ما هو قول العلماء في ابن سيرين؟ وماذا تعرف عن سيرته الذاتية؟ حيث يعرف ابن سيرين أنه من أشهر علماء تفسير الأحلام على مستوى الوطن العربي، ويثق فيه الكثير من الأشخاص في تفسير الرؤى والأحلام المختلفة، لذا حرص الواقع العربي اليوم أن يقدم لكم أهم ما قيل في حق ابن سيرين بالإضافة إلى التعرف على قصة هذا العالم بشكل مفصل عبر السطور القادمة.
قول العلماء في ابن سيرين
قبل التعرف على رأي العلماء في ابن سيرين، دعونا نتعرف على من هو الإمام ابن سيرين، والذي يعد أحد أهم الشيوخ في الإسلام وهو أبو بكر الأنصاري البصري مولى أنس بن مالك، والذي عاصر الكثير من الصحابة واستمع إلى أبي هريرة وأنسا وابن عباس وابن عمر وغيرهم من الصحابة رضى الله عنهم.
أما عن قول العلماء في ابن سيرين فاختلف الكثير حول ذلك، حيث إن يمكن الاستفادة من كتب تفسير الأحلام لطلاب العلم وغيرهم من الأشخاص في التعرف على علم التنجيم وتفسير الأحلام، ولكن لا يمكن الاعتماد على ذلك إلا بالنظر إلى الأدلة الشرعية.
حيث من يرى في المنام الرؤى الطيبة والحميدة، فإنه يحمد على ذلك أما من يرى ما يكره في المنام مثل السقوط في بئر أو القتل أو تناول الخمر، فإنها من الشيطان، فيمكنك الاعتماد على الأحاديث النبوية الشريفة في حالة الرغبة لتفسير الرؤى بجانب قراءة كتب التفسير ولكن لا يعتمد الاعتماد عليها بمفردها.
حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الرؤيا الصالحة، قال:
يحمد الله عليها إذا رأى ما يحب، أو ما يسره، قال: يحمد الله، ويخبر بها من أحب ولما سئل عن إذا رأى الإنسان ما يكره، قال ﷺ: إذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثًا، ويتعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى -ثلاث مرات-، ثم ينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا هذا منهج عظيم بينه النبي ﷺ.
السيرة الذاتية لابن سيرين
بعد الاطلاع على قول العلماء في ابن سيرين دعونا نتعرف بشكل مفصل على السيرة الذاتية له، وذلك على النحو التالي:
- هو ” أبو بكر محمد بن سيرين الإمام وشيخ الإسلام، أبو بكر الأنصاري، الأَنَسِي، البصري، مولى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
- كان يشتهر بالكثير من الصفات المختلفة والتي من بينها الوسواس، لذا نقل عنه أنه كان كثير الغسل كل يوم، حتى قيل إنه عندما يتوضأ يصل يبلغ عضلة شاقيه.
- كان يتميز كونه يرتدي الوشاح على الكتف بالإضافة إلى الكساء الأبيض والعمامة البيضاء خلال فصل الشتاء.
- كما أنه كان يحظى بالتواضع حيث “ قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت كأنَّ حمامةً التقمت لؤلؤة، فخرجت منها أعظم ما كانت، ورأيت حمامةً أخرى التقمت لؤلؤةً فخرجت أصغر ممَّا دخلت، ورأيت أخرى التقمت لؤلؤةً فخرجت كما دخلت. فقال ابن سيرين: أمَّا الأولى فذاك الحسن، يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه. وأمَّا التي صغرت فأنا، أسمع الحديث فأسقط منه. وأمَّا التي خرجت كما دخلت فقتادة، فهو أحفظ الناس.
- كان ابن سيرين بار بأمه ويفعل كل ما هو في طاعتها، وكان يتحدث معها بتضرع وخشية واحترام، حيث “ قال هشام بن حسان: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت والدة محمد حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبًا اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد صبغ لها ثيابًا، وما رأيته رافعًا صوته عليها، كان إذا كلَّمها كالمصغي إليها.
وروي عنه -أيضًا- أنَّه إذا كان عند أمِّه لو رآه رجلٌ لا يعرفه ظنَّ أنَّ به مرضًا من خفض كلامه عندها.
ورع ابن سيرين
كما أن هناك الكثير من الأقاويل والأحاديث التي قيلت في حق ورع ابن سيرين والذي سوف نتعرف عليها من خلال عرضنا اليوم إلى قول العلماء في ابن سيرين وذلك على النحو التالي:
- عن بكر بن عبد الله المزني، قال: “من سرَّه أن ينظر إلى أورع أهل زمانه، فلينظر إلى محمد بن سيرين، فوالله ما أدركنا من هو أورع منه”.
- عن عاصم الأحول قال: “سمعت مورقًا العجلي، يقول: ما رأيت رجلًا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه، من محمد ابن سيرين”.
- وقال حماد بن زيد، عن عثمان البتي، قال: “لم يكن بالبصرة أحدٌ أعلم بالقضاء من ابن سيرين”.
- قال أشعث: “كان ابن سيرين إذا سُئِل عن الحلال والحرام تغيَّر لونه حتى تقول: كأنَّه ليس بالذي كان”.
- قال هشام بن حسان: “اغتمَّ ابن سيرين مرَّةً فقيل له يا أبا بكر ما هذا الغم؟ فقال: هذا الغمُّ بذنبٍ أصبته منذ أربعين سنة”.
- وروي عن ابن سيرين أنه قال: «إنِّي لأعرف الذنب الذي حمل عليَّ به الدَّيْن ما هو، قلت لرجلٍ من أربعين سنة: يا مُفْلس».
- قال سفيان بن عيينة رحمه الله: “لم يكن كوفي ولا بصري له مثل ورع محمد بن سيرين”.
- قال ابن شبرمة: “دخلت على محمد بن سيرين بواسط، فلم أرَ أجبن عن فتيا، ولا أجرأ على رؤيا منه”.
- قال يونس بن عبيد: “لم يكن يعرض لمحمد أمران في ذمَّته إلَّا أخذ بأوثقهما”.
وقال هشام: “ما رأيت أحدًا عند السلطان أصلب من ابن سيرين”
كما أن ابن سيرين كان يحمل النصيب الكبير من العفة حيث كان لا يفضل أن يطعم عند أحد، وفي حالة إذا تم دعوته إلى وليمة فكان يقول “ اسقوني شربة سويق، فقيل له في ذلك، فقال: أكره أن أحمل حدَّة جوعي على طعام الناس“.
كان قد سمع ابن سيرين رجلًا يسبُّ الحجاج بن يوسف فأقبل عليه، فقال: «مَهْ أيُّها الرجل، فإنَّك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنبٍ عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنبٍ عمله الحجاج، واعلمْ أنَّ الله تعالى حكمٌ عدل؛ إن أخذ من الحجاج لِمَن ظلمه فسوف يأخذ للحجَّاج ممَّن ظلمه، فلا تشغلنَّ نفسك بسبِّ أحد»
عبادة ابن سيرين
في إطار جولتنا اليوم للتعرف على قول العلماء في ابن سيرين ننقل لكم من خلال هذه الفقرة أهم العبادات التي كان يحرص عليها ابن سيرين في حياته اليومية، وذلك على النحو التالي:
- كان له الورد اليومي من القرآن الكريم الذي كان يقرأه في النهار وفي حالة إذا فاته جزء منه يستكمله خلال ساعات الليل.
- كان يعتاد على أنه صوم يوم ويفطر يوم.
- عن بشر بن عمر، قال: حدثتني أم عباد امرأة هشام بن حسان، قالت: كنا نزولًا مع محمد بن سيرين في داره، فكنَّا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار
- كان عندما يمر بين مجموعة من الناس يذكرهم بذكر الله والتسبيح والرجوع إلى الله عز وجل، فكان كلما مر في السوق يكبر ويسبح بحمد الله عز وجل، و فقال له رجل: يا أبا بكر في هذه الساعة؟ قال: إنَّها ساعة غفلة.
- كما أن ابن سيرين كان يعرف عنه أنه يميل إلى قول الشعر، وكان من الأمور التي تؤثر في ضحكه وعبوسه، بالإضافة إلى كونه كان من الشخصيات التي كانت تميل إلى الضحك والمزاج بشكل يومي وبكثرة.
ابن سيرين من أشهر علماء تفسير الأحلام لذا يتساءل الكثير حول سيرته الذاتية، وقول العلماء فيه.