بقلم / رياض خطيب
هناك حيث يتقاطع التاريخ والحضارة في مثلث الحسين والأزهر وخان الخليلي.
بعدمية الحياة حي الباطنية حيث الأدغال البشرية بأصدق صورها….
التقيا بأوائل الستينات من القرن الماضي بناصية أحدي دكاكين هذا الحي المعدمة بناصية دكان عمي أبو محمد الترزي صانع لباس الفقراء المعترين.
شاعر متمرد يبحث عن نبض ينقل أحساسه الثوري الأصيل إلى العنوان الأصيل..
ومؤذن جامع ضرير ضاقت علية جدران مسجده المحاصر بالروتين و أيقاع التكرار يبحث عن افق يناطح السحاب .
وكان ان تعانقت الكلمة الثائرة المتمردة بضربات اوتار عود ينفض عن أوتاره غبار الزمن وآفاته.
التقى نجم وأمام ليصنعا الأمل والبشرى من عدمية الحياة الى كل عشاق الحرية والحياة…..
إذا الشمس غرقت ببحر الغمام
ومدت ع الدنيا موجة ظلام
ومات البصر بالعيون و البصاير
وغاب الطريق بالخطوط و الدواير
يا ساير يا داير يا أبو المفهونية
ما فش لك طريق
غير عيون الكلام……
هذه الكلمات مع أيقاع ونبض صوت الشيخ الضرير كانت مفتاح وبشرة هذا ألقاء الذي تحول ألي سيمفونية الحياة تحمل بشائر الأمل والخلاص لهذه البقعة من قاهرة المعز ومنها ألي كل ثنايا مصر والعرب واحرار العالم…
ثنائية الثورة هذه بين نجم وامام هي كانت بشرى جديدة لولادة مصر تاريخ العزة والكرامة والآم المخاض في رحلة كفاح قاسي ومرير في طريق مت أشواك الظلم والقهر والاستبداد….
بدأت حكاية العشق والامتزاج الروحي في رحلة كانت قاسية ومكلفة نفسيا وجسديا امام سلطات القمع والاستبداد التي ابت الا ان تحارب هذا التبض الثوري لانها تعرف جيدا انه موجه الى كل هؤلاء الغلابة والمهمشين من شعب مصر وهم الأغلبية..
واشهد غلى ذلك شخصيا في اول مرة قمت فيها بزيارة أمام ونجم بحي حوش قدم لم اصدق حسيا ولا بصريا حين كشف لي الشيخ امام عن جسده الواهن الضعيف لكي أري حقيقة تعرضه للضرب والتعذيب على ايدي قوات الامن المخابراتيه المصرية الذي كانت تتحكم بسلطة من الحديد والنلر وكان ذلك بايلول سنة ١٩٨٩..
أنسان هزيل فاقد النظر يتعرض للاعتقال والتعذيب لمجرد انه تاوه واشتكى…
أتوب الزاي وأنا أيوب
رماني الوعد والمكتوب
سنين ماشي ورا الأفكار
على درب الأمل دوار
لخليت بالدروب مشوار
ولا فوق الورق مكتوب
أتوب أزاي وأنا أيوب
رماني الشوق مشيت سواح
على يميني شجر صبار
وعلى شمالي ما فيش أشجار..
أتوب أزاي وأنا أيوب…..
وتابع الثنائي الثوري مسيرته الشاقة في رحلة من المعاناة والملاحقة لكي يسكت النظام هذا الصوت الهادر الذي يدعوا إلى التحرر من العبودية والخوف وكان عشقهم لمصر بلدهم وشعبهم عشق حر أصيل نابع مت قناعة وحتمية بان يأخذ هذا الشعب حقه بالحياة الكريمة .
كل عين تعشق حليوة
وانتي حلوة بكل عين
يا حبيبتي قلبي عاشق
اسمحيلي بكلمتين
كلمتين يا مصر هما
اخر كلمتين
ثم تتحول مصر ألي معشوقته التي لا يضاهي جمالها لي جمال
شابة يا أم شعر ليلي
والجبين شق النهار
والعيون بحر الأماني
والخدود عسل ونار…
وأغنية اخرى لا تقل روعة وبهاء في التعبير والأداء في زرع المحبة والانتماء الى هذا البلد العروبي الاصيل
بنادي عا كل واحد بمصر
نداي امل كل بيت بمصر
بلدنا بمحنه
نظامها ذبحنا…..
هذة الدعوة والنداء التي كلفتهم الكثير من ايام السجن والالم لانه من وجهة نظر هذا النظام القمعي تحريض على قلب نظام الحكم..!؟؟؟؟؟ واستمر هذا النهر الهادر كاالنيل العظيم بمسيرته بالرغم من كل المعاناة…
غنى لرفاقه سجناء الحرية بسجن القلعة الذي تحول الى اعتى واقسى السجون بمصر وعلى السجناء السياسيين وسجناء الراي
انا رحت القلعة
وشفت ياسين
حوليه العسكر والزنازين….
وياسين رفيق ومعتقل سياسي احتك به داخل جدران وزنازين سجن القلعة…
وجهت رسالة نجم وامام الى كل ابناء شعب مصر من اقصى الصعيد الى البحر المتوسط شمالا
غنى لعبد الودود الصعيدي الرابض بخندق الحدود وغنى للإسكندرية وجه مصر وقبلته البحرية والحضلرية غنى للعمال والفلاحين ولتيل مصر الخالد وتكلل مشواره الثوري بان غنى لفلسطين وشعبها اجمل الأغنيات وقد تحمس لمرافقتي للفندق حيث كنت اقيم مع بعض
الأصدقاء رغم بانها كانت مخاطرة كبيرة بالنسبة له ولكنه من حبه لفلسطين وأهلها لم يبالي شيء..
يا فلسطنية والبندقاني رماكو
بالصهيونية تقتل حمامكو ف حماكو
يا فلسطنية وانا بدي سافر حداكوا
نلري ف ايدية وايدية تنزل معاكوا
على راس الحية وتموت شريعة هولاكو…..
وقد اثبت امام ونجم من خلال مسيرتهم النضالية بانهم يجسدون الاممية بافضل حالتها فكتب نجم وغنى امام للثوار ولكل احرار العالم وعلى راسهم الخالد تشي جيفارا
جيفارا مات
جيفارا مات
اخر خبر بالرديوهات
بالجوامع بالكنايس
وعلى القهاوي والبار
جيفارا مات……..
وكما غنى لهوشة منه قائد وبطل الثورة الفيتنامية الصاعدة وكيف استطاع هذا القائد الفذ ان يقود مقاومة بلاده وشعبه وينتصر على جبروت اقذر واشرس قوة إمبريالية أمريكية تحت وطائة واشرس عدوان استعملت فيه كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وينتصر بالنهاية..
يا دي العجب يا رجب
يا مركب الحكايات
لسمع وشوق واندهش
واكتبها بالكتبات
عسى الكلام ينقري
لو قلبوا الصفخات
خلي الشعوب والدول
تتعلم البطولات…
وكما حملوا هم شعبهم حملوا هموم كل الشعوب المغتصبة وهموم كل احرلر العالم لكي تتضح الاممية باجمل صورها المشرقة كما كان حال الشاعر التركي ناظم حكمت وشاعر تشيلي نيرودا وشاعر ومسرحي المانيا بريخت وغيرهم من احرار الفن المتمرد الثائر ..
ظاهرة امام ونجم هي ظاهرة مميزة يجب ان تنال ما تستحقه من دراسة ومتابعة واهتمام ليس فقط بين الطلبة واليساريين فقط لا بل يجب ان تنتشر وتتجذر في قلوب كل الناس المعترين الغلابة لانها تبعث رسالة امل وروح الثورة في وجه الظلم والظلام..
الاسم :صابر
التهمة : مصري
البشرة : قمحي
القد : رمحي
الشعر : اخشن م الدريس
لون العنين : اسود غطيس
الانف : نافر كالحصان
الفم : ثابت بالمكان ولما اجيت ازحزحه عن مطرحه
كان الي كان…
هذه هي بطاقة الهوية الأصلية التي حملها أمام ونجم وهي عميقة ومتحدرة بباطن الأرض المصرية كما هو النيل العظيم رمز أصالة وانتماء لهذا البلد العظيم…