في شريط حدودي رقيق يقع بين طاجيكستان وباكستان، يوجد قرية لم تعرف شكل الحرب أو حركة طالبان تٌعرف باسم ممر واخان.
ويعيش في القرية ما يقرب من 12 ألف قرويا على ارتفاع 4500 متر في التضاريس القاسية والمقفرة، حيث تتصف حياة شعب Wakhi ببساطتها فهم يعيشون مع ماشيتهم وبعض من الكماليات الأخرى، كما يوجد عدد قليل من العائلات الغير مدركة لوصول حركة طالبان إلى السلطة، أو أن الجيش الأمريكي قام بغزو الدولة.
وقامت الحكومة الأفغانية مؤخرا بتشجيع السياحة في هذه المنطقة من أجل جذب السياح من العالم الغربي، خاصة الذين يبحثون عن المغامرة. ويجب على المرء السفر عن طريق الجو والمرور عبر الحدود لزيارة القرية، ومن ثم التنقل بالسيارة عبر طريق بدائي بٌني منذ نصف قرن من الزمن.
وزار المصور الفرنسي، آريك لافورج، هذه الأراضي المجهولة في شهر أغسطس، من أجل فهم التحركات في مجال السياحة والتعرف على الأفغان الذين نسيهم الزمن.
وقال لافورج :”أولا أنا سافرت إلى خندود Khandud التي تشتهر بملابس النساء الملونة، وقامت النساء بفتح متجر لبيع الهدايا التذكارية للسياح مثل الجوارب والسترات والمطرزات، بمساعدة مؤسسة الآغا خان”.
وتشتهر منازل Pamiri المعروفة باسم ” Chid” بأنها عامل الجذب السياحي الرئيسي، حيث بٌنيت من الحجر والجص وتحتفظ بميزات معينة ترمز إلى الجوانب الروحية والتقليدية.
وأضاف لافورج قائلا :”قد تبدو المنازل بسيطة في البداية، ولكنها تكشف عن الرموز والمعتقدات بحسب ما أشار أصحابها. ففي كل غرفة يوجد 5 أعمدة خشبية ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة”.
وواصل المصور الفرنس السفر إلى أعماق ممر واخان، حيث قابل أخيرا بدو Wakhi في جبال بامير الكبرى. وقال موضحا :”يوجد وكالة سفر صغيرة في إشكاشيم وتشتهر المنطقة بمحدودية الموارد فلا توجد فيها شبكة انترنت. ويتناوب المرشدون السياحيون على القرى من أجل تقاسم إيرادات السياحة بشكل عادل”.
وتعتبر هذه القرية معزولة تماما عن العالم الخارجي، ويزعم الكثيرون أن سكانها يعيشون في الجبال منذ 2000 سنة.
وقال المصور:” إن الأطفال في القرية لا يعرفون ميسي أو رونالدو”، وينتظر الأهالي السياح بفارغ الصبر من أجل الحصول على بعض من الإثارة في حياتهم القاسية والرتيبة.
وعلى الرغم من تشجيع الزوار لزيارة المنطقة، إلا أن السيد لافروج كان السائح الأول في هذا العام، حيث سينتهي موسم السياحة بعد فترة وجيزة بسبب تساقط الثلوج التي ستغطي الجبال لمدة 6 أشهر.
وقال لافورج: “قالت لي زوجة رئيس Wakhi، عاد السياح مرة أخرى إلى أفغانستان وآمل أن يأتي العديد منهم لزيارتنا واستكشاف ثقافتنا”.