قصة زودياك السفاح الحقيقية نستشف منها لذة القتل التي كانت عند سفاح أمريكي.. فقد كان يهوى قتل الأنفس ويتركهم جثثًا هامدة، غير آبه بمجريات الأمور، ورغم اجتهادات طائلة من الشرطة إلا أن كافتها تضيع هباءً دونما نتيجة مرضية تُطمئن القلوب الخائفة من ذلك السفاح الغامض.. دعونا نخوض في قصته من خلال الواقع العربي.
قصة زودياك السفاح الحقيقية
زودياك هو السفاح الأمريكي الذي أخذ رقمًا قياسيًا في ارتكاب الجرائم، هو ثاني مجرم في التاريخ لم تُكتشف هويته –بعد جاك السفاح الإنجليزي- وما يميزه دهائه وذكائه لأنه كان لا يترك ورائه خيطًا يُستدل به على جرائمه، بل كان يُخفي كل الأدلة، لدرجة أنه أصبح مجهولًا لا يعرف أحد حقيقته.
فعلى الرغم من أن قصة زودياك السفاح حقيقية إلا أن المنتجين أطلقوا العنان لمخيلاتهم ووجدوا فيها ضالتهم في إنتاج العديد من الأفلام الغامضة التي تحمل هذا الرعب الواقعي، وكان أشهرها فيلم “زودياك” وتم إنتاجه في 2007م، والذي تخطت إيراداته 84.7 مليون دولار، وبالطبع هذا ليس بشيء عُجاب في ظل إثارة قضية زودياك الحقيقية الجدل حول العالم.
بداية جرائم زودياك
في نهاية الستينات في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا في ولاية سان فرانسيسكو وبعض الولايات الأخرى كان ميقات ومكان أول جريمة تُرتكب على يد زودياك.. في سبتمير 1968م ليكون عامًا مليئًا بالضحايا، المختارين من أعمار الشباب، بين السادسة عشر والتاسعة والعشرين.. انتقاء غريب من الجاني الأكثر غرابة.
من المثير للعجب أن زودياك كان يتصل بالشرطة بعد إتمام جريمته، ويُحدثهم بثقة دون خوف، وما هو أكثر عجبًا أنه ثبت محادثته لهم عبر هاتف قريب من قسم الشرطة، لا يفصل بينهم وبينه سوى أمتار، وكان حديثه:
“أعلم أنكم تتبعون مصدر المكالمة الآن.. لا ترهقوا أنفسكم.. أنا أتحدث لكم من الكابينة المواجهة لكم مباشرة!!.. إلى اللقاء في المرة القادمة.. كان معكم مستر (Z)”.
اقرأ أيضًا: قتلة متسلسلين لم يتم الإمساك بهم
ضحايا زودياك
وفقًا لما ذكرته تقارير الشرطة في قصة زودياك السفاح الحقيقية، فإن عدد الضحايا الذين قتلهم زودياك بلغ عددهم 37، وقد علمنا من أي فئة عمرية هم، وكان منهم:
- برايان هارتنل: 20 عام.
- بول ستاين: 29 عام.
- بيتي لوجنسن: 16 عام.
- دارلين فارين: 22 عام.
- ديفيد أرشر: 17 عام.
- سيليا شيبرد: 22 عام.
- مايكل رينو: 19 عام.
كما اشتبه فيه أنه قتل “روبرت دومينجوس، ليندا إدواردز” في عام 1963م، وتم اتهامه في طعن “شيري جو بيتس” والذي طعنه إلى أن فصل رأسه عن جسده.
اقرأ أيضًا: خط الصعيد أشهر سفاح فى تاريخ صعيد مصر
رسائل زودياك السفاح
ربما تتساءل كيف له كُنية “زودياك” وهو مجهول الهوية؟ إنه كان يقوم بتوقيع الرسائل على الصحف المحلية بهذا اللقب، وكان قد وقع أربع مرات متتالية به.. كانت رسائله كلها يشوبها الغموض، ربما لم تتمكن الشرطة المحلية من معرفة ما وراء هذا الغموض إلا في رسالة واحدة.
كان جريئًا بحق حتى يرسل مثل تلك الخطابات إلى الشرطة، يعلم تمامًا أنها ستصل إلى الشرطة طالما قام بالتعريف عن نفسه في الصحف المحلية دون خوف.. لكنه لم يكن غبيًا حتى يجعلها واضحة لمداركهم، ربما تلك الرسالة الواحدة التي تفهموها كان فحواها:
“أنا أحب القتل، لأنه أكثر متعة من قتل الكائنات البرية في الغابة، لأن الإنسان هو أخطر حيوان يمكن قتله.. وهو شيء يعطيني أكثر الخبرات إثارة، حتى إنه أكثر إثارة من الحصول على النشوة الجنسية مع فتاة، أفضل جزء في القتل هو أنني عندما أموت سوف أولد من جديد في الجنة، وهؤلاء الذين قتلتهم سوف يصبحون عبيداً لي، لن أعطيكم اسمي لأنكم ستحاولون تعطيلي أو إيقافي عن جمع مزيد من العبيد في الحياة الأخرى“.
لم تكن تلك الرسالة هيّنة من سفاح قاتل.. إن لم نقول إنه مريض نفسي، فهو أثبت أنه مهووس بالقتل، وهذا ما ينافي الطبيعة البشرية، فسببت تلك الرسالة الكثير من الجدل.
اقرأ أيضًا: حقيقة ريا وسكينة بعد مئة عام من تزوير الحقائق
فك شيفرة زودياك
كان حدثًا هو الأكثر غموضًا في قصة زودياك السفاح الحقيقية، حيث كان يرسل رموزًا مشفرة في رسائله، مشيرًا إلى أنه في حال فك الشيفرة سيتم التعرف على هويته.. وهكذا بدأ البحث من الشرطة إلا أنهم لم يتمكنوا من تفسير مراده، إلى أن توصلت صحيفة سان فرانسيسكو إلى رسالة جديدة منه كتب فيها اسمه “Zodiac”.
اقرأ أيضًا: أسطورة عزت حنفي امبراطور الصعيد
التحقيقات في قضية زودياك السفاح
رغم الخيوط التي حاولت الشرطة ربطها ببعضها في قصة زودياك السفاح الحقيقية للتوصل إلى حقيقة القاتل، إلا أنها لم تصل إلى نتيجة مرضية إثر التحقيقات، وما كان لقضية السفاح إلا أن تتجمد بعد سنوات من التحريات التي لا طائل من ورائها.
تم إعادة فتح القضية مرات أخرى، في أعوام 2004 و2007، ولكن لم تكن الأدلة المقدمة كافية للمحكمة حتى يُعول عليها في التحقيق بشأنه، حتى تمت الإطاحة بالكثير من المحققين ورجال الشرطة بدعوى تقصيرهم وعدم تمكنهم من القبض على السفاح الذي يعد النسخة الأمريكية من “جاك السفاح الإنجليزي”.
من الجدير بالذكر أنه قد تم الاشتباه في “آرثر لي ألين” وهو ما وجدوا عنده بعض الأدلة التي ربما تتطابق مع كونه سفاحًا، إلا أن محاولاتهم للإثبات باءت بالفشل حينما تأكدوا من أن الحمض النووي غير متطابق بينهما، علاوة على أن خطه يختلف عن خط زودياك.. فقط هو شخص مريض نفسي كان مهووسًا بزودياك وجرائمه اللعينة.
بعد جهود مضنية في البحث وراء ما تنطوي عليه تلك الشيفرة، تم التوصل إلى أنه شخص مريض نفسيًا، رغم أن ذكائه شديد، وهذا ما يزيده خطرًا.. كما أن رسالة زودياك الأخيرة والتي أرسلها بتاريخ 1974م كان فحواها: أنا = 37، الشرطة = 0
كما أصدرت التقارير بيان أن زودياك السفاح توفي في عام 2018م –على اعتبار أنه هو “غاري فرانسيس بوست” واحد من المشتبه فيهم- فتوفي إذًا وهو يبلغ من العمر 80 عام، أي أنه عاش 50 عام بعد أن ارتكب الكثير من الجرائم دون أن تفلح الشرطة في القبض عليه، أو حتى التأكد من الاشتباه فيه.. ونشير إلى أنه في عام 2004م تم غلق قضية زودياك بشكل نهائي، لأنه لم يتم حلها، واعتبرت من ألغاز الجرائم.
عند زودياك.. لم يكن القتل بدافع سرقة أو انتقام –كما نراه في مخيلاتنا- بل كان بدافع اللذة والشهوة، وهو ما أثار غرابة محققة بقدر ما أثار الذعر في أمريكا لسنوات.