بقلم / محمد عزالدين

عندما تحرك يوسف صديق منفردا نحو القصر؛ حمل معه حلما يختلف عن معظم شركائه في الحركة باحثا عن الحرية ربما أو أكثر قليلا لكنها لم تكن فقط الإطاحة بوزير الحربية أو إعادة نادي الظباط إلى كنف الأحرار. حين حضر ناصر وحكيم وأصبح الجميع في موقع الحدث والأفكار تتوالى مع انهيار القصر بجبروته في سويعات قليلة كانا بطلي اللقطة التالية خارج المشهد؛ أحدهم (نجيب) القائد الرمزي الذي اختاره الحركيون لسمعته الطيبة وهو ينظر للأمر بعين الخائف على البلاد من القادم والمجازفة، والآخر يهرول في مشهد آخر ليلحق بالرفاق ليدخل مشهدنا حاملا صوته الخطابي ليعيد قراءة “بيان الثورة” ويظل متعلقا باسمه على مَر التاريخ. في الصباح وبعد وضوح المشهد في القاهرة خرج الشباب الثوري والبسطاء إلى الشارع محتفلين بثورة على الإنجليز غير عابئين كيف بدأ الأمر (إنقلاب أم ثورة) مع الظباط أو كيف سيسير؛ إنها الثورة يا رفاق (قالها الشيوعي)، سقط الملك يا إخوة (قالها الإسلامي)، تحيا مصر قالها آخرون لم يصنَفوا أو يصنِفوا؛ خرج الجميع على بكرة أبيهم والدبابات تسير بينهم والظباط والعساكر وفوقهم سحابة بيضاء تجمعهم (تخفيهم) جميعا مكتوب من فوقها (الشعب)