هل التداول صعب؟ وما هي أساليبه؟ يعتبر مجال التداول من المجالات المُبهمة لدى الكثير من الأشخاص، فهناك العديد من الأقاويل المُتضاربة حوله، ولكن بالرغم من ذلك هناك أيضًا العديد من التجارب الناجحة من خلاله والتي استطاعت أن تحقق ثروات طائلة، الأمر الذي جعل الناس يتهافتون للدخول في ذلك المجال حتى إن كانوا لا يعلمون عنه شيء، ولذلك سوف نقوم بتوضيح مفهوم التداول، من خلال الواقع العربي.
هل التداول صعب
لا نستطيع القول أن التداول من المجالات السهلة أو التي يمكن العمل خلالها وتحقيق الربح بسهولة، كما أنه لا يعتبر أيضًا مجالًا لخسارة الأموال حيث إن هناك الكثير من المتداولين استطاعوا أن يحققوا مكاسب مادية وأموال طائلة من خلاله، ولذلك يُمكننا القول بأن مجال التداول يتطلب من الشخص أن يكون يمتلك بعض المقاومات الهامة والتي من شأنها مُساعدته في خوض تلك التجربة.
كما يجب العلم أن التداول في الأساس يعتمد اعتمادًا كليًا على سياسة العرض والطلب، ولذلك فإن ذلك المجال يلزمه الكثير من الدارسة قبل المخاطرة والخوض فيه، وبشكل بسيط يمكننا القول ان التداول أشبه بشراء الأغراض يوميًا من المحلات التجارية المختلفة، ولكن باختلاف سياسة البيع والشراء، وللنجاح في ذلك المجال هناك بعض القواعد الهامة الواجب تعلمها أولًا، وسوف نذكرها بالتفصيل من خلال النقاط التالية:ن سشاس
- للنجاح في مجال التداول من الضروري أن تكون تمتلك مهارة عالية في استخدام التكنولوجيا الحالية، نظرًا لأن المنصات الخاصة بالرسوم البيانية تتقدم كل يوم عن الآخر، بالإضافة إلى انها تضيف تحديثات يوميًا تٌمكن المتداول من التعرف على حركة الأسواق وكيفية تحليلها.
- لا يُمكن لأي شخص أن ينجح في مجال التداول ويستطيع تحقيق ثروات مالية من دون وضع خطة مُسبقة تُمكنه من الدخول إلى الأسواق، كما أن إدارة الأموال تتطلب استراتيجية مُحكمة للعمل بها.
- يلزم أيضًا معرفة الوقت المُناسب للتداول والوقت اللازم للتوقف عن التداول، حيث إن هناك بعض الأوقات لا تكون فيها الأسواق مُناسبة للقيام بذلك ومن أبرزها مُلاحظة ان الخطة المُتبعة للتداول لا تجدي نفعًا ولا يمكن تحقيق الربح من خلالها، أو أن المتداول نفسه مازال يفتقد بعض المهارات.
- تكمُن الإجابة على سؤال هل التداول صعب، في أنه يحتاج إدراك جميع التعقيدات الموجودة في الأسواق، والدراية الكافية بكل ما تشمله التقارير الاقتصادية.
- الكثير من الذين يطرحون سؤال هل التداول صعب، يجب عليهم مراقبة المتداولين الناجحين في الأسواق جيدًا وذلك لتكوين قاعدة معرفية شاملة كافة الفروقات بينهم وبين المتداولين الآخرون.
- لا يجب التغافل أيضًا عن وضع خطة مُحكمة يمكن من خلالها حماية رأس المال من جميع المخاطر التي قد يواجهها.
- من أهم القواعد الواجب تعلمها للنجاح في مجال التداول هي التعامل مع ذلك المجال على أنه عمل بدوام كُلي وليس دوام جزئي، حيث إن قضاء أكبر وقت ممكن في منصات التداول المختلفة من شأنه المساعدة في اكتساب مهارات جديدة يمكن بها تحقيق خطة التداول التي تم وضعها بنجاح.
اقرأ أيضًا: كيفية تعلم الاسهم من الصفر للمبتدئين
أساليب التداول
في صدد التعرف على إجابة سؤال هل التداول صعب، سوف نتطرق إلى ذكر أهم أساليب التداول التي يمكن أن تقابل أي شخص في الأسواق، حيث إن المتداول في البداية قد يظن أنه سوف يتعامل بنفس النمط في جميع الأسواق، ولذلك سوف نتعرف على أساليب التداول المختلفة من خلال الفقرات التالية:
1- التداول في خلال اليوم
يعتبر ذلك الأسلوب في التداول ما هو إلا استراتيجية تهدف إلى فتح وإغلاق العديد من الصفقات في نفس اليوم، وهو ما يدفع المتداول إلى استعمال أسلوب المضاربة، وذلك بالاستناد إلى اتجاهات الأسواق على الرسم البياني وتحليل الأوضاع المختلفة الموجودة بها، علاوة على ذلك فإن هذا الأسلوب يُركز بشكل أساسي على إمكانية استخدام التحليل الفني أكثر من استخدام أسلوب التحليل الأساسي.
كما يحتوي ذلك الأسلوب على الكثير من أشكال التداول المختلفة مثل التداول على الأخبار، والتداول السريع، والتداول على الاتجاه بالإضافة إلى المضاربة، ولذلك فإن هذا الأسلوب يحوي بداخله أكثر من أسلوب في وقت واحد.
2- تداولات في نهاية اليوم
هذا التداول يُعد من أكثر أساليب التداول شيوعًا، كما أنه يتم اعتماده من قِبل الكثير من المتداولين المحترفين أو الناجحين، وهم أكثر المتداولين تواجدًا في الأسواق إلى أوقات طويلة، ويمكن تعريف ذلك الأسلوب في التداول على أنه تحليل أسبوعيًا أو يوميًا لحركة الأسواق المختلفة، وأهم ما يميزه من أنه يجعل الذي يعمل من خلاله يقضي أوقات مليئة بالعمل.
علاوة على ذلك فإن المتداول الذي يعمل من خلال ذلك الأسلوب لا يكون مضطرًا لكي يتابع حركة الأسواق طوال الوقت، كما أنه لا يحتاج أيضًا إلى أن يتابع أوامر مختلفة أثناء التنفيذ.
اقرأ أيضًا: ما هو مفهوم نقاط الدعم والمقاومة
3- أسلوب التداول السريع
واحدًا من أنواع التداول التي يُمكن الاعتماد عليها في اليوم، بالإضافة إلى أنه لا يتشابه مع غيره من التداولات، حيث إنه يتطلب من المتداول أن يهدر الكثير من الوقت وهو جالسًا أمام شاشة الكمبيوتر حتى يتمكن من متابعة حركة الأسواق المختلفة، ولكن يمكن القول أنه من خلال ذلك الأسلوب يمكن تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية.
يمكننا القول أن ذلك الأسلوب في التداول يُعد من أصعب الأساليب التي يمكن ان يعمل من خلالها أي شخص، نظرًا لما يطلبه من التزام كبير، وبالرغم من جميع العقبات الموجودة في هذا الأسلوب، إلا أنه استطاع جذب عدد كبير من المتداولين الجُدد في الأسواق.
4- التداول باستخدام التحليل الأساسي
يشتمل هذا الأسلوب في التداول على أن يكون الشخص معتمدًا على النماذج المالية حتى يتمكن من تقدير مدى ضعف الأسهم أو قوتها، بالإضافة إلى تقدير السوق والعملات، وذلك لمعرفة قيمة السعر المستقبلي للأصول، ولذلك فإن التعاملات التي تتم من خلال ذلك الأسلوب تتأثر كثيرًا بالعناوين الرئيسية على المستويان الخارجي والداخلي للدولة أو للشركة، فقد يكون ذلك الأسلوب غير مناسب للمتداولين المبتدئين في التداول، ولذلك فلا نجد أنه يتم اتخاذه إلا من قِبل المتداولون القٌدامى في هذا المجال.
5- أسلوب المضاربة
يمكننا تعريف أسلوب المضاربة على أنه نوع من أساليب التداول يهدف إلى متابعة حركة الأسواق، وذلك يتم على أمل استغلال أي تحرك يطرأ على السعر، ولا يقتصر على التحرك إلى أعلى فقط، بل يهتم أيضًا بالهبوط الذي يحدث في الأسعار، والإطار الزمني المرتبط بذلك الأسلوب في التداول يعتمد على دخول المتداول إلى الأسواق وذلك وفقًا للتحليل البياني اليومي.
كما أن الرسم البياني للساعة يُعد من الأطر الزمنية الشائعة في الاستخدام من قِبل المتداولين الذين يتبعون أسلوب المضاربة، حيث إنه يرون في ذلك الأسلوب إمكانية هائلة في تحقيق أرباح هائلة في وقت قصير لا يتخطى أيام.
6- التداول على الأخبار
المتداولون الذين يتبعون ذلك النوع من التداول يستغلون جميع الأخبار الهامة حتى يتمكنوا من إصدار الصفقات الخاصة بهم قبل صدور تلك الأخبار مباشرة، ولذلك نجد انه في الكثير من الأحيان قد يتزايد أو يتذبذب الارتفاع الحادث في حركة السعر، وذلك في حالة أن الأرقام الموجودة في البيانات والمؤشرات الاقتصادية على عكس التوقعات الموجودة في الأسواق.
لذلك يُمكن للمتداولين أن يقوموا باستغلال تلك الفرص، ومن ثم تحقيق أرباح مالية كبيرة في خلال وقت قصير، ولذلك يمكننا القول ان التداول على الأخبار من الأساليب التي ترتبط بالأحداث الزمنية محدودة الأثر.
7- التداول على الاتجاه
واحدًا من أساليب التداول التي تهدف إلى تحديد اتجاهات الأسواق، ومن ثم جعل الصفقات تسير في نفس الاتجاه، وفي أغلب الأحيان يرتبط التداول في ذلك الأسلوب بجميع مديري صناديق الاستثمار طويلة الأجل، ولكن بالرغم من ذلك فإن أي متداول يتخذ هذا الأسلوب يمكنه أن يتداول في أي إطار زمني يمكن تحديده من خلال تعاملاته في الأسواق المختلفة.
8- تداول مواقف البيع والشراء
يعتمد ذلك الأسلوب في التداول على موقف المتداول سواء في البيع أو في الشراء على المدى الطويل، ويمكن أن يمتد ذلك المدى إلى عِدة سنوات، او بضع أشهر أو أسابيع، والجدير بالذكر أن هذا الأسلوب في التداول لا يهتم بالتقلبات السعرية التي تحدث في الأسواق المختلفة، ولا يتطلب من المتداول الذي يقوم باتباع ذلك الأسلوب أن يظل ماكثًا أمام شاشة الكمبيوتر إلى أوقات طويلة من أجل الدخول والخروج من الأسواق.
اقرأ أيضًا: مفهوم المشتقات المالية
9- التداول بالتحليل الفني
قد يطرح المتداول في البداية سؤال هل التداول صعب، والجدير بالذكر هُنا أن صعوبة التداول تكمٌن في الأسلوب المتبع، حيث إن ذلك الأسلوب يمكن تصنيفه على أنه من أساليب التداول المناسبة للمبتدئين، وهو يعتمد على الدخول إلى السوق وإدارة التعاملات التي تتم خلاله، ومن ثم الخروج منه، كما يمكن أن يتم العمل من خلال أي إطار زمني يفضله المتداول.
بالرغم من أن التداول من المجالات الصعبة التي يلزمها دراسة وافية واكتساب مهارات كثيرة قبل الخوض فيه، إلا أن هناك الكثير من الأشخاص استطاعوا أن يحققوا مكاسب مالية كبيرة من خلاله.