إذاعة مدرسية عن ظاهرة التسول تشمل فقرات من شأنها الإلمام بكافة ما تنطوي عليه تلك الظاهرة، حيث حكمها في الإسلام، وأسباب تفشيها في المجتمعات، وطرق علاجها والتخلص منها.. وفي الواقع العربي يسعنا أن نقدم إذاعة مدرسية بفقراتها الكاملة يُمكن الاستعانة بها في هذا الصدد.
مقدمة إذاعة عن ظاهرة التسول
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين وعليه نتوكل، اليوم يسعنا الحديث عن ظاهرة من أكثر الظواهر المشينة في المجتمعات، تؤرقها وتُبطئ من تقدمها.. كما أنها من الظواهر الناجمة عن التمايز الاجتماعي والطبقية، إنها ظاهرة التسول، التي تجعلنا من أشد المجتمعات فقرًا وانحدارًا.
كأي من الظواهر الأخرى فإن لها من الأسباب ما يكون مدعاة لتفاقمها، لكن يعنينا أن نذكر ماهية التسول.. فهو أخذ شيء من الغير دون حاجة مع خداع الآخرين واستعطافهم بقليل من التظاهر والتضليل.
فالمتسول هو من يمتهن الطلب من الناس دون وجه حق، ويستهلك أي وسيلة من أجل خداعهم مهما كانت منافية لإنسانيته، إلا أن السؤال أعم من التسول، فهو ما ينجم عن الحاجة أو دون الحاجة.. وفي فقرات إذاعتنا المدرسية يسعنا أن نكون أكثر شمولًا بظاهرة التسول.
آيات قرآنية عن التسول
خلق الله آدم وأسند لله مهمة الخلافة وتعمير الأرض وعبادته سبحانه وتعالى، ليكون من نسل آدم عباد منتجين أقوياء قادرين على العمل، يأكلون الحلال من طيب أيديهم، يصبرون على حاجاتهم ولا يسألون امرئ، فقد يسألون الله تعالى فقط عند العوز والحاجة، بعزة نفس وعزة عن احتياج مخلوق.. والكثير من آيات الله تناولت ظاهرة التسول ومساوئها، نذكر منها ما يلي في فقرات الإذاعة المدرسية:
- سورة الجمعة: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)“.
- سورة البقرة: “لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)“.
فعلى الرغم من أن آيات الله تعالى لا تخلو من رفض التسول والحث على الابتعاد عنه، إلا أن ظاهرة التسول لا زالت متفاقمة لعظم تأثيرها على المجتمع.. وربما يفسر البعض الآية القرآنية في سورة الذاريات:
“وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)“
بأنها إباحة للتسول، حيث إن آداب السائل هنا الذي يستحق الزكاة والصدقات قد ذكرتها الشريعة فيما يلي:
- القناعة والرضا
- عدم الإلحاح في السؤال
- عدم إيذاء من يسأل بالقول أو الفعل
- أن يشهد عليه ثلاثة من قومه بأنه في حاجة بالفعل
أحاديث شريفة عن رفض التسول
في غير موضع من السنة النبوية وجدنا الحكم الشرعي لظاهرة التسول، والحديث عنها جاء فيما يلي:
- “ما يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حتَّى يَأْتِيَ يَومَ القِيَامَةِ ليسَ في وجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ” (صحيح البخاري).
- قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ المَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ إلَّا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَها، ثُمَّ يُمْسِكُ، ورَجُلٌ أصابَتْهُ جائِحَةٌ اجْتاحَتْ مالَهُ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْش”. (صحيح البخاري).
- “ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ“ (صحيح الجامع).
- قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “مَن باتَ كالًّا مِن عملِه باتَ مغفورًا لهُ“.
- في حديث قدسي: “يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.” (صحيح مسلم).
فالتسول مرفوض في الإسلام لأنه يتنافى مع الفطرة التي خلقنا الله عليها والطبيعة التي خلقنا لأجلها، لذا لزامًا القضاء على تلك الظاهرة حتى لا تأتي بنتائج غير محمود عقباها.
حكم عن التسول
جاء على ألسنة العظماء بعض الحكم عن تلك الظاهرة القبيحة، فيُمكن إدراجها في فقرة “حكمة اليوم” بالإذاعة المدرسية، بأن تختار واحدة من الحكم الآتية:
- “يؤدي التأخير إلى تسول عاجز وسريع الخطى” وليام شكسبير
- “يظل المتسول دائمًا متسولًا. أفريقيا، توقف عن التسول – لديك ما يلزم لحل مشكلتك” تي بي جوشوا.
- “مع التسول والجهاد نجد القليل جدًا، ولكن مع كوننا صادقين مع أنفسنا نجد الكثير أكثر” رابندرانات طاغور.
كلمة عن التسول
لا يجب أن ينشد المجتمع حلولًا للتسول دونما التطرق إلى الأسباب التي ينجم عنها، حيث إن الفقر والعوز والاحتياج ربما يكون مدعاة له، فيسعى الفقير إلى سد احتياجاته بسؤال غيره، إلا أن سهولة التسول في ذاتها يُعتد بها سببًا له، وهنا ما يجعل التسول مهنة وحرفة لا عن احتياج.. كما أن الاستكثار عاملًا هامًا يعمل على تفاقم التسول، وهو يعني الرغبة في استزادة المال بطرق يسيرة دون الحاجة الملحة إليه.
هذا ونجد أن البطالة التي يعاني منها أغلب أفراد المجتمع ينشأ عنها لجوء البعض إلى التسول، الأمر الذي يرتبط بانعدام القدرة على الكسب، فضلًا عن وجود المشكلات الأسرية والاجتماعية التي تدفع الفرد أحيانًا في ظل غياب أي محفز خارجي على امتهان التسول إما رغمًا عنه أو بمحض إرادته.
كما أن للتسول صور متنوعة، تختلف بدورها من بلد لآخر، وفقً لما هو متوافر من أدوات محفزة عليه، على أن الغاية واحدة رغم تعدد الصور، وهي “جمع المال”، فمن الممكن استغلال مرض أو عجز حقيقي لإبداع الآخرين الاستعطاف، أو التستر بملابس بالية والتظاهر بالجوع، كما أن اصطحاب الأطفال من أجل جذب الآخرين يعتبر أمرًا أكثر انتشارًا في التسول، هذا ونجد أن استخدام الألفاظ والأدعية في طلب المال أصبح شائعًا كذلك.
يُمكننا القول إن صور التسول غير معدودة ولا يُمكن حصرها، فهي في تزايد باستمرار وتنوع، وفيما سبق قد اقتصر التسوق على الأسواق ودور العبادة إلا أنه أصبح الآن في كل مكان يخلو من الأجهزة الرقابية أو الرادعة، لانتهاز أي فرصة ممكنة طلبًا للمال، هذا إثر تطور الحياة ومتغيراتها.
في تلك الكلمة التي أوجزناها قدر الإمكان استطعنا في الإذاعة المدرسية عن ظاهرة التسول أن نلم بأسبابه وصوره.. وبقي لنا أن نشير إلى الطرق العلاجية التي تُمكن أي مجتمع من التخلص من المتسولين.
معلومات عن ظاهرة التسول
نحن بصدد فقرة “هل تعلم” في فقرة الإذاعة المدرسية عن ظاهرة التسول، حيث نُقدم بعض المعلومات التي يُمكن الاستعانة بها لفهم الظاهرة، على النحو التالي:
- إن آثار التسول المعنوية تكمن في الحط من كرامة الإنسان.
- من آثار التسول الأكثر تفاقمًا أن يتعرض النساء والأطفال إلى الاستغلال.
- واحد من أكثر صور التسول انتشارًا أن يتم استغلال الأطفال في تلك الأعمال.
- ينجم عن التسول اكتساب الشباب والمراهقين سلوكيات غير قويمة.
- إن وضع المال في غير مكانه الصحيح من أشد الآثار الناجمة عن التسول.
- هل تعلم أن الإسلام نهى عن التسول وجعله محرمًا؟
- هناك عقاب في الآخرة لمن يسأل الناس بغير حاجة.
- يصور المتسول بأبشع الصور يوم القيامة للتنفير من ذلك السلوك المشين.
- حث الإسلام على طلب الرزق بطرق حلال مشروعة والبعد عن السؤال لغير الله.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن التلوث جاهز pdf
خاتمة إذاعة عن ظاهرة التسول
خلصنا في نهاية الإذاعة المدرسية عن ظاهرة التسول إلى أهم النتائج والتوصيات اللازمة للحد من تلك الظاهرة على النحو التالي:
- لا يقف التسول عند طلب بضع جنيهات، بل يتعدى ذلك مرات، فهو من أخطر الجرائم.
- إن توضيح الحكم الشرعي بتحريم التسول من أهم الإجراءات الفعالة في ردع ذلك السلوك.
- الشرع قد أباح السؤال وطلب العون في حالات محددة، فيجب توضيحها للعامة حتى لا يختلط الأمر على من هم في جهل وتضليل.
- ساعد التسول على انتشار الكثير من الجرائم استتباعًا له، لاسيما ممن امتهنوه دون حاجة منهم للمال.
- على المسلم أن يكون يقظًا فطنًا مترويًا في أي مصدر سوف ينفق ماله ويتصدق في الأوجه الأكثر أحقية.
- لابد من استثارة وسائل الإعلام لتغطية ظاهرة التسول إعلاميًا وعرض الكثير من الأمثلة الحية التي تثبت أن هناك جماعة من المتسولين يكتنزون من الذهب والفضة.
- من الآليات الأكثر فعالية أن يكون هناك يومًا وطنيًا لمكافحة ظاهرة التسول.
- لا ينبغي أن تغفل مجالس الوعظ والإرشاد عن توعية الناس بمخاطر التسول وآثاره المحققة.
- من الممكن أن تتخذ الحكومة عقوبات رادعة أمام من يثبت أمامه أنه يسأل الناس بغير حاجة، ومصادرة أمواله وتوزيعها على مستحقيها.
- على الجانب الآخر يُمكن أن يتم صرف معونات لمن ثبت احتياجهم بالفعل ليد العون.
إن التسول ينطوي في طياته على معاني التكاسل والاعتمادية والإغواء والتواكل على الغير.. فيسلب من المرء إنسانيته وعزة نفسه وكبريائه، بمحض إرادته.