بقلم : أحمد عواد
دفعت الأيادي المرتعشة بين بعض المسئولين – الخلايا النائمة للإخوان – لمحاولة استغلال الموقف بشكل سريع في محاولة لمهاجمة الرموز الوطنية بأي شكل من الأشكال. و كانت التيارات الدينية إبان حكم المخلوع قد ظهرت بشكل طاغي محاولة حصد الغنائم بشكل وحشي يدفعهم نهمهم إلى السلطة التي كانت بعيدة عنهم و ستظل إلى أزمان بعيدة، و الغريب أن بعض الإنتهازيين الذين يطلقون على انفسهم صفة الناشط السياسي أو المثقف أو الأديب ذهبوا إلى محاولة ركوب الموجة لتحقيق بعض المكاسب ظنا منهم أن أبناء الوطن الحقيقيين قد غابوا عن المشهد و لم يطرأ إلى ازهانهم أن الزبد يذهب غثاءا و ان ما ينفع الناس يمكث في الأرض، فكانت ثورة ٣٠/ ٦ و التي تتوجت بقرارات القيادات الوطنية في ٣/ ٧ ذهبت بأحلامهم الى مهب الريح فلم يملكوا سوى الا ان يتحولوا الى خلايا نائمة تحاول بين حين و أخر تعطيل الركب و التعتيم على الرؤى و المفاهيم و إلباس الحق بالباطل و الكذب و الإفتراء و ذلك بإختلاق مشاهد هزلية لا تصل بأي حال من الأحوال الى كونها زوبعة في فنجان. و من هنا، علينا أن ننتبه ان هؤلاء الهوام لابد ان يتم كشفهم بشكل سريع و حقيقي لأنهم يتلونون حسب الطلب و وفقا لمعطيات المرحلة و من الخطير أن تسكن هذه الهوام في المشهد الثقافي محاولة تخريبه و يدرك مستعملوها ان الثقافة هي العمق الإستراتيچي للوطن- فهي التي تحمل مفاهيمه و تراثه و حضارته – لذا حاولوا دس هؤلاء داخل المشهد الثقافي ليشوهوه يعينهم في ذلك الممارسات الرخوة التي ينتج عنها عدم وجود القرار الصائب و السريع.
اقرأ أيضًا:احمد عواد يكتب|الاسلام السياسى بين اتفاقية لوزان وسيف ارباش
لذا وجب علينا ان ننبه الجميع للمارسات السيئة التي يقوم بها هؤلاء من محاولات إقصاء القيادات الطبيعية عن المشهد و التشويه و استخدام الضغط الذي مارسه النظام السابق من خلال الحظيرة الثقافية التي ذهبت إلى استغلال موارد الدوله في شراء بعض من المثقفين و المبدعين من خلال التبادل الثقافي و منح التفرغ الوهمية التي لا ينتج عنها مشروع ثقافي حقيقي يستطيع ان يرفع وعي المواطن فنحن بطبيعة الحال لسنا ضد منحة التفرغ لكن مع تقنين الأمر بالشكل الذي يعود بالنفع الحقيقي على المجتمع الذي يدفع هذه الأموال من ضرائبه و في نفس الوقت يقدم للمجتمع مبدعين حقيقيين يستطيعوا ان يدافعوا عن مكتسبات هذا الوطن بالشكل الذي يحافظ على الوجه الحضاري لهذه البلاد التي تعانقت على ارضها الكثير من الثقافات و الحضارات لتشكل وعيا خاصا و ذوقا فريدا يستطيع ان يكتشف الإبداع الحقيقي. و جدير بالذكر اننا نرى هذا المثال متكرر في الكثير من مؤسسات الدولة حيث راح هؤلاء إلى زرع النكايات بين المواطن و مؤسسات الدولة من خلال طرح الكثير من الإشكاليات الملغزة امام المواطنين لإحداث فقدان ثقة بين المواطن و قياداته، يظهر ذلك في المحليات و الكثير من مؤسسات الدولة حيث لا يستطيع المواطن الحصول على خدماته الحقيقية مما يدفعه الى الإحباط و فقدان الثقة الذي ينفذ من خلالهما صانعي المؤامرات الذين يحاولون دائما حل مفاصل الدولة و تصدير الفوضى