بقلم : آيتين محمود
( 1 )
تشعر بالوحدة …
رغم كل من يحيطون بها .. رغم كل ما تصنع بحياتها .. فهي وحيدة ..
مشتاقة هي …
تشتاق لرائحته .. لقلبه ونبضاته .. لمزاحه معها .. لمشاركته أحزانه وأفراحه .. لضمه إلي صدرها لتمنحه الأمان ..
مشتاقة لطريقته في مغازلتها .. تشتاق لشكل أصابعه .. لتكوينه .. لملامحه ..تشتاق لعينيه .. تشتاق لتلك العلامة التي هي أثرا لجرح كان أعلي أنفه ..ليكون دليلاًَ علي شقاوة طفولته .. هو يكره تلك العلامة .. هي تعشقها .. لأنها جزء منه ..تعشق كل تفاصيله .. حتي تلك التي يراها عيبا .. وتعشق وتعشق ..تعشقه كله .. برمته ..بلا استثناء .. ليدفعها اشتياقها هذا إلي أن تطلب رقم هاتفه الذي تحفظه عن ظهر قلب علي الرغم من مرور عامين لم تحاول فيهما أن تطلبه .. وعلي الرغم من أنها عاجزة عن حفظ رقمها الشخصي ..
فتطلبه .. ليرن هاتفه .. ويحدث أن تمر عليها كل المواسم والتغيرات الجوية علي قلبها فقط في تلك الثواني المعدودة .. ليرد عليها .. ألو ..
فتصمت ثلاث ثواني .. فقط ثلاث ثوان لكنها كانت زمنا استعادت فيه قواها وأنفاسها ..تقرر أن تبوح .. تقرر أن تخرج كل ما كتمت وطوت من شوق ولهفة واحتياج ..وكل شيء..
فتنطق ..
هي : ألو .. أيوه ياأحمد …
هو : أميرة !! ( ببهجة شديدة ) .. وحشتيني …
هي : و أنا بكرهك …
تمت …
( 2 )
قصته معها ..
هي : وانا بكرهك ..
زلزلت تلك الكلمة كل كيانه .. لم يكن يتعجب تلك الكلمة حقا بعد كل ما فعله معاها .. ولكن كان يطمع في غفرانها وتسامحها .. كان يطمع في قلبها الكبير .. كان يطمع في دور الأم التي كانت تلعبه عندما يخطئي في حقها .. فكانت له الأم والأخت والحبيبة .. كانت له كل شيء .. لهذا فهو اختار التمرد علي كل شيء وأولهم عليها .. ولكنه ..
يشتاق إليها .. ولكلامها معه .. يشتاق لأهتمامها به وكأنه طفلا , كان يشعر باليتم حينما تبعد عنه قليلا . كان يشعر بالضياع دونها .. يشتاق لعينها ولنظراتها إليه .. يشتاق لأبتسامتها .. يشتاق لضحكها علي مزاحه معاها .. يشتاق لجنونها وغيرتها التي كانت تثير غضبه كثيرا لأنه بطيبعة الحال لا يحب أن يكون ملك لأحد ..
حينما رن هاتفه بتلك الرنة التي حفظها عن ظهر قلب .. تلك الرنة التي لم يغيرها برغم من أختياره الفراق وإنهاء كل شيء إلا أنه لم يمسح هذا الرقم لا من هاتفه ولا من قلبه .. رن الهاتف تلك الرنة التي اختارتها هي بنفسها ..تلك الرنة التي عشقها كثيرا فقط لأنها كانت تعشقها .. تلك النغمة التي ذكرته بكل ما مضي خلال تلك الأعوام الماضية .. كيف تركها وهو يعلم تمام العلم أنها لم ولن تحب أحد مثله .. فكر كيف كان كل يوم خلال عامين يحاول أن يتصل بها ولكن كان يموت خوفا من رد فعلها فيتراجع عن الأتصال .. أمسك تليفونه مسرعا .. ليرد عليها .. ألو ..
ساد الصمت بينهما لبعض ثواني .. ثم مالبث أن يردد ألو مرة أخري ألا انها قاطعته لتقول ..
هي : ألو .. أيوه ياأحمد …
هو : أميرة !! ( ببهجة شديدة ) .. وحشتيني …
هي : و أنا بكرهك …
هو : وأنا مازلت أحبك ..
تمت …