بقلم : أحمد عواد
حسمت روسيا ملفاتها الشائكة فى اروقة السبع الكبار وأستطاعت من خلال براجماتية يقظة ان تعيد التيجراى الى المشهد باعتباره حليفا استراتيجيا لما يزيد على ثلاثة عقود استطاع من خلالها رجال تيجراى من الامساك بكافة سجلات العلاقات الدولية فضلا عن الكثير من التوازنات العرقية داخل أثيوبيا بما يضمن سلمية التعايش فى أغلب الاقاليم
وقد كان الصراع الدولى فى أثيوبيا حول الثروة ومكاسب التنمية لا يميل لاستخدام الحس القبلى فى ادارة الازمات خاصة وهم يدركون حقيقة نسخته العنصرية التى كثيرا ما صنعت أجواء ضبابية لم تهدأ لعقود وهنا ذهب المعسكر الرأسمالى الى صناعة رجل السلام متمثلا فى شخص أبى أحمد ودفعه الى المشهد السياسى ليحقق نقطتين هامتين أولهما :إنهاء سيطرة حكومة تيجراى على أثيوبيا لقطع الطريق على الاستثمارات الروسية
ثانيهما :ضخ الأستثمارات الغربية الامريكية فى أثيوبيا ومنها إلى إفريقيا وتقليص الفرص أمام الأستثمار الروسى
لكنهم لم ينتبهوا إلى المراهقة السياسية التى تبناها أبى أحمد لظنه بالحماية الصهيوأمريكية الغربية مما دفعه فى بعض الأحيان من ابتزاز هذه القوى بالأستثمارات الصينية(شبكة المحمول) إلا انهم استخدموا مطرقة حقوق الإنسان لأثارحرب تيجراى التى غضوا عنها الطرف سابقا على الرغم من أن الدستور الفيدرالى الأثيوبى يقر بحق الاقاليم فى الحكم الذاتى وهنا كان الدب الروسى يقظ وهو يدرك ان رجال تيجراى هم الاقدر على الولوج الى المشهد السياسى لما يمتلكونه من تراكمات سياسية قادرة على طرح توازنات على المستويين الداخلى والأقليمى ولم يبقى امام أبى أحمد سوى ضرب السد قبل أن يرحل معلنا فوز الدب الروسى الذى حقق حوائط أخلاقيةلدعم اصدقائه من اقليم تيجراى ضد الأبادة العرقية والجرائم الإنسانية فى نفس الوقت الذى انكفأت فيه الرأسمالية الاحتكارية المتوحشة بعد ان شاركت فى هذه الجرائم الانسانية بغض الطرف فى مقابل نهب مكتسبات الشعب الأثيوبى من خلال طرح خطط تنموية وهمية
وتبقى التساؤلات
١-هل يفجر أبى أحمد السد نكاية فى الأثيوبيين خاصة وان المتبقى من جنوده يحيطون به من كل اتجاه ؟؟؟
٢-هل تسطيع السودان بالدعم المصرى الكامل من استرداد اراضى أقليم بنى شنقول وفقا لاتفاقية ١٩٠٢ بأعتبارها ارض سودانية
٣-هل تقوم الحكومة الأثيوبية الجديدة بتوقيع اتفاق قانونى ملزم حول سد لا تزيد سعته التخزينية عن عشرة مليار متر وذلك حفاظا على هالسودان حال تعرض السد لخطر ما
٤-هل ينهار السد نتيجة الاخطاء الانشائية والتى يجرى بشأنها تحقيقات واسعة داخل أثيوبيا جراء الفساد ونهب مليارات من الدولارات خاصة وهم يعطلون انشاء شبكات الكهرباء نظرا لخطورة عمل التوربينات التالفة اصلا ليثبت لنا ان انشاء السد اصلا كان لاستفزاز مصر والسودان لتدميره وبذلك يغسل النظام الاثيوبى يده من الدماء والفساد
وهذا ما يدفعنا لقبول كافة السيناريوهات والاحتمالات بما يحفظ الحق التاريخى للسودان ومصر