الواقع العربي
أود أن اعرب عن بالغ سعادتي لتواجدي في العاصمة العريقة (أديس ابابا) بناء على دعوة كريمة من رئيس الوزراء هيلا ماريام ديسالين وانتهز هذه المناسبة بالتوجه بمزيد من الشكر لاثيوبيا حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال اشكركم على حسن التنظيم والاعداد لهذه الزيارة.
سعدت صباح اليوم بمقابلة رئيس جمهورية اثيوبيا مولاتو تشومي كما سعدت بالالتقاء مجددا برئيس الوزراء الاثيوبي لاستئناف حديثنا المتواصل في نيويورك وشرم الشيخ وتشاورنا بشأن مختلف جوانب العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين كما تشاورنا حول سبل تعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف ابعادها وعلى كافة مسارتها وقد تبادلنا أيضا وجهات النظر في شأن عدد من القضايا الاقليمية والدولية لاسيما فيما يتعلق بمسائل السلم والامن في قارتنا الافريقية.
كذلك قد تلاقت وجهات نظرنا حول الخطر الداهم الذي يهدد قارتنا والعالم وهو خطر الارهاب والذي يمثل تحديا جماعيا يستلزم تضافر جهودنا من اجل مواجهته والقضاء عليه حتى نحمي حاضر ومستقبل شعوبنا.
فيما يتعلق بموضوع سد النهضة نعتقد أن اتفاق اعلان المبادئ الذي قمنا بالتوقيع عليه امس في الخرطوم بالاشتراك مع السودان الشقيق يمثل خطوة ايجابية على الطريق الصحيح نحو تعزيز التعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بنهر النيل ولمعالجة شواغل كل طرف وهي خطوة على طريق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة وتفعيل مبدأ تحقيق المكاسب للجميع , ونأمل أن تتلوها خطوات اخرى على صعيد تحقيق هذه الاهداف.
هذه الاهداف التي لا تتعلق فقط بالعلاقات بين دولنا اليوم وغدا ولكن تتعلق بحياة المستقبل ورفاهية اجيالنا القادمة, كما اتطلع إلى أن انقل رسالة محبة وسلام وتعاون من شعب مصر إلى الشعب الاثيوبي الشقيق من خلال حديثي غدا أما البرلمان الاثيوبي بمجلسيه.
قبل أن اختتم حديثي احب ان اؤكد على اننا اتفقنا اليوم على تطوير اللجنتين الوزاريتين المشكلتين بين مصر واثيوبيا في مجالات التعاون المختلفة الى مستوى اعلى, وهي على مستوى القيادة السياسية بحيث تلتقى الدولتان بشكل دوري في مصر واثيوبيا بالتبادل تحت اشرافي واشراف رئيس الوزراء الاثيوبي.
اللجنة العليا التي تم الاتفاق عليها ستبدا العمل فورا لبحث تفاصيل الاتفاق الذي ابرم بالامس, نحن لن نضيع الوقت حتى نتحرك ونرى من خلال التفاوض والنقاش بين المسئولين على المستوى الوزاري في مصر واثيوبيا تحت اشرافي واشراف رئيس الوزراء للوصول الى اتفاق متكامل بشان موضوع المياه بين مصر واثيوبيا.
اللجنة الثانية التى ستناقش موضوعات المياه .. الاشقاء في السودان مدعوون لان يكونوا معنا ..إن الاجراءات التي نتخذها نحاول من خلالها أن نعزز الثقة ونزيل الشكوك الموجودة في نفوس البعض منا سواء في مصر او اثيوبيا لذلك نحن نتحرك ونقول ليس هناك وقت.. يجب الانتهاء من هذه القضايا باسرع ما يمكن حتى تكون القاعدة التي تم اقرارها ووقعنا عليها امس انطلاقة لمستقبل افضل.
لن تكون هناك عودة للخلف وفي النهاية اود مجددا ان اشكر الاخ رئيس الوزراء ديسالين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وادعوة لزيارة بلده الثاني مصر في اقرب فرصة, في احتفالات قناة السويس الجديدة في شهر اغسطس القادم وذلك في اطار زيارتنا المتبادلة وتقليد مستمرنحن حريصون على ان يكون موجودا بين البلدين ليعكس الارتباط الوثيق بين مصر واثيوبيا يعكس قوة العلاقات بين البلدين والتاريخ المشترك والمصير الواحد بين الشعبين المصري والاثيوبي