سيناريو ليس الهدف منه، إشاعة الرعب فى قلوب المصريين، ولا توظيفه كفزاعة تخيفهم، لإخضاعهم تحت مقصلة الاختيار الأوحد، وملء صدورهم بالرعب من التغيير، ولكن حقيقة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، ويقرها الواقع، وتؤكدها أبسط قواعد العقل، وكل أدوات المنطق، أن البديل الوحيد للنظام الحالى، هو داعش فقط!

 

إذا سقط النظام الحالى، فلن يكون البديل، رئيسا مدنيا، كما يشيع السادة العباقرة من مرضى (التثور الاإرادى)، وباعة التويتات والبوستات المتجولين، لأن التيار المدنى برمته فى مصر اندثر وجوده فى الشارع اندثار الديناصورات، ولم يعد لهم وجود بأى شكل من الأشكال، وأصبحوا فقط، مثل عمال النظافة، يطهرون كل الطرق المؤدية لقصور السلطة، من الألغام والمطبات الصناعية من أمام جماعة الإخوان الإرهابية.

 

أيضا، لن تعود جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم من جديد، فالجماعة فقدت شعبيتها وتعاطف الناس معها، وأظهرت ضعفا شديدا وعدم القدرة على الإدارة، بجانب أن كل الجماعات التكفيرية والمتشددة، التى ولدت من رحم الجماعة، ترفض عودة الإخوان للحكم، وستعتبرها من الماضى، وأنها حصلت على فرصتها، وفشلت، وعَرَضت التجربة الإسلامية فى الحكم، لهزة عنيفة، لذلك ستساند وتدعم داعش، إيمانًا منها أن التنظيم المتشدد والدموى سينفذ كل أفكارها وخططها.

 

هذا السيناريو، سيدفع جماعة الإخوان إلى عدم الجلوس مكتوفة الأيدى، وإنما ستوسع من دائرة تشكيل الميليشيات المسلحة، ويقابلها تشكيل كل جماعة وتنظيم، لميليشيا مسلحة أيضا، وتتحول مصر إلى ميليشيات مسلحة، أعنف وأكثر دموية من الميليشيات المنتشرة فى ليبيا واليمن والصومال والعراق وسوريا.

 

ولمن تشتعل فى عقله نيران الأسئلة، عند قراءة هذا السيناريو، خاصة سؤال أين الجيش والشرطة ؟ والاجابة الوحيدة، هو تسريحهما باعتبارهما العقبة الحقيقية أمام طريق الجماعات والتنظيمات الإرهابية والإجرامية، وستستولى الميليشيات المسلحة على أسلحتهما.

 

‏والشاعر العبقرى، الراحل جسديًا عن الدنيا، والباقى بإنتاجه الوفير من الشعر، عبدالرحمن الأبنودى فى قصيدته (آن الأوان يا مصر) لخص السيناريو فى هذا البيت عندما قال: (يا شارب الدم امسح لحيتك م الدم.. قاتل شباب الوطن بقلب أعمى أصم.. قلبك لا بتحركه أحزان ولا أفراح.. ولا أنت مصرى ولا منا.. أنت مين يا عم؟!).

 

هذا المقطع من قصيدة الخال، تلخص النتائج السيئة والمدمرة للوطن التى ستتسبب فيها خروج طوفان الحركات والجماعات والتنظيمات الإرهابية، لتقتل وتخرب وتدمر، وأعاصير المؤامرات الخارجية، التى تنهش فى جسد الوطن، لتقتلعه من فوق خريطة الجغرافيا، فى حالة سقوط نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى.

 

وللمتباكين من اتحاد ملاك وعبيد الثورة المقدسة، ومرضى «التثور اللاإرادى»، والنحانيح، والنخبة البزراميط، وجماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها والمتعاطفين معها، وحركة 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، الحالمون بالوصول للحكم بعد رحيل السيسى، وتصدر المشهد من جديد، أقول لهم سيخيب ظنكم، لأنه ببساطة شديدة ودون أى جهد فى الحسابات وسقف التوقعات، السيناريو البديل الوحيد لإسقاط النظام، «داعش»، التى ستقفز وتسيطر على كل المقدرات، وسيتم بيع نسائكم وبناتكم وأمهاتكم سبايا، واغتصابهن أمام أعينكم.

 

إلى كل هؤلاء، بجانب البرادعى وصباحى والأسوانى، وخالد على وممدوح حمزة، وعمرو حمزاوى، تعالوا نتناقش انطلاقا من أرضية العقل، والنتائج، ونسأل ماذا كانت نتائج أطهر ثورة مقدسة منذ بدء الخليقة، 25 يناير؟! والإجابة: دشنت الفوضى، وأزهقت أرواح الآلاف من خيرة شباب مصر، وانهار القطاع السياحى، وتم تشريد الآلاف من العمال فى هذا القطاع الحيوى، وإغلاق 250 مصنعًا، وتسببت فى أن تستغل إثيوبيا حالة الارتباك والفوضى فى مصر، وتقرر بسرعة بناء سد النهضة مهددة بقتل المصريين عطشا.

 

25 يناير، ذكرى من الذكريات المريرة، وبمجرد ذكر اسمها، يعيد العقل ذكريات وقوف المصريين أمام منازلهم مرعوبين، وممسكين بسكينة المطبخ لحماية أسرهم، والقلق يقتلهم على أبنائهم عند نزولهم لشراء حاجات البيت أو يذهبون لدراستهم، وانقطاع الكهرباء واختفاء البنزين والسولار، وسرقات السيارات وخطف الأطفال والنساء والكبار، وظهور القنوات الفضائية الإخوانية لتصدر اليأس والكآبة والسواد، بجانب سيل من الشتائم الوقحة للجيش والشرطة وكل الشرفاء، وفتاوى التكفير.

 

بينما تعالوا نسرد لكم الوضع الآن، نرى بأعيننا تحسن الأوضاع فى البلاد، بعودة الأمن الاستقرار، والإنجازات تتحقق على الأرض، ومشاريع التنمية على كل شبر فى ربوع الوطن، وحل أزمة الكهرباء، وتوافر البنزين والسولار، والقضاء على فيروس «سى»، الذى كان ينهش أجساد المصريين، وحدوث طفرة كبيرة فى الاقتصاد المصرى، أشاد بها كل المؤسسات الاقتصادية الدولية، وكان من نتائجها ارتفاع الاحتياطى النقدى ليصل إلى نفس المعدلات، التى كانت عليه قبل الثورة غير الممنونة، 25 يناير 2011، بجانب المشروعات الضخمة الأخرى.

 

والسؤال هل يسمح المصريون بضياع وطنهم، بإعادة تكرار سيناريو قفز الخونة والإرهابيين ودواسات تويتر على مسرح الأحداث من جديد لتكرار تلك المشاهد الكارثية؟!

 

أترك الإجابة لكل شرفاء هذا الوطن…!! اليوم السابع