بقلم / محمد عز الدين
ذكرى ثورة يوليو، ذلك الانقلاب الذي حوله التأييد الشعبي إلى ثورة فاستحق هذا الاسم.
الحقيقة أن بعد أحداث الرابع من يناير؛ حين حاصرت القوات البريطانية قصر الملك فاروق لتوضح للمصريين أمرين مهمين للغاية؛ الأول هو أكذوبة حكم الملك لمصر وقدرته على قيادة البلاد تأكيدا على كونه (ماريونيت) تتشابك خيوطه في يد المحتل وأن تتابع الحكومات وتعدد البرلمانات مسلسل درامي لم يخرجه مصري حتى!!
ثاني الأمرين هو ضرورة التحرك من قبل المصريين -مؤسسات أو أفراد- لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتمكين أبناء الوطن من حريتهم وهي الفرصة التي واتت الظباط الأحرار في ظل انشغال الإنجليز بالفدائيين على طول خط القناة.
لربما لم يكن هدف الأحرار في هذا الانقلاب سوى استعادة الجيش لقيادته الوطنية المصرية لحماية البلاد والدخول لمرحلة نضال جديدة، لكنه القدر الذي سار بهؤلاء الشجعان إلى قلب نظام حكم فاروق -كبداية- الضعيف الذي كان سيودي بمصر عاجلا أن آجلا إلى التهلكة وزاد القدر من مساندته لهذه الحركة الوطنية بأن صنع لهم تأييدا شعبيا من الشباب والوسطاء الذين وصل بهم الحال إلى الإيمان بضرورة التخلص من حكم الملك/الإنجليز في أسرع وقت ليصير هذا الانقلاب -في بدايته- ثورة تحمل أحلام مشروعة للمصريين