كنت أنتظر مواصلة لمنزلى ،بجانب محل ملابس فى الميدان الشاسع ..لفت نظرى أحد المانيكانات..قلت فى نفسى :هو.نعم ..هو .سمين،ذو نظارات سميكة ،يرتدى بذلة الموظفين الصيفى الباهتة الألوان ،والنظىفة فى نفس الوقت،لثغته ،وصوته العميق الأجش الذى يجمع بين الطيبة ،والمكر ،والإستهبال ،والخيال الواسع .
-محمد أحمد المصرى..!!!!.[قلت بصوت عال]
رد بود وألفة
-أيوة ياسيدى ..أخيييراً عرفتنى ..تركت لك الفرصة ؛حتى تعرفنى ..نعم أنا عمك”أبو لمعة “..هيه لم أعد معروفاً لأحد هذه الأيام ..رغم أننى شاركت فى ثورة 24يناير ،و30 فبراير ..نعم شاركت منذ أن يفتح المحل،وحتى ميعاد الإغلاق ..أظل أصرخ بأعلى صوتى “الشعب..”و”يسقط.. يسقط..”؛ لدرجة أننى من المفروض أن أكون فى عداد الموتى “فداء للوطن طبعا”
اقرأ أيضًا: حماة المدينة قصة قصيرة من كتاب الأرض الطيبة
إلتفتُ متصنعاً الإهتمام
-ياساتر يا رب …!!!
-انظر إلى البرج السكنى البعيد فى آخر الميدان
-نعم …بعيد فعلاً
-الذي به لوحة الدكتور “أيمن الأعسر ” هناااك…!!
-إيييه .لايمكن رؤيتها إلا بتليسكوب ميدان
تجاهلنى ،وأكمل
اقرأ أيضًا: قصة .. المفرمة .. الأديب الكبير حمدى البطران
-هذا بالنسبة لك أنت..أعلى الطابق الخامس عشر،وقف قناص ،وصوب بندقية بمنظار نحوي تماماً..لاحظتُ ذلك
-نعم؟؟!![قلت مذهولا]..تجاهلنى ،وأكمل
-كان لابد على أن أتصرف بسرعة ..بسرعة شديدة ..لمعت الفكرة فى ذهنى فى فيمتو ثانية ..حركت زجاج الفاترينة قليلا ؛فانعكست أشعة الشمس القوية على عينيه ؛فزغللتها ،فانطقت الرصاصة ،وقتلت صاحب المحل ،الذى كان على بعد أمتار منى
اقرأ أيضًا: بائع الموز.. قصة قصيرة – مصطفى محمد علاء بركات
ضائعا،ومرتبكا سألته
-هل قنص أحداً آخر
-لا..عندما لاحظ أنى رأيته ،هرب ،وأنا أبلغت الشرطة عنه ،وبالطبع عرفته من العشرين مشتبها به .ولقدحُكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ،والإعدام شنقاً،وتمت براءته عند إعادة محاكمته ،لعدم كفاية الأدلة [حلوة دى]..وحُكم على صاحب المحل بالإعدام ،وتحويل أوراقه للمفتى
نظرتُ فى عينيه ،أذكره
-الذى قُتل برصاص القناص ؟؟!!!
رد بتعالى ولامبالاة
-نعم..وفيها إيه دي!!!!