Skip to content
أضنيت قلبي حين قلت فهل ترى
كيف استطاع القهر أن يتفجرَا
هل شاقك الاِصباح في ليل الدُجى
فنسيتَ عمرًا للشباب تجبرا
أم جئت تَنْبش في الثرى عن أعينٍ
نام الحنين بدمعها متحجِّرا
فأتيتَ تبحثُ عن شعاعٍ خِلتَه
خيطًا لذكرى لم يزل متأثرا
ولبست ثوبًا من رؤاك ظننته
وصْلًا لقلبٍ كان فيه مُسخّرا
وأردت أن تُحيي عظامًا أُترعت
كأسًا يفيض ليومنا متفجرا
استرحَمَت فيه المشاعرُ ليلها
حتى أتاها غوثها متعثرا
واستعْطَفَت فيه الضلوع أنينها
حتى تفجّر صوتُها مستنكرا
هل كان حبًا.. أم تراه تحسّبًا
جدَّ الفؤادُ خلاله مستفسرا
أو كان خوفًا من زمانٍ غدرُه
لا يستطيع المرء فيه تَبَصُرا
أو كان حُلمًا للطفولة قادني
لأسير فيما كان منه مُقدّرا
أو كان شوقًا واستكان بشاطئ
ذاب الحنين بقُربه متأثرا
أو كان نبعًا من فؤادٍ حسبُه
خيطٌ يُنيرُ طريقه متدبرا
أو كان وهمًا زلَّ فيه من ارتأى
أنَّ الحياةَ بدونه لن تُسفرا
أو كان طيفًا في الخيالِ استيقنت
فيه الحقيقةُ زيفَهُ متأخرا
أو كان سهمًا إن أصابَ فَرَوْضَةٌ
وإن استخفّ بصيده لن يظفرا
أو كان ذنبًا والحلال عقابه
كاد الحلالُ لوقعه أن يكفرا
أو كان صومًا والقطوفُ بصفحة
عفَّ اللسانُ بملئها أن يُفطِرا
أو كان عينًا للقضاءِ أعاقها
ضوءٌ تسلّط في البصيرةِ مُبهرا
أو كان داءً لا سبيل لسعيه
نحو الشفاء سوى أنين أُحْسِرا
أو كان أمنيةً تصارعُ حتفها
والموتُ حتمٌ كي تُتمّ شعائرا
أو كان صبرًا في الشدائد يرتدي
ثوبًا لعيشٍ كان فيه مُبَذِرا
أو كان ماءا يستحيلُ شرابه
لمن استجار بربه مستغفرا
أو كان كربًا لا يُجِيز لمثلنا
أن يستبيحَ لنفسه ما أضمرا
أو كان فرضًا يستحيلُ أداءُه
لمن استطابَ قضاءَه متكبرا
أو كان سجنًا والسنين رهينةٌ
واليأس فيها مرتعٌ لمن افترى
أو كان خمرًا والقليلُ محرمٌ
وكثيره يزداد فيه السائرون تدهورا
أو كان موتًا بالحياةِ أمضّه
قهر الحياة وما بها فوق الثرى
أو كان قيدًا أُحكمت حلقاتُه
والغوث منها قيده لا يُشترى
أو كان صدرًا للأمومة ساقني
حيث الملامةُ لا تُفيد بما جرى
أو كان صوتُ العقل يعلو نبضه
فيؤمه القلب السخيّ مُكبرا
بين الحنين وبين ماضٍ وَشْمُه
عمق الديار لمن أتاه مسافرا
هل يستطيعُ القلبُ بعد تعثرٍ
أن يرتضي ما كان فيه مسيّرا
أو يرتقي أسباب صفحٍ ملّها
كي يلتقي ما كان منه مُبَرِرا
ليت الزمانُ يعود بالقلب الذي
لعب الزمان بنبضه متجاسرا
فيجود بالقَدْر الذي يمحو به
بصماتِ سوطٍ قاده مستعمرا
ويلملمُ الأشلاء بحثًا عن رؤىً
جدَّ الفؤادُ وراءها مستبشرا
معقودة الآمال بالخيط الذي
كانت جدائله شباكًا لا تُرى
وانساق فيه القلبُ حين رأى لها
إشراقَ تبرٍ قاده متنكرا
وانداح عنه الزيف في ليل طوى
بين الجوانح زيفه متسترا
وأتاه يزحفُ في الظلام بمقلةٍ
بات السعيرُ بأمسها متطايرا
واليوم جاء الغوث هل أَنْصَفْتَهُ
أم خضت فيه بلهفة مستهترا
جفّ المدادُ ولن يُفيدَ فليتني
أجد السبيل لكي أعودَ وأغفرا
خديجة شريف