راح العراقُ فلا حبرٌ ولا قلمُ
ولا حكاياتُ ليلى أيها الندمُ
باعوك في السوقِ عبداً تلك نيتُهم
وبادروا قبل أن تُبتاعَ واقتسموا
وكان من بعضِ شرواهم إذا وجدوا
حُرّاً يقولون هذا الحُرُّ مُتهمُ
لم يشبعوا فالبطونُ اليوم جائعةً
جاءت لتملأها الأموالُ واللُقَمُ
لم يتركوا أيّ شيءٍ فانتهى حُلمٌ
أعمى وما عاد يُحيي عقلنا الحُلمُ
وبعد أن ذهبوا يبنون قُبَّتهم
وفرطوا ببلادي قرقع العجمُ
نحنُ المغالون أم حيلت حضارتُنا
عن مستواها وهينت بسمها القيمُ
نحنُ المُعاقون فاختلَّت عزائمُنا
أم مثلما نقلوها زلَّت القدمُ
وأين أصبحت يبنَ الأرض قد كُسرت
عصاك مُذ خانك الحُراسُ والخدمُ
عُد مثلما كنت فالتاريخ أوجههُ
كثيرةٌ وقديماً بيعت الذممُ
وابدأ بإعمارِ جيلِ من سياستهِ
تشابهت عندهُ الخيرات والنقمُ
ما قام يُدركُ إلا طعمَ فلسفةٍ
تصورُ العارَ مجداً كيف ينتظمُ
راح العراقُ على أيدٍ ملوَّثةٍ
من الخيانةِ واستقوى بهِ السقمُ
لم تُبقِ سيفاً على غمدٍ – ولا بطلاً
إلا أهانتهُ والفرسانُ قد هُزموا
أضحى كتنورِ أُمٍ أكرمت يدها
وبعد ذلك لم يعثر بها كرمُ
تُجربون عميلاً لم يصُن بلداً
وتهجرون وفيَّاً صانهُ العلمُ
لا بارك اللهُ كفَّي إصبعي خَجِلٌ
فكلُ أحبابيَ الغالين مَن حُرموا
مالي خُدعتُ بأسماءٍ ممونةٍ
وعِفتُ كمَّاً من الأسماءِ تُحترمُ
اليوم اليوم أختارُ الذين علوا
بالأرضِ بالأرضِ لا بالآخرين همُ
اليوم أنتخبُ التالين أدمعهم
على اليتامى وأحزاناً بها رسموا
لم يلبسوا الدينَ زوراً في مسيرتهم
وعن براثنِ سوءِ الأختيارِ سموا
يوحدُ الشعبُ فيهم لا يُفرقُهم
لونٌ وينطقُ عنهم في الجمالِ فمُ
لكلِ من كان موسوماً بقافيتي
إنَّ العراقَ إلهٌ والنبيُ دمُ
أبعد عن البابِ من جربتهُ فنسى
وبايع الذاكرين العهدَ والتزموا
كي لا تموتَ ذليلاً كن على حذرٍ
واحرص على المجدِ فالأقدارُ تنتقمُ
لا يخدعنَّك كذّابٌ بجُبَّتهِ
ولا تُجامل إذا جاؤوك وابتسموا
نحتاجُ من تحكم الأوطانَ عفَّتهُ
لا من بأقوالِ غشٍ عندما حكموا