طبقا لما ذكرته “روسيا اليوم”صحيفة “ذي غارديان” البريطانية صادرت السلطات البريطانية جواز سفر المعارضة السورية، زينة إرحيم، بناء على طلب من السلطات السورية لتمنعها من السفر وممارسة عملها كناشطة، حسبما أفادت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية.
وصادر مسؤولو الحدود البريطانية جواز سفر زينة إرحيم، الصحفية الحاصلة على جائزة في الصحافة والناشطة التي تتخذ من تركيا مقرا لها، بمجرد وصولها إلى مطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن.
وبعد استجوابها لأكثر من ساعة، قالت لها السلطات البريطانية إن هناك بلاغا يفيد بأن الأوراق التي بحوزتها مسروقة.
وكتب في الإيصال الذي حصلت عليه زينة إرحيم بعد مصادرة جواز سفرها “هناك بلاغ يفيد بأن هذه الوثيقة مسروقة”، فيما قالت المعارضة السورية، التي سافرت إلى بريطانيا لحضور مهرجان “كيو” الأدبي مع الصحفية الشهيرة بشبكة “بي بي سي” البريطانية، كيت إيدي، إن جواز السفر يحتوي على اسمها وصورتها وبصمات أصابعها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن إرحيم استعملت نفس الجواز سابقا ودخلت به الأراضي البريطانية، في شهر أبريل/نيسان 2016. فقد سافرت إرحيم قبلا باستخدام جواز السفر نفسه إلى بريطانيا في أبريل/نيسان الماضي دون أية مشاكل، عندما حصلت على جائزة صحفية لحرية التعبير من منظمة “مؤشر الرقابة”، وهي مؤسسة بريطانية تعنى بحرية الصحافة والتعبير عن الرأي، كما سافرت بجواز سفرها عبر بلدان أوروبا دون عقبات.
وذكرت الصحيفة بأن المسؤولين بالمطار قالوا للناشطة السورية إنهم غير متورطين في العمل السياسي ويطبقون فقط النظام والقواعد المتبعة لديهم، وإنهم سيعيدون جواز سفرها إلى دمشق.
وتمتلك إرحيم جواز سفر سوري قديم يمكنها استخدامه للعودة إلى تركيا، لكن الجواز لا يحتوي على أماكن شاغرة للحصول على تأشيرات جديدة للسفر، السبب الذي جعلها تستخرج جواز سفرها الجديد. وبالتالي، فلن تتمكن من مغادرة تركيا مرة أخرى.
وتقول إرحيم: “يعد هذا القرار مؤلما لأنه صادر عن حكومة منحتني منحة “جائزة تشيفننغ”، وهي منحة تعطى لقادة المستقبل والمؤثرين في صنع القرار للدراسة في المملكة المتحدة”، وتابعت إرحيم: “ما يؤلمني حقاً أنني حاصلة على منحة تشيفننغ الدراسية، لقد دفعتم مصاريف حصولي على شهادة الماجستير وأعمل لدى مؤسسة بريطانية ورغم كل هذا تقفون ضدي”.
إلى ذلك، أكد مكتب الجوازات في بريطانيا أنه مضطر للامتثال لطلب السلطات السورية لأن جوازات السفر تقع مسؤوليتها القانونية عليه، وتابع المتحدث باسم مكتب الجوازات قوله: “إذا حصلنا على بلاغ يفيد بفقدان أو سرقة جواز سفر من حكومة أجنبية، فليس أمامنا خيار سوى مصادرته”، مقترحا على إرحيم أن تطلب مساعدة القنصلية السورية في بريطانيا.
من جهتها، أدانت مؤسسة “مؤشر الرقابة” هذه الحادثة، حيث قالت جودي جينسبيرغ، المديرة التنفيذية للمؤسسة: “أشعر بالخوف والخجل من معاملة المملكة المتحدة لزينة إرحيم”.
وأضافت: “عندما تُقدم المملكة المتحدة على أفعال مثل هذه، فهي تبعث برسالة للعالم مفادها أنها لا تقف في صف المدافعين عن كرامة الإنسان وسط حرب لا إنسانية”.