أ ف ب
دعا الاتحاد الافريقي في قمته في مالابو اليوم الخميس الى التعبئة في مواجهة تقدم الجماعات الجهادية في قلب القارة الي اصبحت الهجمات التي تؤدي الى سقوط قتلى فيها شبه يومية.
ووسط تصفيق حاد في الجلسة العامة بمناسبة عودة مصر الى المنظمة الافريقية بعد تعليق عضويتها على اثر اطاحة الرئيس الاسلامي المنتخب محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ان افريقيا “تواجه خطرا متزايدا يتمثل في التهديدات الامنية العابرة للحدود مثل الارهاب”.
واضاف “نؤكد ادانتنا لكافة أشكال الارهاب مشددين على أنه لا مجال لتبريره أو التسامح معه”، مشددا على ضرورة التصدي لها “بحسم”.
وتابع الرئيس المصري ان “الارهاب اصبح أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين” معتبرا ان “هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون فيما بيننا لمواجهته بحسم حفاظا على أمن وسلامة مواطنينا وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا”.
وتعقد المنظمة الافريقية قمتها الثالثة والعشرين هذه بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي.
واعرب رؤساء الدول والوزراء صراحة منذ الاعمال التمهيدية للقمة التي تنتهي الجمعة عن مخاوفهم المتزايدة ازاء انتشار المجموعات الجهادية التي تتبنى عقيدة مستوحاة من تنظيم القاعدة وتقدمها في افريقيا.
وسواء في شمال افريقيا او الساحل او القرن الافريقيا وحتى مؤخرا في افريقيا الوسطى، لا يبدو الوضع مطمئنا للافارقة حيث تنشط مجموعات اسلامية مسلحة في مناطق كثيرة من القارة ومن ابرزها جماعة بوكو كرام النيجيرية التي تضاعف عمليات الخطف والمجازر بحق قرويين والاعتداءات الدامية والتي باتت تنفذ عمليات خارج نيجيريا في الكاميرون المجاورة.
واعرب مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي مساء الاربعاء عن “قلقه الكبير” ازاء “التهديدات الارهابية” التي تواجهها القارة.
وشدد الرئيس الحالي للاتحاد رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز امام المجلس على “خطورة التهديدات الجديدة المتمثلة في الارهاب واللصوصية وكل انشطة التهريب غير الشرعية” داعيا الى اعتماد “استراتيجية شاملة للاتحاد”.
وتقضي هذه الاستراتيجية بحسب عبد العزيز بتعبئة موارد مالية “متناسبة” من قبل الدول وبتنسيق افضل للآليات الاقليمية.
وقال الرئيس التشادي ادريس ديبي ايتنو ان “افريقيا تواجه مؤخرا عدوا من نوع جديد مخيفا اكثر ولا وجه له، واعني الارهاب المستشري حاليا في نيجيريا والصومال والذي كاد يفكك مالي”.
ولفت ديبي الذي ارسل قوات الى مالي واستقبل في نجامينا طائرات بدون طيار مكلفة مطاردة عناصر بوكو حرام في نيجيريا المجاورة، الى ضرورة ان “تضمن (الدول) بانفسها امنها الفردي والجماعي” ولا تعتمد على الغربيين بشكل كامل.
وكانت وزيرة خارجية كينيا امينة محمد اعربت الثلاثاء في تصريح لوكالة فرانس برس عن املها في ان “تعلن قمة مالابو التعبئة ضد الارهاب”.
فبالرغم من التدخلات العسكرية الغربية ولا سيما في مالي وتعزيز الفرنسيين والاميركيين والبريطانيين وسائل المراقبة والضرب في افريقيا، فان الاسلاميين سواء من حركة الشباب او قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الاسلامي او انصار الشريعة او بوكو حرام او غيرها يضاعفون الهجمات الدامية.
وتقف الحكومات الافريقية في ليبيا وكينيا ونيجيريا وسواها فضلا عن الصومال الغارقة في الفوضى، في خط المواجهة الاول، وتبدو عاجزة تماما في مواجهة تزايد الهجمات.
ويثير هذا الانتشار مخاوف بلدان كانت حتى تاريخ قريب تشعر بانها بعيدة عن هذه المشكلة مثل غينيا الاستوائية التي تستضيف القمة وقال رئيسها تيودورو اوبيانغ نغيما مؤخرا “سنتطرق جديا لهذه المشكلة (التطرف الاسلامي) خلال القمة”.
وسيطغى هذا الملف الساخن على بقية ازمات القارة مثل الحرب الاهلية وما يواكبها من فظاعات في جنوب السودان وافريقيا الوسطى حيث لم تنته المجازر بين المسيحيين والمسلمين.
وفي هذا البلد يستعد الاتحاد الافريقي الذي نشر قوة عسكرية يدعمها الجيش الفرنسي، لترك المهمة في ايلول/سبتمبر المقبل الى بعثة تابعة للامم المتحدة.
وكما في كل قمة، ستري على هامش الاجتماعات لقاءات ثنائية بين رؤساء دول بعضها تشهد فتورا في علاقاتها، سعيا لتسوية خلافات فيما يلعب رؤساء اخرون دور وساطة.
وقد تعقد اجتماعات مماثلة بشأن النزاع المتواصل حول منطقة البحيرات الكبرى والذي تسبب مؤخرا بمعارك جديدة بين الجيشين الكونغولي والرواندي.
كما ستشكل قمة مالابو فرصة للدول الافريقية الفرنكوفونية للبحث في المرشح الذي ستقدمه افريقيا لرئاسة المنظمة الدولية للفرنكوفونية خلفا لامينها العام السنغالي عبدو ضيوف الذي تنتهي ولايته في تشرين الثاني/نوفمبر