بقلم / محمد عز الدين
الجريدة (الرسمية) لأي بلد كان تحمل على صدرها دوما إعلانا عن انحيازها للنظام الحاكم مثلها مثل الإذاعة الرسمية والقناة التليفزيونية الرسمية!! والبسطاء يؤمنون أن الرسمي هو الصحيح!!! إن تحدَّث فتلك هي الحقيقة لا محالة، لذا فإن رأيت فقراء هذا الشعب يهتفون للملك ثم لرئيس مصر الأول محمد نجيب فالرئيس الثاني (الزعيم لاحقا) جمال عبد الناصر، فلا تدع للدهشة مكان لأن هذا الشعب البسيط وصل إلى ما أبعد من ذلك؛ فقط (أغنية) بسيطة تمس القلب ولو بالادعاء ولتكن من (الست) مثلا؛ كفيلة بتثبيت حكم قراقوش نفسه!! كل ما حدث في الفترة بين قيام الثورة وإعلان جمال عبد الناصر رئيسا كان نتاجا حقيقيا لها، ربما قاد ناصر المائدة -على الرغم من وجود نجيب (الشرفي)- لكن في النهاية نسبت القرارات لمجلس قيادة الثورة اللهم إلا في فترة حكم الرئيس الأول السريعة والتي أسقطها البسطاء من تاريخهم الشعبي؛ السبب واضح لأن في هذه اللحظة بدأ حكم الزعيم، رجل المرحلة (عبد الناصر) القادم من قلب البسطاء الغارقين في شمس الشقاء لأعوام وأعوام، والثورة تفقد منجزاتها وأخطاءها لصالح عهد جديد في أقل من ثلاثة أعوام. الأسئلة تخرج تدريجيا من رأس أي محلل؛ هل خطط ناصر منذ لحظة تحول الانقلاب إلى ثورة في كرسي الحكم؟! هل دُفع من قِبل زملائه في الحركة إلى الإطاحة بنجيب وتولي الدفة؟! كيف كانت ثقة الظباط الأحرار في قائدهم (جمال)؟ وكيف كانت ثقته فيهم؟! هل فكر غيره من مشاهير الحركة في الرئاسة في ثنايا قلوبهم على الأقل؟! من فرض فكره بعد تولّي الزعيم الحكم، هو أم المجلس؟! دعونا فقط لا نحمل الانقلاب/الثورة فوق طاقتها لأنها حركة وطنية خرجت من الجيش رغبة في تحقيق العدل وانتهى دورها عند رحيل الملك وذهب كل شيء إلى مجلس القيادة ودوما تخطئ النخبة لأن تصنيفها على هذا النحو من الأساس يضعها في برج عاجي لا يسمع، وحده الزعيم ناصر أراد الشعب لأن من أراد أن يذكره التاريخ؛ يرتكز على الذاكرة الشعبية قبل الجميع، ولأنه للأسف ولأسباب تحتاج مقالات عديدة للعرض استمر جمال عبد الناصر في الرئاسة ولم يسمح للقب الزعامة أن يحتويه منفردا ولذا فالواقع يجبرنا أن ننظر للأمر نظرة من زاوية واحدة ومحددة؛ منذ (اعتلائه) سُدة الحكم وانتهى كشف حساب الثورة وبدأ كشف حسابه هو لا غيره.. ومن يحاسب التاريخ عن شعب ووطن سوى (ولي الأمر