كتب: سلامة رفاعي هلال
بسبب الخوف تسربتْ منى أحلام كثيرة
كأننى جردل مثقوب
ولجأتْ لغيرى
الحب تركتُه يندلق هو الآخر
فامتلاتُ بالصفير
وبدلاً من العادات التى ينبغى أن يكسبها المرء إلى صفه
كلما تقدمت به السن
بدأتُ أكلم أحلامى المتسربة
كمن يربّتُ على صديقة فى محنة
مررتُ بكل مراحل الحداد عليها
تبرعتُ بحصتى من المشى
لأقدام تعرج
ورحتُ أراقبها وهى تمشى بنهم
نيابة عنى
حتى الطعام صرت أمضغه بخوف
صرت أقبًلُ زوجتى وأنا خائف أن يقفز طقم أسنانى فجأة فى فمها
الدموع التى أدخرها لموت أمى
تسيل الآن بلا سبب
ذلك الأخدود على جبينى…
كم هو عريض ذلك الأخدود
على رجل بحاجة إلى النوم
إلى معجزة
تردّ عليه إيمانه بالمعجزات .
كل أصحابى
نجوا من الغرام
أحد الجيران
خرج سليماً من أنقاض زلزالين
أخى
توانى الموت عن حصده
رغم أنه لا يؤمن بشىء
فلماذا يا إلهى جعلت رأسى مدقاً
لانتصارات الآخرين
كنت على وشك أن أجلب الحظ السعيد لبيتى
لكننى، من فرط تعاستى
تعثرتُ بميت أحدب
الرجل الذى يوقظنى كل ليلة
فى المنام
بيده المتورمة
يهز كتفى، ثم يفتح بقجة ويُخرج منها أمعاءه
ورجله اليسرى وأعضاء أخرى
إصابتها طفيفة
يا له من كابوس
يا للذعر الذى ينتابنى من أنفه المجذوم
وفمه الملطخ بالضحك
أيكون مصيرى مثله
أحمل حظى المسكين
فى صرةٍ هكذا
كأنه ضحية حرب
وأفرد أشلاءه
فى وجه شخص آخر لا يعرف نفسه
لا يشفى من الخوف
حتى فى النوم !