هذِهِ الرِّيحُ تَخْتَارُني
و تُغَافِلُ مُدْنَاً مُعَتَّقَةَ في جَبِيني
مُدُنَا
أنْجَبَتْ ذاتَ حُلْمٍ سَنَابِلَهَا
لِسِنِيِّ الدُّخَانْ
و السَّحَابُ الَّذِي عَانَقَ النَّخْلَ و التِّينَ ..
مُحْتَفِلاً بالبَرَاءَةِ
يَطْرَحُ الآنَ لَعْنَتَهُ المُعْتِمَة
في بلادِ الدُّخَانْ
فتفرُّ الطيورُ إلى وطنٍ
في جبيني
* * *
ذلكَ الوطنُ الطفلُ
يَبْحَثُ عَنْ راحةٍ
في المروجِ البعيدة
يبدو نَقيَّاً
و يبدو جَمِيلاً
ليسَ يُدْرِكُ أنَّ الثلوجَ تُحاصرُهُ
بينما الفجرُ يابسةٌ في أصابِعِهِ
خُطواتُ المَحَبَّة
جسدٌ – ذلكَ الطفلُ –
مُزْدَحِمٌ بالفجيعة ..
و الأبيضُ الطفلُ ..
يلتمسُ الحُبَّ و الضحكةَ الصَّافية
* * *
هذِهِ الرِّيحُ تَخْتَارُني
أتشَبَّثُ بالأبيَضَيْنِ :
الشُّعَاعِ الَّذِي يَتَجَمَّدُ ..
و الطفلِ ..
ثم أنامْ
تلتقي القططُ السودُ في سُرَّتي