ما معنى الماسونية في الإسلام؟ وعلام تستند الماسونية؟ إن الماسونية هي حركة سرية عالمية غامضة، واسعة الانتشار ولها نفوذ في كافة دول العالم، يزعم البعض على أنها يهودية، إلا أنها على الأرجح مرتبطة بالصهيونية العالمية، حيث تهدف إلى السيطرة وإعادة بناء هيكل سليمان، وفي الواقع العربي يسعنا أن نتحدث عن الماسونية من وجهة نظر إسلامية.
ما معنى الماسونية في الإسلام؟
على الرغم من تظاهر رئاستها بأنها جماعة هادفة إلى التآخي ونشر الحرية والرفاهية.. إلا أنه ليس هناك اتفاق حازم على ما تفعله الماسونية، لاسيما ظروفها ومخططاتها وأهدافها، حيث تنعت ذاتها باسم “البنائين الأحرار”.
وفقًا لطبيعة الأهداف الماسونية فإن الأقوال بصددها كثيرة لا يُمكن حصرها، وباعتبار أغلب التقديرات كان هدفها الأكبر هو أن تتجاوز تلك الحركة كل الحدود، وتتحكم في معايير العالم، وهم قلة قليلة من الناس إلا أنهم توسعوا في الانتشار في كافة الدول، وأن لها أهداف خفية لا يعلمها أحد في ظل الأهداف التظاهرية التي تفتعلها.
إن معنى الماسونية في الإسلام يأتي من كونها هادفة إلى القضاء على الأديان كافة، بما يرتبط بذلك القيم والأخلاق الفاضلة، مع حدوث انقلابات شتى على العقائد، ليكون الإلحاد والإباحية هي القيم السائدة.. وخير دليل على وصفها كذلك ما أعلنته:
- عام 1865: “يجب أن يتغلب الإنسان على الإله، وأن يعلن الحرب عليه، وأن يخرق السماوات ويمزقها كالأوراق”
- عام 1922: “سوف نقوي حرية الضمير في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة، وسوف نعلنها حرباً شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذي هو الدين”
- “إن الماسونية تتخذ من النفس الإنسانية معبوداً لها”
- “إنا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم، إنما غايتنا الأساسية إبادتهم من الوجود”
- 1903: “ستحل الماسونية محل الأديان وأن محافلها ستحل محل المعابد”
من هنا فإنها شديدة العداء للدين الإسلامي وتريد شن حربًا على الأديان كافة بشكل لا هوادة فيه.. ويرى المسلمون أن الماسونية هي منظمة خطيرة ولا يرون فيها تظاهرها بأنها جمعية خيرية صالحة، فهي لا تستهدف إلا ضعاف النفوس.
مفاهيم الماسونية تناقض الإسلام
نعلمُ أن الحرية في ديننا الإسلامي تعني التحرر من عبودية أي شيء وتبعيته إلا الله سبحانه وتعالى، بيد أن الحرية في الماسونية ما هي إلا تحررًا من الأخلاقيات والدين والفطرة الإسلامية السمحة، حيث أعلنت الماسونية في بيان صادر عام 1935 أن الهدف منها تنظيم جماعة من الناس الأحرار حتى في الجنس، لذا فإن تأسيسهم نادي للعراة ليس بشيء عُجاب في ظل تلك القيم التي يتمسكون بها، وهذا ما يتناقض مع التستر والحياء والكثير من المفاهيم التي يحثنا عليها الإسلام حفاظًا على إنسانيتنا.
كما أن هناك مفهوم آخر وهو الإخاء، فبينما نجد أن الإخاء في الدين الإسلامي يعزو إلى أن المسلم أخو المسلم يشدد من عضده ويساعده على البر والتقوى، على النقيض من ذلك نرى أن الإخاء في الماسونية ما هو إلا تعاونًا على الإثم، ولم لا وهي تدعو “الأديان تفرقنا والماسونية تجمعنا”؟
على أنها تساوي بين المؤمن والكافر وتعتبر أن ذلك من حقوق الإنسان وتعزيزًا للحرية، في حين أن الإسلام يدعو إلى سواسية المسلمين، لكن الكافرين ليسوا بسواسية تمامًا معهم، ولكن على الرغم من ذلك فإن الماسونية في باطنها تنطوي على الكثير، حيث إنها تتظاهر أمام الإمعة والسذّج بأنها منظمة خيرية تدعو إلى قيم إنسانية بيد أنها مؤسسة صهيونية في بداية نشأتها، حيث نشبت عن أفكار يهودية بالدرجة الأولى.
خطر الماسونية على العالم الإسلامي
يتجلى معنى الماسونية في الإسلام في قول الله تعالى في محكم التنزيل: “أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (سورة البقرة 75)، كما قال: “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)”.
يتجلى خطر الماسونية على العالم الإسلامي فيما تدعو إليه من أهداف، بالنظر إلى أفكارها ومعتقداتها، حيث إنها تسعى في المقام الأول إلى:
- تأسيس جمهوريات عالمية بعيدًا عن الدين
- إقامة إسرائيل الكبرى
- تتويج ملك لليهود في القدس يكون من نسل داوود
- محاربة الإسلام والنصرانية
- حماية دول الإلحاد
فعلى الرغم من أن لتلك المنظمة دور كبير في الكثير من الأحداث المأساوية التي تعتبر أمثلة حية على خطرها المحقق، إلا أن الإسلام باق في نفوس المؤمنين، وهذا ما وعد الله به المتقين في آخر الزمان.
حكم من ينتمي إلى الماسونية
في إطار ذكر معنى الماسونية في الإسلام نذكر أن من كان من المسلمين على علم وبينة من حقيقة الماسونية وأصبح عضوًا فيها، فإنه كافر، لأنه على علم بأسرارها وما تنوط إليه من أهداف هادمة للأديان بأسرها، على أنه إن مات على ذلك فجزاؤه هو جزاء الكافرين، أما إن تاب قبل موته فإنه عليه أن يرجو رحمة الله عليه.
أما من ينتسب إلى الماسونية دون أن يدري حقيقة أهدافها، فقط يرى ما تُظهره من أهداف وانخدع بها وبأعضائها، ولا يعلم ما تكنه من كيد للإسلام والمسلمين، وليس من الفطنة أن يتدارك ذلك، وربما شاركهم في دعوتهم دون علم منه، فإنه ليس بكافر، لأنه معذور بجهله، لكن يستوجب الأمر أن يبتعد عنهم بمجرد علمه بواقعهم حتى لا يكون قد شاركهم في عقائدهم، حيث يتبرأ منهم بل ويكشف إلى الناس عن حقيقتهم حتى لا يصيبهم الجهل كما أصابه، وتُحبط أعمالهم.
كما على المسلم أن يحتاط ويحذر، وينتقي من يتعاون معه في دنياه ويعينه على دينه، فلا يقع في حبال أهل الشرك، فهم ينصبونها فقط لأرباب الأهواء وضعاف الأنفس.
أفكار ومعتقدات الماسونية
يأتي معنى الماسونية في الإسلام أنها تدعو إلى عقائد وأفكار معينة، منها:
- الكفر بالله تعالى والكتب والرسل والأنبياء وكافة الغيبيات.
- العمل على تقويض الأديان السماوية، باستثناء اليهودية.
- إسقاط الحكومات الشرعية، للسيطرة على البلاد.
- استعمال المرأة كوسيلة للسيطرة من خلال إباحة الجنس.
- تقسيم ما هم غير اليهود إلى أمم تتصارع فيما بينها على الدوام.
- بث سموم النزاع بين مواطني الدولة الواحدة.
- تعزيز روح الأقليات الطائفية العنصرية.
- هدم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية.
- نشر الفوضى والانحلال والإرهاب.
- الدعوة إلى الإلحاد.
- استعمال الرشاوى والكثير من طرق الفساد.. الغاية تبرر الوسيلة.
- استخدام ذوي المناصب الهامة والحساسة وضمهم لخدمة الماسونية.
- إحكام السيطرة على أعضائها وإحاطتهم بالشباك حتى يتجردون من كل الروابط الدينية والأخلاقية والوطنية.
- إن تململ عنهم أحد يكون مصيره القتل.
- السعي إلى السيطرة على رؤساء الدول لضمان السيطرة على البلاد وتنفيذ الأهداف التدميرية.
- العبث بوسائل الإعلام والدعاية والصحافة، فهي سلاح فتاك فعال.
- بث الدسائس الكاذبة، لتحويل عقل المواطن إلى كل ما هو مضلل زائف.
- دعوة الشباب إلى الرذائل والانغماس في الملذات والشهوات.
- تحديد النسل عند المسلمين والدعوة إلى العقم.
- السيطرة على المنظمات الدولية.
درجات الماسونية
إن كل زعماء الصهيونية هم من الماسونية وهم الذين يخططون العالم بأسره حتى يكون لصالح اليهود.. على أن للماسونية 3 درجات:
- العمي الصغار: المبتدئون من الماسونيين.
- الماسونية الملوكية: لا ينالها إلا من تجرد لليهودية.
- الماسونية الكونية: قمة الطبقات، كل أفرادها من اليهود.
لا شك أن الأعضاء من الماسونية الكونية هم وراء العديد من الويلات التي أصابت الأمة الإسلامية، فهم من كانوا وراء إلغاء الخلافة ووراء كافة الثورات التي أثرت على العالم سلبًا.. حيث إن حقائق الماسونية لا تُكتشف إلا تدريجيًا لمن يتبعها، حتى يصل إلى جملة خفاياها من هم في الدرجة الثالثة.
جماعة قديمة ولا تزال قائمة، غامضة في أهدافها حتى على أعضائها.. ذات مكر دفين وخداع وغايات مكنونة، تعد هي العدو الأول للإسلام والمسلمين.