السماء تزأر فى ارتعاد الأرض
الموتى يهرعون ..
يتدفقون فى فزع ..
السيول لا تنقطع ..
النعوش تسبح فارغة ..
اصطدام السحابات بالجبال
قهقات البرق العاتى ..
الأطفال يتكتكون تحت الأجنحة
انتظار الموت ..
انتظار يومى ..
الجارة شغوفة بسر زينتى ..
من العين السحرية تتفقد
طارقى الباب ..
بائعى الخبز.. و الورد و اللبن
هى ابدا لم تشهد من يشاركنى غربتى
لكنها تعتاد بيتهوڤن و موتسارت
ينطلقان من خلف الأبواب فى شعاع خافت خلال شرفتى .. فى المساءات الصافية
تتجه قدماى صوب النهر
و انا ارسم خريطة السفر ..
أرسم تفاصيل ثوب ناعم يليق بأناقتى
أرسم اولادا و أحفادا حلمت بهم فى الليالى الطويلة الباردة
أصنع مشروبا دافئا .. فى صحائفى المتناثرة أبحث عن عينيه
عله يشاركنى كعكة المساء
و ضحكة و مذاق الفاكهة ..
كيف لى ان انتظر الموت فى تأرجح العمر و الضوء المنتحر !
كيف لى إرادة تلوين التفاصيل بدقة
لماذا أحرص على اكتحال عينىَّ
أن أصبغ الشفتين بلون الكرز ..
أن أرسم وجهك المتلألئ فى المدى ..
كيف لى الاستئساد ..
لو ياتى الموت و انا كالنخلة راسخة
الموت يلوح ..
الخوف يفرض سلطانه ..
و أنت .. فى إصبعى
حلقة من فضة تأبى السكون
تؤرق مضجعى ..
لا انت تأتى ..
و لا الموت .. ..