ما هي الماسونية؟ وما هي أهدافها؟ ربما يعرف البعض أن هناك شيء يكمن في أغواره خطورة ما أو فساد محقق يُسمى الماسونية لكنهم لا يجزمون بمعرفتها حق المعرفة، فهي غامضة إلى الحد الذي لا يعرف أحد عن يقين بدايتها، وأساس نشأتها، وعادة ما ارتبطت بـ “عبادة الشيطان”، وفي الواقع العربي يسعنا أن نتطرق إلى الماسونية وأهدافها.
ما هي الماسونية
إن الماسونية هل لغة البنائين الأحرار، تمثل اتحاد سياسي سري يهدف إلى إلغاء الأديان السماوية وتدمير المعتقدات السامية وهدم كل ما حميد محمود، وعوضًا عن ذلك تسعى إلى ترسيخ الانقلاب والتمرد واستبدال النفوذ والسلطة.
لأنها منظمة سرية كان هناك العديد من الآراء التي تشير إلى تاريخ بدايتها، إلا أنها على الأغلب جاءت من زمن بعيد هدفها كان ينحصر على استئصال الدين المسيحي حينذاك، لكنها تطورت لتعرف باسم الماسونية وتتطور معها أهدافها.. وهي منظمة محكمة التنظيم فلا يتخلى عنها أعضائها بسهولة، وتتسم بالتستر والكتمان مما يضفي عليها الطابع الغامض.
أهداف الماسونية
في الحديث عن معنى الماسونية وأهدافها لنا أن نذكر أهم الغايات الأساسية التي تسعى إلى تحقيقها، وهي:
- السيطرة على العالم والتحكم في آليات الأمور.
- السيطرة على المنظمات الدولية لما لها من دور هام في إدارة شؤون الدول جمعاء.
- التحكم في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ومن خلالها العمل على نشر الدعاوى الكاذبة والمعلومات الزائفة حتى تضلل عقلية المستمع والمشاهد.
- القضاء على الأديان غير اليهودية، ولاسيما إثر نشأتها كانت تدعو إلى القضاء على الدين النصراني، والآن تهدف إلى محاربة الإسلام في المقام الأول، فهي تلك الدعوة التي تنسب إلى ابن سبأ اليهودي.
- تكوين جمهوريات عالمية لا تستند إلى أساس ديني، تكون تحت حكم اليهود وسيطرتهم، حتى يُسهل تقويضها.
- العمل على إسقاط الحكومات الشرعية لإضعاف السيطرة على الدول، وجعل الماسونية هي الأٌوى وسيدة الأحزاب.
- العمل على بث الفرقة بين بني البشر، حتى ينقسمون إلى أمم متصارعة متنابذة على الدوام.
- السيطرة على رؤساء الدول، وأصحاب النفوذ العالي، والشخصيات الهامة والملهمة.
- إقامة مملكة إسرائيل العظمى، حيث يتم تتويج ملك لليهود وهو من نسل داوود، ليتم التحكم في العالم بأسره.
اقرأ أيضًا: ما معنى الماسونية في الإسلام
رموز الماسونية
لا يجب أن نغفل عن الإشارة إلى رموز الماسونية بعد العلم بمعنى الماسونية وأهدافها، حيث إن لها رموز عديدة من خلالها يُمكن معرفة الشخص الماسوني، وأتت على النحو التالي:
1- النجمة الخماسية
تلك التي تمثل “بافوميت” حيث تُظهر رأسه، وتعتبر موجودة في أغلب معابد الشياطين والمحافل الماسونية، على أنها تتوسط جبين باقوميت، وتعتبر من أشهر رموز الماسونية، كما أن هناك النجمة السداسية التي ترمز إلى اليهود وتعود إلى نبي الله داوود، وكانت رمزًا للعلوم الخفية.
2- الإله بافوميت
ربما لا نجد حقيقة مؤكدة مفادها أن أعضاء الماسونية من اليهود، وما يدلل على ذلك أن من أعضائها ملحدين، وأغلبهم من عبدة الشيطان، وهم من دعاة الإباحية، أما عن الإله بافوميت فهو إله الشيطان وإله الشر.
3- المربع والفرجار
هو أحد الأشكال الهندسية التي يشيع استخدامها عند الماسون، ويرمز إلى البناؤون الأوائل، على أن كل عضو مستجد في المنظمة يأخذ ذلك الفرجار.. وهناك المنجل، الذي يتخذه الماسون شعارًا لهم، حيث يقدرون الوقت وأهميته.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف إذا كان هذا الشخص ماسوني
الماسونية من أقدم المنظمات الأخوية
ينتمي الماسون إلى واحدة من المنظمات الأخوية التي بدأت خلال العصور الوسطى في القارة الأوروبية، فعلى الرغم من أنها سرية إلا أن هناك طقوس لها ارتبطت بالعصور الوسطى، حيث استخدمت رموزًا مرئية استمدتها من أدوات البناء الحجري، منها:
العين | عين العناية الإلهية |
المربع | وهو ما يرتبط ببوصلة، وهو رمز شائع في الحلقات الماسونية |
حرف G | يكون في المركز، وهو محل نزاع حول ما هيته، فربما يرمز إلى الهندسة |
هذا علاوة على تمييز الماسونيين بعضهم البعض كان يعتمد على نوعية المصافحات، وكلها تستند إلى رتبة كلا منهم داخل المنظمة، فلكل جماعة طقوس في المصافحة، وقديمًا باعتبار الماسونية من المنظمات الأخوية بين أعضائها، فإن الكنيسة الكاثولوكية كانت رافضة إياها وكانت تنعتها بـ “مجمع الشياطين”.
يُذكر أنه في عام 1970م بدأت مناهضة حركة الماسونية، وكان ذلك على يد “آدم ويشويت” وهو مسيحي ألماني، إلا أنه لم يستطع المواجهة أو السيطرة على تلك الحركة.. كما في 1983 أعلنت الكنيسة أن كل عضو ينضم إلى الماسونية هو في حالة خطيئة وعليه أن يتوب.
اقرأ أيضًا: إشتغالات صهيونية
تاريخ ظهور الماسونية
من الصعب تحديد تاريخ بعينه لنشأة تلك المنظمة نظير اختلاف المؤرخين على أول ظهور لها، وعليه نذكر أغلب تلك الآراء:
- في القرن الثامن عشر الميلادي
- حينما كان سيدنا موسى مع قومه في التيه
- في القرن الرابع عشر الميلادي
- بعد الحروب الصليبية
- أيام حكم اليونان القدماء
- في القرن الثامن الميلادي
- بعد بناء هيكل سليمان
- الكهانة المصرية والهندية
لعلّ أرجح الأقوال هو الزاعم بنشأتها على يد الملك اليهودي “هيرودس أجريبا” وهو والي القدس قبل الرومان، في عام 43 ميلاديًا، وقد أسماها “القوة الخفية”، حيث كانت تهدف إلى مقاومة عيسى عليه السلام ومن معه من الحواريين، لأنه كان يبشر بزوال الهيكل اليهودي.
الدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة آل عمران:
“فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” (52).. وفي سورة الصف الآية 14: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ“.
فالماسونية وأهدافها من قديم الأزل تسعى إلى هدم الدين، وقد استحال تركيزها على الدين النصراني إلى الدين الإسلامي، لأنه عدوها الأول الذي يحول بينها وبين أهدافها المرجوة.
الجذور الفكرية للماسونية
إن الماسونية تعتبر يهودية صرفة، من حيث أهدافها ووسائل تفكيرها وفلسفتها، حيث اتضح أنها حركة هادمة للأديان، وكذلك الأخلاق، ولم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوى نفوذًا منها، فهي من شر المذاهب تسعى إلى الهدم، وهي تسعى إلى تفكيك الروابط والأواصر الدينية والعقائدية التي تقام عليها المجتمعات.
الانضمام إلى الماسونية
يجب أن نعلم في معنى الماسونية وأهدافها أن تلك المنظمة هي التي تختار من يُمكن أن ينضم إليها ويكون أهلًا لذلك وفق رؤيتها، حيث يُعرض ذلك العضو على عدة اختبارات، ويُطلب منه أداء بعض الطقوس، حتى ينتقل إلى مرتبة العامة وهي الدرجة الأولى في الماسونية، إلى حين الترقي من درجة لأخرى.
على أن تلك الطقوس تتفاوت من كونها معقدة أو دموية أحيانًا، إلا أنها في العموم سرية إلى أبعد حد، حيث يتم انقياد العضو الجديد وهو معصوب العينين، ليثير في نفسه الرهبة والخوف، ويمتثل أمام رئيس المنظمة ثم يحفظ السر وتوضع حول عنقه سيوف مسلولة، في أجواء شبه مظلمة، وحوله الكثير من الجماجم البشرية والأدوات الهندسية.. هذا كله ربما يعزو إلى الرغبة في السيطرة عليه، والتحكم في نقاط ضعفه، والعمل على تجنيده دون أن يعرف كل شيء عن المنظمة في بادئ الأمر، فالأمر يتسنى له كلما ترقى في مراتبها.
قديمًا، كان الماسونيين لا يختارون إلا الذكور، بيد أنه بعد عام 1882 اختاروا السيدات أيضًا، وكانت أولهم إيلزابيث، على أنه لا يُشترط في العضو أن يكون على دين محدد، فالمنظمة تتظاهر باحتوائها للجميع مؤمنهم وكافرهم دون تفرقة، وتلك هي المساواة التي تدعو إليها، على أنها تشترط في الانضمام إليها أن يكون المرء بإرادته الحرة لا تابعًا لأحد في فكر أو أمر.. وتفضل الانتقاء من الناس أفضلهم مكانًا وفكرًا.
الماسونية ونظرية المؤامرة
هناك من يرى أن العالم بأسره في حالة خاضعة تابعة بشكل مطلق إلى حكومة خفية يغلب عليها السرية والغموض، حيث تتولى تلك الحكومة المنظمة إشعال فتيلة الحروب والثورات والنزاعات في ربوع العالم، على أنها تسعى إلى رسم السياسات وإدارة السياسات الاقتصادية، كما تتحكم بالموارد بكافة أنواعها.
هذا الحكومة الخفية لا تنأى أيضًا عن إدارة التعليم والأمن والإعلام والثقافة، على أنها ترتبط بمجموعة من الأعضاء ينتمون إليها جذريًا، ومن يحاول أو يفكر في الخروج عنها، فإن مصيره الهوان والقتل المحقق، حيث إن ذلك يعتبر حل نهائي رادع، ولم لا ومن يتطرق في أغوارها يعرف حقيقتها الكامنة التي تحاول إخفائها بالتستر وراء مفاهيم الحرية والإخاء والمساواة؟
كانت تعرف الماسونية في بداية عهدها بالقوة الخفية، إلا أنها مع مرور الزمت استطاعت أن تكون واحدة من أشد المنظمات خطورة على العالم الإسلامي بوجه خاص.