ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟ ما هي مفاتيح استجابة الدعاء؟ الدعاء من أجمل العبادات وأحبها إلى الله عزل وجل؛ حيث يستشعر المسلم الانكسار بين يد الله عز وجل واللجوء إليه وطلب العون منه.
ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء
اللجوء الى الله عز وجل ومناجاته ودعائه يعود بالنفع علي المسلم في حياته، حيث إن الدعاء عبادة أوصي بها الله، كما أن المسلم الذي يدعو ربه يستجيب له الله كما وعدنا؛ لذلك نتعرف معا على أفضل سورة لاستجابة الدعاء.
أخبرنا العلماء في العديد من الكتب الدينية أن سورة الأنبياء تعرف بسورة “الاستجابة” وذلك بسبب أنها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ورد فيها لفظ الاستجابة، حيث ورد لفظ “فاستجبنا له” أكثر من مرة في السورة وبأكثر من صيغة وهذه هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ورد فيها ذلك.
سورة الأنبياء ورد فيها قصص العديد من الأنبياء الذين لجئوا إلى الله ودعوه في أوقات المحن والصعوبات، واستجاب لهم الله في أوقات الشدة.
بعدما تحدثنا عن إجابة السؤال المطروح ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟ وعرفنا انها سورة الأنبياء، فإنه يوجد سور أخرى في القرآن الكريم يستجاب بها الدعاء.
أولًا: سورة يس
أخبرنا العلماء بأن سورة يس إذا تم قراءتها بنية قضاء الحوائج واستجابة دعوة معينة سوف يقضيها الله ويستجيب لصاحبها؛ لذلك سورة يس تعرف بسورة قضاء الحوائج.
كما أن العلماء أخبرونا بأن سورة يس تعطي شعورًا بالطمأنينة في النفس عند قراءتها حيث ورد قول الله تعالى “قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ“ كما أن سورة يس تسهل على الإنسان لحظات الوفاة وتهون من سكرات الموت وخروج الروح.
ثانيًا: سورة الواقعة
تحدث العلماء عن سورة الواقعة ودورها في فتح أبواب الرزق ومنع الفقر والبؤس عند قراءتها بتدبر؛ فقد روي ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة؛ لم تصبه فاقة أبدًا”.
كما أخبرنا العلماء أن سورة الواقعة من داوم عليها لم يكتب من الغافلين؛ وذلك لما يوجد بها من ترهيب لأهوال يوم القيامة، كما روي ابن دقيق العيد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قالَ أبو بكر الصديق: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قال: «شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ»، لما ورد في هذه السّور من التّخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنّة.
كما أخبر العلماء أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يداوم على قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر؛ وأوصت السيدة عائشة رضي الله عنها النساء بقراءة سورة الواقعة؛ وذلك لما فيها من فضل وأجر عظيم.
ثالثًا: سورة البقرة
أخبرنا العلماء بأن سورة البقرة سميت بسيدة البركات وسنام القرآن؛ وذلك لأنها أطول سورة في القرآن ولما تحمله من خير وفضل عظيم يناله من يقرأها.
سورة البقرة تحفظ الإنسان وتحميه وتكون حصن له من الشيطان؛ فقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم “اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة؛ وتركها حسرة؛ ولا تستطيعها البطلة“.
كما أن المسلم الذي يقرأ آخر آيتين من سورة البقرة يكفيه الله ما أهمه من الدنيا والآخرة؛ فقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم “من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه”.
سورة البقرة يوجد بها أعظم آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي التي قراءتها تكون سبب في دخول الجنة؛ كما أن لها فضلًا عظيمًا في قراءتها فإنها تحفظ المسلم الذي يقرأها من كل شر وتكون حرزًا وحصنًا له من الشيطان؛ كما أنها تحتوي على عدد من أسماء الله الحسني ومنهم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي.
كما أن سورة البقرة لها فضل عظيم في استجابة الدعاء.. المسلم الذي يصلي ركعتين ثم يقرأ سورة البقرة ويدعو الله عز وجل بيقين سوف يستجيب الله له.
المسلم الذي يقرأ سورة البقرة بين الظهر والعصر ويدعو الله بشيء فإن المولى عز وجل يستجيب دعائه؛ كما أخبرنا العلماء أن ما من مسلم يقرأ سورة البقرة وسورة آل عمران ثم يسأل الله شيء إلا استجاب له الله أعطاه إياه.
اقرأ أيضًا: دعاء ختم القران في شهر رمضان
كم مرة جاء فيها لفظ الاستجابة في أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟
استكمالا للسؤال المطروح ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟ نتعرف معا على عدد المرات التي جاء فيها لفظ الاستجابة في أفضل سورة لاستجابة الدعاء؛ حيث جاء لفظ الاستجابة في أوقات المحن والشدائد التي تعرض لها الأنبياء؛ حيث كانت استجابة الدعاء من الله عز وجل بمثابة النجاة للأنبياء.
1- استجابة الله عز وجل للنبي نوح عليه السلام
الله عز وجل بعث النبي نوح برسالة إلى قومه الذين ظهر فيهم الضلال والجحود، وكان النبي نوح عليه السلام أول رسول يرسله الله عز وجل الى الناس ليهديهم الى طريق الحق، وبدأ النبي نوح يدعو قومه إلى الحق والإيمان بالله وإخلاص العبادة لله وحده، كما أخبر النبي نوح قومه بفوائد اتباع دعوته وهو غفران الله لهم ذنوبهم؛ وظل يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا لكن قومه لم يستجيبوا له وسخروا منه.
كانت السفينة هي معجزة النبي نوح عليه السلام؛ حيث أنجاه الله من الطوفان والغرق الذي أصاب قومه؛ حيث قال الله تعالي: {وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} }الأنبياء: 76، 77{.
2- استجابة الله عز وجل للنبي أيوب عليه السلام
النبي أيوب عليه السلام اتصف بالصبر؛ حيث إن الله عز وجل رزقه بكثير من النعم وكثير من الأغنام والإبل ولكن أراد أن يختبر صبره على البلاء فابتلاه بالمرض ثم موت أبناءه ثم الفقر.
فلم يبقي لديه شيء ولكنه صبر على البلاء ودعا ربه في محنته فاستجاب له؛ في قول الله تعالي: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83، 84{.
3- استجابة الله عز وجل للنبي يونس عليه السلام
الله عز وجل أرسل النبي يونس عليه السلام إلى قومه ليدعوهم إلى طريق الحق والهداية ولكنهم لم يصدقوه، وحاول معهم كثيرًا بمختلف الطرق ولكن دون جدوى، فلما ضاق صدره تركهم ورحل وركب أحد السفن في البحر وكانت الرياح والعواصف شديدة وحينها ألقي الركاب أنفسهم في البحر وجاء الدور عليه؛ بعد ذلك ابتلعه الحوت في البحر ولبث في بطنه حتى ظن نفسه ميتًا.
جاءت هنا معجزة الدعاء حيث لجأ النبي يونس الي الله عز وجل ودعاه وهو في بطن الحوت فاستجاب له الله ونجاه، في قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}. }الأنبياء: 87، 88{
4- استجابة الله عز وجل للنبي زكريا عليه السلام
النبي زكريا عليه السلام كان له معجزة مع الدعاء حيث أنه وجد السيدة مريم متعبدة لله وتدعو ربها ثم تفاجئ عندما وجد فاكهة صيف حولها وكان الوقت حينها شتاءً، ولما سألها أجابته قائلة أن هذا من عند الله عز وجل؛ بعدها أيقن زكريا أن الله قادر على أن ينعم عليه ويرزقه بالذرية الصالحة مثلما رزق مريم الفاكهة على الرغم من أنه تقدم بالعمر وبلغ الكبر.
فدعا زكريا الله عز وجل بالذرية الصالحة واستجاب له الله في قوله تعالى: }وزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 89، 90}.
اقرأ أيضًا: عبارات عن التوفيق من الله
مفاتيح استجابة الدعاء
نجد حكم كثيرة من قصص الأنبياء مع الدعاء وقت الشدائد والمحن يجب علينا أن نستفيد منها ونعمل بها في حياتنا مع الدعاء.
- الصبر ويجب أن نعرف بأن الصبر هو أهم مفاتيح استجابة الدعاء وذلك من خلال قصة النبي نوح عليه السلام الذي تحمل أذى كثيرًا من قومه وظل يدعوهم 950 عام ولم ييأس حتى استجاب الله لدعوته.
- التزام الحياء والأدب في الدعاء؛ وتلك الحكمة نعرفها من خلال قصة النبي أيوب عليه السلام؛ حيث التزم الحياء والأدب في دعاء ربه فاستخدم لفظ (مسني الضر) ولم يقل لله (مستني بضر).
- استخدام الدعاء الذي يجمع أكتر من شيء مثل دعاء النبي يونس عليه السلام “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” هذا الدعاء جمع التوحيد في أوله والتسبيح في أوسطه والاستغفار في آخره؛ لذلك يوصي العلماء باستخدام هذا الدعاء عند الكرب والشدائد لأنه من أفضل الأدعية.
- عمل الخير وهذه الحكمة كانت مفتاح النبي زكريا عليه السلام؛ حيث قال الله تعالى: } فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء : 90}.
الدعاء من أفضل العبادات في الإسلام وله منزلة عظيمة حيث يقربنا من الله عز وجل ويكون سببًا في النعم التي يمن الله بها علينا؛ ويقربنا من كل خير ويبعد عنا كل شر.