هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان؟ وهل هناك اختلاف بين أهل العلم على ذلك الأمر، أم أن الحكم قطعي؟ حيث يجب علينا التفقه في الدين والتعرف على كافة أحكامه وتشريعاته، حتى نسعد في الدارين، لذا وعبر الواقع العربي، سوف نتعرف على كافة جوانب الأمر من خلال السطور القادمة.
هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان
يقول الله عز وجل في سورة البقرة:
“ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” الآيات من 183 إلى 185
فأيام الصيام التي فرضها الله على المسلم وجعلها ركنًا من أركان الإسلام، لا تتجاوز الثلاثين يومًا، يصوم فيهم من يتقي الله عن شهوتي المعدة والفرج، حيث لا يتناول أي من الأطعمة، ولا يمارس العلاقة الحميمية مع زوجته في نهار رمضان كما أمره الله عز وجل، وإن فعل ذلك، يكون قد أصاب إثمًا مبينًا.
حينها لا يكون الذنب على الزوج فقط، وإنما على الزوجة أيضًا إن لم تكن مكرهة على ذلك، أو ناسية أمر الصيام، ففي حالة إكراهها، يجد العلماء أنه لا وزر عليها، ولا يستوجب في تلك الحالة سوى القضاء، وإنما تقع الكفارة على الزوج فقط، أما في حالة نسيانها، فعليها أن تكمل الصوم وصيامها صحيح، لا يستدعي القضاء أو الكفارة.
قد تم الاستناد في ذلك التشريع لحديث رسول الله الذي أشار إلى عدم بطلان الصوم في حالة تناول الطعام إن كان الشخص ناسيًا في نهار رمضان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ” صحيح رواه البخاري.
حيث إن النسيان يتسبب في تجاوز الله عز وجل عن الإثم، كون فاعله غير عاقد النية على إفساد صومه، وعليه لا تكون هناك كفارة أو قضاء على الزوجة إن وطأها زوجها في نهار رمضان، وهي لم تتذكر أنها صائمة.
أما في حالة موافقتها على الجماع في نهار رمضان، مع علمها بعاقبة الأمر، فقد اختلف أهل الدين في ذلك، منهم من يرى أنه ليس عليها كفارة، وإنما تقع على عاتق الزوج فقط، بينما يرى البعض الآخر وعلى رأسهم ابن الباز، أنه لابد وأن تتحمل وزرها، وأن تكفر عنه مثلما سيفعل الزوج، واختلافهما رحمة.
للكن لا شك أن الأمر في كافة الأحوال إثم مبين وعلى الزوجين الحذر من الوقوع فيه، ليس فقط لتجنب التكفير، ولكن لعظم الذنب في نهار شهر رمضان المعظم.
فكما تكون الحسنات مضاعفة في شهر رمضان، كذلك الآثام يعظم عاقبتها، خاصة إن انتهكت حرمة الصوم, وبذلك نكون قد أجبنا بشيء من التفصيل على جواب سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان.
اقرأ أيضًا: دعاء ختم القران في شهر رمضان
كيفية التكفير عن الجماع في نهار رمضان
روى أبو هريرة –رضي الله عنه:
” جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا، قالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، فَقالَ: تَصَدَّقْ بهذا قالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَما بيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فأطْعِمْهُ أَهْلَكَ. [وفي رواية]: بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ وَهو الزِّنْبِيلُ وَلَمْ يَذْكُرْ: فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ” (صحيح).
استنادًا إلى ذلك، فإن كفارة الجماع تأتي كما رتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث لا يجوز للمسلم أن يقوم بإخراج الكفارة المالية، وهو له القدرة على الصوم.
لذا فإن وقع الرجل على زوجته، وقضي الأمر وأصبح على أحدهما أو كلاهما التكفير عن ذلك الإثم، ففي البداية ينبغي عتق الرقبة، وهو أمر قد اندثر وأصبح في غير مقدرة المسلم، وعليه حينها الانتقال إلى الطريقة الثانية للتكفير عن الجماع في نهار رمضان.
ذلك من خلال صوم ستين يومًا متتابعين دون انقطاع للممارسة الواحدة، فإن لم يكن لمن يحمل الوزر القدرة على القيام بذلك، فعليه إطعام ستين مسكينًا من أوسط ما يطعم به أهل بيته، ليس ذلك فحسب، بل عليه الاعتراف بينه وبين نفسه بجرم ما قام به، والتوبة إلى الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: دعاء اليوم العاشر من رمضان
طرق لتجنب الجماع في نهار رمضان
في سياق الجواب على سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، علينا أن نعلم أن الأمر لا يأتي بشكل مفاجيء، فهناك بعض العوامل التي من شأنها أن تساعد على الوقوع في ذلك الإثم، لذا ومن خلال السطور القادمة، سوف نتعرف على ما يساعد الزوج والزوجة على تجنب اقتراف ذلك الإثم، حيث تشكل الأمر في النقاط التالية:
1- ممارسة العلاقة قبل الفجر
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة البقرة:
” أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” الآية رقم 187
فإن كان الرجل في شك من أنه سوف يشعر بالرغبة أثناء الصوم، فأولى به قضائها في الوقت الذي شرعه الله له، وهو من بعد المغرب إلى ما قبل أذان الفجر، فله حينها أن يستمتع بزوجته كيفما شاء، وينأى بنفسه من الوقوع في إثم وكفارة محققة، ويشرع في طرح سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، كونه لا يعلم أنها عليه التكفير مثله أم لا.
2- التزام الزوجة بالملابس الساترة
على الرغم من أنه زوجها أمام الله عز وجل، ويحل له رؤية مفاتنها بأكملها، إلا أن كشف جسدها أثناء ساعات الصوم، قد يتسبب في شعور الزوج بالرغبة في الجماع، وفي تلك الحالة قد تسهل له نفسه الأمر، فيقع على زوجته ويندم كلاهما بعد ذلك.
الأمر ذاته ينطبق على الزوج، حيث لا يفضل له المكوث دون ستر عورته أمام زوجته في نهار رمضان، حتى لا يوقظ غريزتها، ويقعا فيما نهى الله عنه لساعات معدودة.
3- الابتعاد عن المثير من القول
شهر رمضان الكريم هو شهر الروحانيات، والذي ينبغي على المسلم فيه أن يخضع روحه لما يحبه الله، حتى يخرج من ذلك الشهر وقد غفرت له سائر ذنوبه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَن صامَ رَمضانَ، وأتبعَه سِتًّا من شوالٍ؛ خرَجَ مِن ذُنوبِه كيومِ ولدَتْه أمُّه” صحيح رواه عبد الله بن عمر.
فلا يليق بالمسلم في أي من الأوقات أن يقوم بالاستماع إلى الأفلام والمسلسلات التي تحتوي على الفاحش من القول، خاصة في شهر رمضان، مما قد يثير غرائزه ويؤدي به إلى الوقوع في المحظور، كذلك عليه الابتعاد عن قول الكلمات المثيرة، التي تجرح صومه وتقلل من ثوابه، حتى وإن كان الأمر محصورًا بينه وبين زوجته، كون ذلك يؤدي إلى تحريك الغريزة والرغبة في الجماع.
اقرأ أيضًا: تجنبى هذه الأمور فى حياتك الزوجية
الأعمال المستحب القيام بها في نهار رمضان
بعد أن تعرفنا على كل ما يخص جواب سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، حري بالمسلم أن يعرف أنه هناك الكثير من العبادات أولى به القيام بها في تلك الأيام المباركات، بدلًا من التفكير في العلاقة، مما يبطل صومه، ففي تلك الأيام يتضاعف الأجر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
” قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِه” صحيح.
لذلك هيا بنا نتناول أفضل الأعمال التي تقربنا إلى الله بشكل عام، وخاصة في نهار رمضان، حيث أتت على النحو التالي:
أولًا: قراءة القرآن
شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وفيه ليلة القدر، والتي يعادل التعبد لله فيها خير من ألف شهر، لقوله تعالى:
” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)” سورة القدر وآياتها خمس.
لذا حري بالمسلم أن يقرأ القرآن في أيام شهر رمضان بكثرة، بحيث يكون له ورد يومي ملزم بقراءته، حينها سينشغل قلبه وباله عن ممارسة العلاقة في نهار رمضان، وسيحصل على فيض من الحسنات، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَن قرَأَ حَرْفًا مِن كتابِ اللهِ، كتَبَ اللهُ له به حَسنةً، لا أقولُ: (الم) حرْفٌ، ولكنِ الحروفُ مُقطَّعةٌ: الألِفُ حرْفٌ، واللَّامُ حرْفٌ، والميمُ حرْفٌ” رواه عوف بن مالك.
ثانيًا: التقرب إلى الله بالنوافل
بعد أن تناولنا كل ما يخص الجواب على سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، علينا أيضًا أن ننوه أنه من الممكن أن يقوم المسلم باستغلال وقت الصوم في القيام بالنوافل، وتلك العبادات التي تحبب الله عز وجل في العبد، وهنا يبشره الله جل في علاه بصلاح حاله في الدنيا والآخرة، فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ” صحيح.
ثالثًا: صلة الرحم
أيضًا من العبادات التي يجب أن نشير إليها بعدما أجبنا على سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، هي صلة الرحم، حيث يقوم المسلم بالتواصل مع ذويه من خلال الذهاب إليهم إن سنحت الفرصة.
أو يتصل بهم إن تعذر ذلك، وإن كانت هناك خلافات، فليجعلها تتنحى جانبًا، فشهر رمضان فرصة ذهبية للإنتهاء من الضغائن وصفاء الأنفس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
“إنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فقالَ اللَّهُ: مَن وصَلَكِ وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ” صحيح.
رابعًا: إخراج الصدقات
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة البقرة:
“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” الآيتان رقم 261، 262
فشهر رمضان فرصة من ذهب لإخراج الصدقات التي تطفئ غضب الرحمن، حيث يجود المسلم بما يمكنه التصدق به، فيمن الله عز وجل عليه من فضله ويرزقه الخير كله ويطهر قلبه من الموبقات والآثام.
ففي تلك الحالة يحصل على عظيم الأجر والثواب كونه غير مرغم على التصدق، بينما في حالة الكفارة كما رأينا في الجواب على سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، فإن ما يخرجه المسلم أو المسلمة، يكون من أجل أن يغفر الله له خطيئته.
خامسًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كذلك من العبادات التي لا تحتاج إلى بذل مجهود، والتي نتناولها بعد أن أجبنا على سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان، هي أن يسير المسلم بين الناس آمرًا بالمعروف، وناهيًا عن المنكر.
حتى وإن وجد أنهم يرفضون ما يوجههم إليه، ويسخرون منه، ففي تلك الحالة يمن الله عليه بجزيل الأجر والثواب، ولا ننسى أن الله عز وجل يضاعفه في شهر رمضان المبارك، لذا لنكون ممن قال الله عنهم في كتابه العزيز:
” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” سورة آل عمران، الآية رقم 110
ينبغي على المسلم أن يعظم شعائر الله عز وجل، ويقضي أيام رمضان في طاعة الله وعبادته، ولا يقوم بما يغضبه جل في علاه، حتى إن كان متاح التكفير عن الأمر كما رأينا في الجواب على سؤال هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان.