احمد عواد

 

بقلم : أحمد عواد

هل يدفع الموقف المصرى تجاه القضية الليبية الادارة الامريكية الى تبديل اوراقها؟؟
هذا السؤال الذى يطرح نفسه بقوة فى ظل التفاهمات التى تتم فى المنطقة خاصة وفى العالم بشكل عام تحكمه المصالح واوراق القوى التى لا يمكن تحييد دورها واثارها على المشهد السياسي فى الازمة الليبية
ومن هنا فان
الضربة الجوية التى استهدفت مواقع دفاعية متطورة بقاعدة (الواطية)الليبية تؤكد على قدرة الجيش الوطنى الليبى والذى صرح سابقا ان تركه لقاعدة الواطيه امر تكتيكى وهو يدرك ان القوات التركية سوف تستخدمها الاستخدام الامثل خاصة وهو يعرف كل شبر بجنباتها مما سهل عليه المأمورية بشكل كبير مما يعكس مدى هشاشة الجيش التركى على الارض على الرغم من امتلاكه منظومة دفاعات هى الاكثر تطورا لنتاكد ان اردوغان يقامر فيما ذهب اليه من فرض سياسة الامر الواقع فى الاراضى الليبية مما يعزز النزاع بين الميليشيات المتنازعة فى طرابلس والتى ترى ان اردوغان واعوانه يقدمونهم صيد سهل دون حماية حقيقية مما يدفع بعضهم لاستعراض قواهم بشكل منفرد قد يكبد الجميع ويلات غير محسوبة
والسؤال هنا
بعد اصابة كبار ضباط الجيش التركى هل يكبح اردوغان جماح مراهقته السياسية بالشرق الاوسط ام يظل حتى يجر اذيال الهزيمة الحقيقية كما فعل اسلافه العثمانيون من قبل؟؟؟
ويكشف هذا السؤال ايضا عن قدرة تركيا لتحمل صراع محموم تدفعه رغبة بائسة فى تشكيل شكل اممى ادركته الشيخوخة والانهيار منذ عقود بعيدة عانت منه البلدان العربية استغلال ثرواتها ومكتسباتها فضلا عن ما حل بها من جهل وفقر ومرض ليتركها فى مؤخرة المجتمعات ولاننا ندرك ان الطموحات لابد ان يدعمها امكانات وقدرات فاننا نرى ان تركيا تفتقدها داخليا وخارجيا خاصة وهى تستنزف قواها فى البلطجة على الشمالين السورى والعراقى بما يؤثر على تواجدها بليبيا بشكل حقيقى خاصة مع ضعف الامدادات التى باتت خطرة بحرا وجوا ومع رفض كامل لممارساتها العدوانية من دول الجوار الليبى (مصر-الجزائر-تونس)اللذين يدركون حقيقة التمويلات الارهابية المشبوهة لتركيا من بعض الدول التى تمول الارهاب فضلا عن حصيلة نسبة ال٧% على الدخل لاعضاء الارهابية فى جميع انحاء العالم والتى قامت امريكا ذاتها بتجميد ارصدة بنك التقوى فى ثمانينيات القرن الماضى
ولذلك فان امريكا سوف تجد نفسها مضطرة لتغيير كلاب الصيد كخطوة تكتيكية تحفظ لها الحق فى اجراء تفاهمات حول الملف الليبى وذلك بتقليص دور تركيا ان لم يكن انهاءه بشكل كامل لتبدا المفاوضات السياسية بين كافة اطراف النزاع خاصة فى ظل التوتر الواضح فى حلف الناتو بين كثير من الاعضاء اللذين ذهبوا لحق مصر فى الدفاع عن امنها القومى الذى ارتبط بالعمق الليبى على خط
( سيرت الجفرة) مما دفع مصر الى استنفار قواتها المسلحة لحماية كافة حدودها