مع استمرار المواجهات العسكرية في أحياء حلب، وفي ظل حصار خانق وانعدام وسائل الحياة، يعيش أهالي المدينة فصول كارثة إنسانية رمت بهم في مناطق تقاطع النيران.
كاميرا قناة RT زارت مدرسة ومستشفى في حلب التي أنهكتها الحرب وشوهت النيران أحياءها ومنازلها وكسرت قلوب ساكنيها، لتنقل صورة حية عن مأساوية الوضع، بعد ليلة من سقوط عدة قذائف، في حي الحمدانية الخاضع لسيطرة القوات الحكومية غرب المدينة، وأدت إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة 14 آخرين.
وسقطت قذائف الهاون بعد منتصف ليلة الاثنين، 10 أكتوبر، على الحي الرابع في منطقة الحمدانية لتزيد من معانات المدنيين، إلى جانب التضييق الأمني والمعيشي ليبقى المواطن رهينة بين مناطق سيطرة الحكومة ومناطق سيطرة المعارضة في المدينة.
وفي المستشفى التي كانت تغص بالمصابين، رصدت كاميرا RT الصبي حسن، الأصم والأبكم، البالغ من العمر 10 سنوات، بعد أن فقد ساقيه الاثنتين خلال القصف، لكنه كان (محظوظا) بما فيه الكفاية للبقاء على قيد الحياة!
ويقول أحد أقاربه إن الصبي كان يلعب رفقة بقية الأطفال في حي الحمدانية عندما سقطت قذيفة هناك، لتمزق جسد أحد الأطفال وتقطع ساقي حسن في مشهد قاس.
المستشفيات والمدارس، كذلك، عرضة للقصف في حلب. فليس بعيدا عن موقع قصف الحمدانية، تم قصف مدرسة كانت في خط المواجهة وتضررت بشدة جراء الصواريخ القادمة من شرق حلب. لكن، رغم كل الصعوبات، تواصل المدرسة استقبال الأطفال مستخدمة القاعات التي لم تطلها بعد الصواريخ والقذائف لبث الأمل في نفوس الأطفال بمستقبل أفضل.
إلى ذلك، يقول أحد السكان المحليين لـ RT إن المدرسة تتعرض باستمرار لإطلاق نار من قبل المسلحين، مضيفا: “بالأمس فقط، سقطت قذيفة في فناء المدرسة. والحمد لله، كان أطفالنا في الفصول الدراسية، ولم يصب أحد بأذى”.
محنة هؤلاء المدنيين الذين يخاطرون بحياتهم لعيش الحياة اليومية في ظل القصف المتواصل لا تحصل على تغطية في وسائل الإعلام الغربية.