمام هارون الرشيد على لسان أحد الشعراء أن تمر مرور الكرام دونما النظر في معناها.. ولا عجب إن كانت هي ذاتها سببًا في نكبة البرامكة.
حيث يُذكر عن عمر بن أبي ربيعة أن له أبيات شعرية يقول فيها:
ليت هندا أنجزتنا ما تعـد ** وشفت أنفسنا مما تجد
واستبـــدت مـرة واحـدة ** إنما العاجز من لا يستبد
قد أنشدهما المنشد أمام الرشيد في وقت كان الخليفة أكثر تحفظًا من البرامكة، حيث يُذكر أنه طلب من يحيى بن برمك بعض الأموال من بيت المال لشراء جارية، وكانت تبلغ مائة ألف دينار، وباعتبار يحيى البرمكي وزير الخليفة كان عليه السمع والطاعة وإرسال المبلغ المطلوب.
إلا أنه ما كان منه إلا المماطلة، مما أثار غضب الرشيد وسخطه، وتابع ذلك أن المنشد حينما تغنى بتلك الأبيات أمام الرشيد أمر له الأخير بمكافأة 30 ألف دينار، وعندما ذهب ليأخذهم رفض يحيى البرمكي، فعاد المنشد غاضبًا وأراد إلقاء الأبيات السابق ذكرها تنكيلًا للبرامكة.
فلمّا أنصت الرشيد إليه، أخذ يردد البيت الثاني كثيرًا، ربما انتابته فكرة الاستبداد، فالبيت يعني أن العاجز فقط هو من لا يستبد، فلم لا يستبد هو على البرامكة وهم من يُماطلونه وكأنهم هم الخلفاء، فهذا يزعزع من صورته بطبيعة الحال.. وما أزاد الأمر سوءًا في تلك الفترة هو عامل الوشاية، حيث أُرسلت قصيدة إلى الخليفة أثارت حفيظته، دون توقيع من أحد عليها، كانت أبياتها تقول:
هذا ابْنُ يحيى قَدْ غَدَا مَالكًا مِثْلَكَ مَا بَيْنَكُمَا حَدُّ
أَمْرُكَ مَرْدُودٌ إلى أَمْرِهِ وَأَمْرُهُ لَيْسَ لَهُ رَدُّ
..
قُل للخليفة ذي الصَّنا ئِعِ والعطايا الفاشِيَهْ
وابْنِ الخَلَائِفِ مِنْ قُرَيـْ ـشٍ والملوك العاليَهْ
رأْسِ الأمور وخيْرِ مَنْ سَاسَ الأمورَ الماضِيَهْ
إنَّ البرامكة الَّذِيـ ـنَ رَمَوْا لديك بِدَاهِيَه
عَمَّتْهُمُ لك سَقْطَةٌ لَمْ تُبْقِ منهم بَاقِيَه
فَكَأَنَّهُمْ مِمَّا بِهِمْ أعجاز نخل خَاوِيَهْ
صُفْرُ الوجوه عَلَيْهِمُ خُلَعُ المذلة بَادِيَهْ
مُسْتَضْعَفُونَ مُطَرَّدُو نَ بِكُلِّ أَرْضٍ قَاصِيَهْ
ومنازلٍ كانوا بها فَوْقَ الْمَنَازل عَالِيَهْ
أَضْحَوْا وَكُلُّ مُنَاهُمُ مِنْكَ الرِّضَا والعافِيَهْ
في غرض مراد من راسلها أن الخليفة أوامره تُرد عليه من البرامكة، في ظل سلطتهم هم وتنفيذ أوامرهم، وهو ما أغضبه حقًا وجعله راغبًا في الإطاحة بهم.
اقرأ أيضًا: بيت شعر سبب نكبة البرامكة
سبب نكبة البرامكة
لم يكن سببًا واحدًا مما ذكر في أن يكون الأدعى ليتخذ الرشيد قرار الإطاحة بالبرامكة والفصل في أمرهم، فأتت الأسباب التي عني المؤرخون بتوضيحها على النحو التالي:
- اعتقد الرشيد أن البرامكة يريدون الإطاحة بحكم الخلافة العباسية، حينما كوّن الفضل بن يحيى جيشًا من الأعاجم وجاء بهم إلى بغداد ليستقروا مع الجنود العباسيين، ووضع منهم حرسًا على قصر الخليفة، فكان الأمر مُدعاة للشكوك بأنه يريد السيطرة على بغداد.
- البرامكة كانوا يستنزفون خيرات البلاد دون وجه حق، فكانوا أغنياء إلى الحد الذي جعلهم يبنون قصورهم من الذهب والفضة، وشك في أمرهم أنهم يأخذون من أموال بيت مال المسلمين، الأمر الذي جعله صابرًا متهملًا إلى أن طفح الكيل.
- يُذكر أن العباسة أخت هارون الرشيد هي السبب من وراء نكبة البرامكة حينما أنجبت طفلًا من جعفر بن يحيى، فغضب منه الرشيد وأراد الانتقام من البرامكة جميعًا.
- كما قيل في أسباب النكبة أنها تعزو إلى أصولهم، فهم من المجوس، لذا اعتقد البعض أنهم يُظهرون الزندقة، فيتظاهرون بالإسلام وهم ليسوا بمؤمنين.
- حادثة يحيى بن عبد الله الطالبي الذي بايعه الكثير من الناس في بلاد الديلم، وعندما أرسل إليه الرشيد الفضل استطاع الأخير أن يأمن يحيى من الرشيد إلا أنه خانه، الأمر الذي كان يُعتد به خيانة عظمى للخلافة العباسية تسبب فيها الفضل بن يحيى.
اقرأ المزيد عن: سبب نكبة البرامكة
أحداث نكبة البرامكة
لا يُذكر على لسان المؤرخين أحداث تفصيلية عما حدث إبّان نكبة البرامكة، نظرًا لأن الحقيقة لم تكن مرئية أمام الجميع، حيث نجد أن بعض المؤرخين من العرب قاموا بتصوير البرامكة على أنهم فاسدين ومتسلطين وكانوا يستبدون بالمال والسلطان، على العكس من المؤرخين الفرس الذين عزموا على تصوير هارون الرشيد بأنه حاكم ظالم للبرامكة.
إلا أن هارون الرشيد قد خطط للقضاء على البرامكة في سرية، حيث كان بارع الذكاء في الخطط التي دبرها لهم للإيقاع بهم برويّة حتى يُضعف شوكتهم في بادئ الأمر، ثم يعمل على القضاء عليهم في الساعة الحاسمة، وكان لخططه الكتمان حتى تُكلل بالنجاح.
أبرز ما قيل عن أحداث التنكيل بالبرامكة أنه في شهر محرم لعام 187 هجريًا أمر الخليفة رجاله بالقبض على أبرز البرامكة، وقام بحبس كل من ينتمي إلى آل برمك، وكل من يأويهم في منزله أو يُفكر في مساندتهم، على أنه لم يكتفِ بحبسهم فقط، بل أراد أن يبيدهم إبادة تامة، ويقطع نسلهم، حينما أمر بقتل كل من حاول منهم الفرار، وعمل على مصادرة أموالهم جميعها وضمها على أموال المسلمين.
في غضون ساعات كانت خطة الرشيدي في بداية نجاحها، إلى أن آلت إلى نتائجها النهائية فيما يتعلق بمصير رؤساء البرامكة وهم آل يحيى البرمكي، حيث أمر الرشيد بسجن يحيى البرمكي وابنه الفضل، إلى أن مات كلاهما لأسباب طبيعية وهما في السجن.
كما تم إعدام جعفر بن يحيى البرمكي، وهو الأخ الأصغر للفضل بن يحيى، وهكذا أتت النتائج النهائية لنكبة البرامكة في صالح هارون الرشيد، حيث تم تثبيت حكمه وبرزت قوته وسلطانه، مما جعله يولي اهتمامًا أكبر بالدولة الإسلامية، لتكون فترة حكمه هي الأفضل على الإطلاق.
اقرأ أيضًا: ما هو سبب تنكيل الرشيد بالفضل بن يحيى
خاتمة البحث
كعادة العرب قديمًا، ما كان يصل إلى السلطة والنفوذ إلا وحوله الكثير من المعارضة، وهذا الحال مع البرامكة الذي أتاح لهم الرشيد كل شيء ليكونوا في علية القوم ثم أحاط بهم ظهر الحائط بسلبهم سلطانهم وأموالهم بعد التنكيل بهم.
إن هارون الرشيد كان من أشهر الخلفاء العباسيين، وقد ارتبط اسمه باسم البرامكة، ممن كانوا من أصول مجوسية وكانت نهاية عهدهم على يده.. بنكبة لم يروا النور بعدها أبدًا.