حنــــان سعـــيد
الانذارات المتعاقبة خفاشية الأجنحة تتخافت ..تتخافق ..تدنو ..تحط فوق رأسى ..أتسمر أمام معمل التحاليل ..تميد بى الدنيا ..كم لبثت هاهنا ؟..لاأعلم كل ما أعرفه أنى أتيت فى وهج الشمس ..وهاهى تتأهب للمغيب ..دبوس مدبب يخترق محارتى الناعسة السادرة عقودا فى التمحور حول لؤلؤة ألقة ..كم قضيت من الوقت أفرز طبقات من وهج الروح أطرزها بها آآآآآه..هى الساعة إذن ..كم الوقت الآن ؟؟
تفاجئنى دموع ابنتى البكر ..أنكرها لوهلة ..تركتها تحبو ..البلوغ أول مدارك الألم ..أمسح دموعها ..أهديها وردة لتتفتح فى خصب اللاحق من أيامها ..تعتصر أيامى آلامها ..أمسك بطنى ..وكلما أمعَنَتْ فى الألم أوغلتُ فى الصراخ لنا معا ..تشرق رئتاها بالبكاء ..وأغرب فى اللهاث خلف الخريف الباقى من عمرى ..تجترحنى عبراتها ..بندول هائل للزمن نسقط أنا وهى فى حبائله ..كل دقة تتشبث هى أكثر بطفولتها ..وأتهاوى لدى تنازلية العد ..أتشبث بآخر أبواب القطار المارق فى سرعة .
يمتد كفه القوى لى فى أريحية تقيل عثرتى “أن تمهلى سيدتى فى الصعود ليس القطار بمغادر فى التو ” أعتمد ذراعه المفتولة فى الصعود أسوى هندامى بقليل من الثقة ..براح ابتسامته يفسح لى مكانا ..يفتح صدره ..أجوس فى رطوبة كهوف الرئتين أتتبع خارطة الأوردة المورقة المتشعبة ..تتشابك تتفرع ..مراودة لأمنية لم تكتمل بطفل ذكر ..لحظة اندساس سن الابرة فى حشاياى .
يقرع أذنى نفير إتصال من عالم آخر طفلتى الثانية .. لحظة إفاقة ..تخنقها العبرات تنادينى “تعالى ” اهدىء روعها ..وأعدها أن أهديها وردة كأختها ..أعيد قلبه وشرايينه لمواضعها ..أعيد ترتيب عظام قفصه الصدرى ..أغلق قميصه “تمهلى قليلا ..لاتذرينى وحيدا ” ..يوجعنى النداء ..اتأهب لمغادرة القطار
تفاجئنى اللافتة ..”الطريق اتجاه واحد” ..