بقلم : أحمد عواد
فى ظل الكثير من الاحداث السياسية الملتهبة على الصعيد العالمى والتى تتشابك فى نسخة معقدة اصابت الكثير من قادة العالم بالاحباط تؤكد الدبلوماسية المصرية على قدرتها فى خوض غمار هذه التشابكات الشائكة من خلال تحركاتها الحثيثة التى تتحلى بالصبر وضبط النفس لتعكس ايمانها الراسخ بأن القوة هى مطرقة السلام الرشيد الذى ينبنى على العدل والمساواة فى الحقوق والواجبات وتجلى ذلك فى التعامل مع الكثير من القضايا الداخلية والاقليمية والعالمية لتطرح مفهوما جديدا للقوة والريادة الاقليمية والدولية بتحركات تعى المسؤلية التى تتحملها ويأتى دور مصر فى القضية الفلسطينية شاهدا ليكلل مجهوداتها حيال وقف فورى لاطلاق النار على الجانبين حقنا لاراقة دماء الابرياء من الاطفال والنساء والشباب والمدنين العزل كافة خطوة اولى تعبد الطريق نحو حل الدولتين واقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف لينأى بها بعيدا عن التدويل الذى يعد مرحلة انتقالية لقتل القضية والقفز على اشلائها وتحويل فلسطين الى ساحة للقتال المستمر تعتنى بإجراء التجارب على الاسلحة التكتيكية على غرار الشمال السورى والعراقى فضلا عن تصدير العنف والارهاب الى بوابة مصر الشرقية مما يدفع المنطقة الى هوة عدم الاستقرار
لقد كان ايمان القيادة السياسية المصرية بالقضية الفلسطينية دافعا حقيقيا لدعمها بدءا من وقف القتل والتدمير وانتهاءا بإعادة الاعمار الذى اتى كاشفا للرؤية المصرية فى التنمية المستدامة للشعب الفلسطينى على كافة الاصعدة من خلال اعادة تشكيل البنية التحتية بما يواكب متطلبات المجتمع الفلسطينى لمباشرة كافة حقوقه وواجباته تجاه كافة قضاياه لتؤكد مصر بذلك حضورها فى كافة القضايا العربية باعتبارها حاضنة الوعى العربى فى كافة محاوره
ويأتى دور الدبلوماسية المصرية واضحا ايضا فى احد اهم قضايا القرن الافريقى وهو سد النهضة الذى دشنته اثيوبيا لتكبح به جماح التفكك العرقى المشتعل دائما فى مواجهة أبى احمد رئيس وزرائها والذى يعتمد التعنت فى المفاوضات فى محاولة مستميتة للوصول الى صدام يمكن من خلاله لم شمل الداخل فضلا عن تأجيل انتخاباته لاجل غير مسمى حتى يتمكن من ابادة كافة خصومه السياسين فى كافة الاقاليم الاثيوبية بدءا من اقليم تيجراى وانتهاء باقليم الاورومو الذى ينتمى اليه كما حدث مع مغنى الاورومو الشهير سابقا
وبينما يتضح لنا احيانا الكثير من دوامات الاحباط فى سير المفاوضات تتكشف لنا المساحات التى اكتسبتها الدبلوماسية المصرية تجاه حل ملزم تتمسك فيه مصر بكافة حقوقها التاريخية بنهر النيل واعتقد ان اولى هذه الخطوات هى التاكيد الذى لا رجعة فيه على اجراء الانتخابات الاثيوبية شهر يونيه المقبل أى قبل موعد الملئ الثانى بشهر مباشرة وهو ما يدفعنا للاطمئنان الى قدرة مصر على ادارة هذا الملف فى كافة احواله فى خطوات متوازنة تستطيع ان تحفظ حقوقنا المشروعة كاملة بدعم كامل من المجتمع الدولى وفى ظل قيادة تؤمن بان القوة هى صمام الاستقرار والسلام