زوجتي رفعت قضية طلاق للضرر ولم أكن أرغب في أن تصل الأمور إلى ذلك الحد، لكنني لا ألوم إلا نفسي، فقد كنت دائمًا ما أؤذيها وأجرح كرامتها متهاونًا بالأمر، لكنني قد تعلمت من ذلك الدرس، وآمل أن يتعلم منها كل شرقي تسول له نفسه الاستهانة بمن تصون بيته وعرضه، لذا أروي لكم تفاصيل قصتي عبر arabfact.com.
زوجتي رفعت قضية طلاق للضرر
قبل أن تعرفون السبب الذي جعل زوجتي رفعت قضية طلاق للضرر، ينبغي أن تعرفون كيف سارت قصتنا منذ التقيت بها، فقد فتنت قلبي منذ اللقاء الأول، فقد كانت زميلتي في الجامعة، وجدتها ترتدي الملابس الراقية التي نص عليها شرع الله جل في علاه.
فتاة تغض البصر، لا تلتفت إلى زملائها من جنسنا، لا تخون ثقة أهلها فيها، ولها إطلالة تخطف القلب لبشاشة وجهها، رأيت فيها بيتي، استقراري، أم أولادي، لا أنكر أنني في تلك الفترة كنت شابًا طائشًا شرقي الطباع في بعض الأحيان، مدلل عائلتي التي كانت لا تدخر جهدًا في مدحي.
حاولت التقرب إلى تلك الفتاة من أجل أن أتعرف عليها لأخذ الخطوة الرسمية، لكنني وجدت أنها توصد كافة الأبواب أمامي، إذن لا حل لي سوى الدخول من باب البيت مباشرة.
جلست مع أبي وأخبرته أنني أريد أن أتقدم لإحدى الفتيات، لم تقتنع عائلتي في بداية الأمر ظنًا منهم أنني أمزح لكوني متعدد العلاقات، لكنهم لم يعلموا حينها أنها جاءت لتجعل مني شابًا مخلصًا، وهذا ما دفعني للتفكير بها كزوجة وليست واحدة من العابرات.
لم تتجلى حينها أمامي سوى الآية الكريمة:
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” سورة الروم الآية رقم 21
وشعور غريب اجتاحني أتذكره معكم اليوم وكأنني كنت في حلم رائع، لم أدري أنني سوف أفيق منه وزوجتي رفعت قضية طلاق للضرر.
وافق أهلي على التقدم إلى الزواج منها ولكن بعد التخرج، وبالفعل انتظرت تلك الفترة على أحر من الجمر، وتمت خطبتنا وكانت أروع الفترات، وكأنما أهداني الله عز وجل قطعة من الجنة، لم يمر الكثير وتزوجنا في حفل زفاف راقي بناء على طلب أجمل عروس في الكون.
من الطبيعي أن تحدث بعض المشكلات بين الزوج والزوجة لكن قد تطور الأمر وطلبت مني الطلاق لعدة مرات، مستشهدة بقول الله تعالى:
“ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ“ سورة البقرة الآية رقم 229
لكنني قد أرفض وبشدة، فقد كنت ضامنًا وجودها، وكنت أظن أنها تطلب ذلك على محض التهديد ليس إلا، لم أكن أعلم أنه قد طفح كيلها وأعلنت رفضها لي وستطلب الطلاق للضرر، ومن الذي ألحق بها الضرر؟ أنا! الشخص الذي من المفترض أن يكون حمايتها وأمنها.
اقرأ أيضًا: الأزهر صاحب القرار .. بعد اقتراح الرئيس إلغاء الطلاق الشفوي بمصر
أسباب رفع زوجتي قضية الطلاق للضرر
استيقظت ذات يوم بعد مرور شهر على مشكلة كبيرة بيني وبين زوجتي أدت كالمعتاد إلى مد يدي عليها، وهناك من يدق بابي معلنًا أنه علي استلام إخطار يشير إلى أن زوجتي قد أقامت دعوى طلاق للضرر.
عدت بالذاكرة ثلاثين يومًا نحو الماضي، فقد كنت عائدًا من عملي، أحسنت استقبالي ووضعت الطعام، ما إن تذوقته حتى أذقتها مر الحديث من كلمات بذيئة تعيب فيها وفي ذويها كوم الطعام في حاجة إلى القليل من الملح.
قالت لي: مهلًا، سوف أضع لك ملحًا، أتريد شيئًا آخر، لا أعلم ما الذي حل بي حينها وظننتها تسخر مني ومن انفعالي، فشرعت في أن أضربها ضربًا مبرحًا حتى وجدت أنها تنزف دمًا من أنفها، لم تنطق بكلمة واحدة.
كنت أظن أنها اعتادت على الأمر ولم يأتي بمخيلتي أن رصيد محبتها لي على وشك النفاذ، ولن تسامحني مجددًا، لم أكتفي بذلك، بل طلبت منها الذهاب إلى بيت أهلها وعندما أريد عودتها سوف أخبرها، رحلت بالفعل وقلت في قرارة نفسي: يومين وسأجلبها، فهي تنسى الزعل برؤية وردة أو القول اللين.
كنت مخطئًا، وجدتها ترسل لي أنها تود الطلاق، ولا مجال لعودتها مرة أخرى، رفضت وبشدة، كنت أعتقد أنها تهددني، تلك المسكينة قد تحملت فوق طاقتها، أخذت الإخطار وخرجت، لا أود الذهاب لعملي، لا أريد سواها، ولكنها ترفضني وبشدة.
ملت من سبي وضربي، لم تعد تريدني في حياتها مرة أخرى، رأيت أن الحق كله معها فيما فعلت، ذهبت إلى صديقي عساه أن يدبر لي أمري.
اقرأ أيضًا: حالة طلاق كل 2.11 دقيقة بمصر.. الأسباب متنوعة
حقوق المطلقة للضرر
ظن خليلي أن سبب حزني كون زوجتي رفعت طلاق للضرر أنني سوف أغرم كثيرًا من الناحية المادية، فقال لي: أدرك حجم الخسارة التي ستتكبدها جراء الطلاق للضرر، حيث ستتكلف قائمة المنقولات، ونفقة المتعة التي لا تقل عن مصروفات عامين كاملين، والتي تحدد حسب ما تقضي به محكمة الأسرة.
لك أن تحمد الله عز وجل أنكما لم تنجبا حتى الآن وإلا كانت حصلت على مسكن الزوجية كونها حاضنة، أو ألزمتك بتأجير مسكن ولن يتحمل راتبك كل ذلك، ونظرت إليه، وأنا أقول: والله لو تأخذ عمري فوق كل ما ذكرت وتعود إلى بيتها، وترغب في استكمال حياتها معي، ما ترددت لحظة واحدة، لكنها ما دامت قد فعلت ذلك، فهذا يعني أنها لا تريدني في حياتها مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: 6 طرق تخبرك بأنك تعرّضت للخيانة
التنازل عن الطلاق للضرر
اتصلت بزوجتي من رقم لا تعرفه، كنت أود أن أطلقها بشكل ودي ، بدلًا من دخول المحكمة، طالما في كافة الأحوال ستكون تلك هي النهاية المحتومة، عندما سمعت صوتي صمتت قليلًا، كم كنت قد اشتقت إليها، لكن لا مجال لقول ذلك.
وجدتها تتلو قول الله تعالى:
“وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” سورة البقرة الآية رقم 228
ثم بكت كثيرًا وأنا كدت لا أرى من فرط عبرات عيني، قلت لها: أنت حامل؟ قالي: نعم، ولكنني لا زلت على موقفي وأود الطلاق، قلت لها: ويربى ابننا مفارقًا أحضاني أو وجودك، أيعاقب طفلنا على غلطتي، لقد تعلمت من الدرس صدقيني.
أود فقد أن تعطيني فرصة أخرى، إن لم أكون عن حسن ظنك بي، فأنت ستعرفين كيف تتخلصين مني كما فعلت، سكتت قليلًا وبدأت في الضحك قائلة: حينها ستخسر (الجلد والسقط) فاحذر،قلت لها: لا خسارة أكبر من خسارتك عزيزتي (الطيب أحسن).
كنت أفهم قوامة الرجل على المرأة بصورة خاطئة، ولكن ابتعادك عني أدبني عزيزتي، قالت: حسنًا، اشتقت لبيتي فتعالى وخذني اليوم، وسأخبر المحامية برغبتي في التنازل عن الدعوى وعفا الله عما سلف.
حافظوا على بيوتكم وأكرموهن، حتى لا يستيقظ أحدكم قائلًا: زوجتي رفعت قضية طلاق للضرر من فرط ظلم ابن آدم واستعراض عضلاته على ذات البنية الضعيفة.