شعر فصحى

قصيدة (بِلَا لِسَانٍ) للشاعرة العراقية ناهد الشمري

شعر : ناهد الشمري – العراق
أَنْجَبَتْنِي اَلْأَرْضُ بَعْدَ مَخَاضٍ
كَلَّفَنِي وُصُولِي بِلَا لِسَانٍ
زَرَعَتْنِي اَلْكَلِمَاتُ هُنَاكَ
كَتَمْتُ تَبَتّلِي فِي حَضْرَةِ اَلرِّيحِ
لكِنَّنِي لَازِلْتُ أُعَانِي
فَقَدْ وُلِدْتُ بِلَا صَمْتٍ أَيْضًا
اَلصَّمْتُ هَدِيَّةُ اَلْحِكْمَةِ
غَيْرَ إنّي سَهْوًا عَرِفْتُ أَبْجَدِيَّاتَهَا
حِينَ تَرَكَتْنِي أُمِّي
بَيْنَ صَبّارَتِينِ تَكْتَظّانِ بِالْأَسْئِلَةِ
فَقَدْ وَرِثْتُ عَنْهُمَا اَلشِّوَكَ
وَأَنَا اَلْآنَ أَغْرِسُ فِي اَلْغُيُومِ أَسْرَارِي
فَتُمْطِرُ عَلَى جَفَافِ خُطُوَاتِي نَحْوَاَلْخُفُوتِ
أَقِفُ عَلَى شَفَا غَيْمَةٍ حَطَّتْ لِلتَّوِّ عَلَى نَصَّيْ
مُرْهَقٌ مِنْ اِمْتِدَادِ اَلْعَطَشِ
وُجُودِي اَلنَّاقِصُ أَحْزَنَ اَلْأَرْضَ
حَاوَلَتُ مِرَارًا أَنْ أَسْرِقَ لِسَانَ زَهْرَةٍ بَرِّيَّةٍ
لَكِنَّنِي كُنْتُ بِحَاجَةٍ لِلصَّمْتِ

اقرأ أيضًا: شعر عناية أخضر | أتطمعُ أن تكونَ بحسن ظني
فَأَنَا قَبْرٌ يَتِيمٌ أَرْهَقَهُ اِنْتِظَارُ مَوْتِي
يُضْحِكُنِي اَلْمَوْتُ كَثِيرًا
فَهُوَ وَاهِمٌ إِذْ يَتَوَقَّعُ أَنْ يَطْرُقَ سُبَاتِي
مَاكُنَتُ يَوْمًا بِلَا جَنَاحٍ كَمَا اَلْآنِ
أُحَلِّقُ فِي جَوْفِ أُمِّي
بَحْثًا عَنْ قِلَادَةٍ أَسْقَطَهَا مَلاكُ اَلْبَرْقِ وَهُوَ يَنْهَرُ اَلْمَطَرَ
فَالَظَّمَأُ لَايْنِتْهِي بِمُجَرَّد اِنْهِمَارِ اَلْحَيَاةِ
أَتُوقُ إِلَى أَن أكْتَمِلَ
فَلَا اَلصَّمْتُ أَهْدَانِي حِكْمَتَهُ
وَلَا عُدْتُ إِلَى قَبْرِي اَلْمَزْرُوع فِي طَيْفِ أُمِّي
تِلْكَ اَلَّتِي أَنْجَبَتْنِي بِلَا حَيَاة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى