بقلم : أحمد عواد
تتشابك الاحداث وتتقافز على الصعيد العالمى فى نسخة اقرب الى الجنون حيث بات الصدام واضحا بين اليمين المتطرف فى نسختيه الاوربية العجوز والشرق اوسطى الذى يعانى من ضربات موجعة على خلفية الممارسات الارهابية والمتطرفة التى انتجها الغرب داخل المجتمعات الشرق اوسطية لانتاج خريطة قادرة على منح الكيان الإسرائيلى المحتل قدرات تمكنه من البقاء والهيمنة فى ظل الخلافات المتفاقمة فى المنطقة على فرض السيادة والهيمنة
ففى الوقت التى انتهت الولايات المتحدة الامريكية من طرح السيولة السياسية فى المنطقة مما دفع بالكثير من الكيانات المتطرفة بالظهور على الساحة فى صراع هو الاكثر شراسة خاصة مع اختلاف التوجهات والتمويل والموالاة تحت الأغطية الدينية مستخدمة ما يسمى بالاسلام السياسى باعتبارها من فصائل المعارضة مما جعل قضية تمويلهم أمر اقرب الى الشرعية خاصة مع استخدام الغطاء الاعلامى الذى استهدف الشعوب ليخلق مناخا فكريا متشابك فى غياب كامل للشفافية راح ضحيته مئات الالاف من البشر من المدنيين تحت القصف المتبادل بين الحكومات والتنظيمات وبين التنظيمات وبعضها البعض حول الحق فى الوكالة والتمويل مما ادى إلى سقوط الانظمة وتقسيم مناطق النفوذ وسلب الثروات والمكتسبات وقد يظن البعض ان هذه الاحداث اتت متلاحقة لحتمية الصراع المشتعل بين اطراف حقيقة بشكل ينأى بنا عن نظرية المؤامرة التى تطرح لنا دائما حقيقة الصراع بين اليمين المتطرف والذى ينتهجه الغرب حينما يغالى بالحريات وهو يدرك أن الحريات المسؤلة والمشروطة هى المسؤل الاول فى تشكيل العلاقات الانسانية بين كافة المجتمعات ياتى ذلك فى مواجهة التطرف الدينى الذى يعتمد الأغلفة الدينية هى الوعاء الأكثر قدرة على حسم هذا الصراع مما يجعلهم اكثر قدرة على العزف على الانفعالات وتشكيل تكتلات تستطيع ان تحفظ نصيبهم فى الثروة المتصارع عليها مما دفع الكثير من المحللين اعتبار الانتخابات الامريكية مؤشرا فاعلا فى فض التشابكات الاقليمية المشتعلة بالشرق الاوسط وقد تناسوا ان الولايات الامريكية دولة صاحبة استراتيجية قد يقوم رئيسها بخطوات تكتيكية وفقا للوضع الراهن الا انها تظل ثابتة فى استراتيجيتها بالهيمنة على العالم باعتبار ان امريكا اولا مع ضمان تفوق الكيان الاسرائيلى فى المنطقه ثم ياتى حلفائها وشركائها وهنا ندرك ان اليمين بقيادة امريكا ذهب الى فكرة التناحر الذى يحقق سيولة فى كافة الملفات لتظل مشتعلة دون حلول قد تكون واضحة الا ان كثرة اللاعبين والاطراف إما بالوكالة او بالظن فى تحقيق مصالح قد تبدوا وطنية ففى الوقت التى تذهب تركيا الى دعم اذربيجان باعتبارها دولة مسلمة وإن كانت على المذهب الشيعى تلاحق المسلمين الاكراد السنة وتقتلهم وتصفهم بالارهاب وكذلك فى شمال سوريا والعراق وبعدهم ليبيا ثم تأتى ايران التى تقف ضد اذربيجان باعتبارها تدعم انفصال الاذريين بايران فضلا عن تدخلها ايضا فى الملف السورى والعراقى واللبنانى باعتبارها لاعبا اساسيا فى مواجهة الاستقرار بالمنطقه يأتى الدور الامريكى فى محاولة دفع افريقيا الى هوة الاقتتال وذلك بتصريحات ترامب التى اوضحت حق مصر فى تدمير سد النهضة وكأن امريكا قد فقدت كل سبل الضغط على اثيوبيا التى تجاهلت المفاوضات برعاية امريكا بشكل يدعوا للسخرية بالمقارنة مابين قوة اثيوبيا والقوة الامريكية وقد تبدوا التصريحات الامريكية بمثابة الضوء الاخضر لمصر غير أن ذلك اعادنا الى الضوء الاخضر الذى منحته مسبقا للعراق فى غزوها للكويت فى تسعينات القرن الماضى والذى نتج عنه دخول العراق الى نفق مظلم واهدار ثرواته على مدار العقود الثلاثة الماضية ترى هل يأمن العالم الى اليمين المتوحش الذى استطاع ان يوزع ادواره فى غياب كامل للشفافية واتاحة المعلومات لينفرد بمقدرات الشعوب