بقلم الكاتب: محـمد شـوارب
إن المخاطر التي تواجهها مصر كثيرة وكبيرة، سواء من الداخل أو الخارج وهذا غير مقبول وغير مسموح به. فشئونها الداخلية مرهونة بقوة بيئتها الداخلية. وأن السياسة الخارجية مرتبطة بالسياسة الداخلية والبيئة الداخلية. وعندما تكون بيئتها الداخلية صاحبة مقومات القوة الشاملة، كلما كانت مصر تواجه التحديات الخارجية. ومن هنا تبرز مرونة وقوة وتأثير مصر على العالم الخارجي.
ومما لا شك فيه لقد عانت مصر كثيراً من الفساد والتدمير والتخريب والتجريف، وهذا ما يشكل عائقاً كبيراً أمام صاحب وصانع القرار، لأن قدرته هي حماية المصالح الوطنية المصرية وتكبيرها وتعظيمها. وعليه فلابد من مواجهة هذه الموجهة الداخلية وإجراء تغييرات إستراتيجية كي توفر الأوضاع والظروف المطلوبة لتحقيق أهداف ونصر استراتيجي، ليحقق نقلة في القدرات التي تؤهله للتنافس وتعزيز القدرات حتى يحقق الأهداف المرجوه.
ونحن نعيش هذه اللحظة الفاصلة-الفارقة في تاريخ مصر، فعلى الرئيس الهمام والبطل عليه أن يستدعي العقل والوجدان، كي يعيد مصر إلى استقلالها وسيادتها العربية-الوطنية. والكل يعلم أن ثورة 23يوليو لعام 1952 قد غيرت مجرى ووجه المنطقة بل التاريخ.
فمصر تواجه تحديات كبيرة سواء ملف أمني أو ملف إقتصادي أو بطالة أو فقر. فالتحديات كثيرة وتحتاج إلى التكاتف والعمل الجاد وتحسين العلاقات الداخلية فيما بيننا على أن نعود بهذه العلاقات لصالح مصر ومستقبل وافر. وأن نكون جميعاً يد واحدة لبناء جيل جديد، كي يعيش بأمن وأمان واستقرار.
فعندما تقرأ وتحس ملامح وجه الرئيس، تحس أن هذا الرجل يريد أن يدفع مصر إلى الأمام، كما أنه يريد عزل الخلافات بين المصريين، إن هذا الرجل لا يكره، وعندما تلاحظ من خلال أحاديثه تحس فيه الأمل والشروق لمصر وشعب مصر. وكثيراً ما كان ينادي المصريين (باليد الواحدة). فعليه أحمال وأعباء كثيرة، فعلينا جميعاً أن نقف بجانبه ومعه، بل نقف مع مصر لمصر، وأن نزيل الخلافات فيما بيننا، فعندما تكون علاقتنا الداخلية مبنية على الحب والوفاء والصالح العام، فتأكد أن مصر سوف تكون رائدة في كل مجالات الحياة.
علينا أن نسعى جميعاً وراء الهدف العام، فهو الحصول على ما يكفل لنا جميعاً مواجهة الالتزامات الحياتية التي تتزايد يوماً بعد يوم.
إن ضرورة تحقيق الإجماع الوطني والشراكة الوطنية تحول المصالح إلى قوة وطنية مدنية تعرض رؤيتها وتصوراتها حول مستقبل مصر، فلا يجوز الخلط الديني بالسياسي حتى ننجح في بلورة إستراتيجية وطنية تحدد التحدي والطموح المطلوب لنا جميعاً. علينا أن نحكم عقولنا في مصير مصر.
فعلينا أن نعيد تنظيم أنفسنا بين الحين والحين، علينا أن نرتب كل شيء في حياتنا حتى نضعها في وضعها الصحيح. وإن ضرورة العمل وتنظيم النفس وإحكام الرقابة على أنفسنا يضع مصر في أحسن حالتها وتحول مكانتها.