شعر : حسن معروف
انا هنا
وأنت في مرمى الهوى والقلب
يوما ستأتي من سأعطيها الذهب
تصب كأسا تنزع الظلام من زجاج شرفتي
تريح قبلة على جبين هذه السيارة التي تعطلت على الطريق
تلقي فوقي الغطاء بعد يوم حر مرهق.. أقبل اليدين أستريح ثم أحلم
يوما ستأتي من ترد لي المزاح أو تعانق الغضب
من تساوي بيننا في التعب
وتصنع الشطائر التي أحبها لأنها صنيعها فقط
وأسحب السكين من يدها ليستقيم مشهد الملاك في عيوني
بينما أضم خصرها الذي ينوي الهرب
…
في هذه الأرض البعيدة الزروع دون سوق أو ورق
قد يكون الزرع من دمع ومن عرق
وقد يكون الفرح في طبقين من بيتزا ورشفتين من زجاجة المياه
لقمة في فمها من يدي
قد يكون الزرع أبيض اللون مثل الندى مبتسما في ألق
…..
لا ألح في اللجوء
فالمدى يفوق حلم كل من عاشوا هنا
ليس لي بأن أدير الكوكب المنسي ناحيتي
أذوق أكلة بوسنية في قلب أوروبا
أنا هنا في القاهرة
ليس لي أن ألعب البيسبول فوق قضيب مترو المرج
(لكن لهذا العقل أن يطير أن يسيح أن يقيم أن يغادر أن يطوف أن يرقص أن يطهو أن يلهو أن يحارب أن يقامر أن يشدو أن ينحو أن يعمر أن يهجر أن يكتب أن يخرج أن يلقي نفسه في بحر الإسكندرية أو حضنها وكفى)
…
المذبح المفتوح لا يرفض الأضاحي
والعين تشرب الدم ولا ترد النصل عن لحن ولا قلم ولا البهيم
أين السبيل
كلما انتفضت أحترق
أين المفر بين نعمة الخيال والعيون المرمرية
والليل والأقمار والأسحار والمنمقات الشاعرية
لا أخلق الساحات
لكن كل ما لي الركض فيها
أخلق الكلْمات والإيقاع ثم أدور أرقص أنتشي
فهل أنا الآن الإله؟
لا.. أنا وجه الله
حسّن صورتي وأبدعت أن أتجاهل الحسن وأرنو للمرايا
(أرتب مكتبي وأوراقي، أنظف الحاسوب، أسمع الموسيقى، أقرأ الطالع في كتب التاريخ، أصف أكواب القهوة وعيوبي،
تقلم أظافرها لتطليها قبل أن يدق أصحابها باب هاتفها، لتلتقي بهم في وسط المدينة يسمرون ويضحكون
لا أنام حتى أسمع ضحكتها من نافذتي ولا أنتظرها
فهي تكره من ينتظرها حتى تعود)
……
الليل عيناها وهذا الصمت من لغو الهوى والفاصل الدهري بين نظرتي وعينها.. الكبرياء
عن أي معنى للجمال تحكي أيها القمر البعيد
لا صورة تحنو على جسد المفارق مثل أم عاد برعمها الوحيد
يا لهفي
يود بعضي أن يقيد ما تبقى من خيالاتي على صاري الحياة
يصلب الألحان يعكس عزفها دمعا خلاف البهجة الزرقاء في عيني
لمن؟
ألمي.. لمن؟ تعبي لمن؟ ليل بحجم عيون حزني ينقضي صبرا.. لمن؟
أنت انعكاس العمر.. ينتهي ليبتدي.. ويبتدي لينتهي
كل المرايا لم تردد غير مشهدها الوحيد
هل في هواها لحظة قلبي اطمأن؟
هو ذاته نفس الشجن
تحيا به.. تطوي به الساحات دون مرارة تفقد خطاك الهدي أو تمحي الأثر
….
كن أنت لا همْ
جميعهم مسوخها
تخلقهم في لحظة يمسها الشيطان حاذرا
ودائما على الحواف ذلك الإطار غابشا
وغير متنها تدور دائما هوامش
كن كالقلب إن تدق ساعة الدموع
حين يغلب الشعور الجوع والرجوع
كن كالفرح حتى لو على شكل الدموع
كن لها فعلا لا الهم
….
لِما تغار
فأنت صاحب اليقين والشكوك والجنون
أنت دائما تعيش بين مدى العيون
خازن الأسرار
في دورة الشمس لن ترى سوى اطمئنان أنها تغيب كي تعود
عش بليل ناسك أو ماجن فالصبح آت
الحب لا يكرس الأوهام
هو ذلك الطيف المعربد في النهار
هو السكون في ليل الشتاء