من داخل سيناء الحبيبة وعلى بعد 16 كيلو متر من موقع حفر قناة السويس وتحديدا بقرية المناورة والتى تبعد عن قرية المروة 3 بحوالي 2 كيلوا متر يعيش بعض المواطنين من البدو ورغم المخاطر والصعاب التي يواجهونها ورغم قسوة المعيشة ونقص الخدمات إلا أنهم مصرون علي البقاء في أرض وطنهم اعتقادا منهم بأن ثراها لا يقدر بثمن لذا قررنا أن نتحدث معهم لنعرف بعض أوجاعهم ومطالبهم وذلك من سياق التحقيق التالي
نقص فى الخدمات
فى البداية يقول : الشيخ سلامة سالم سليمان من قبيلة عرب العيايدة أنه عاش فى هذه القرية منذ عام 1967 حيث تم تهجيرهم من هذه الأرض بسبب ظروف الحرب ثم عاد إليها مرة أخرى بعد انتهاء الحرب ورغم نقص الخدمات بهذه القرية الصغيرة والتى يبلغ عدد سكانها ما يقارب 2000 نسمة فلا وجود لطرق أو كهرباء أو مياه شرب فنحن نعيش على مياه الأبار الجوفية ومياه الترعة ونعمل على زراعة أرضنا من هذه المياه بالإضافة إلى عدم وجود مستشفى أو وحدة صحية فالوحدة الصحية القريبة بقريتي الأبطال والعبور والتى تبعد عن قريتنا بحوالى 10 كيلو متر ولا توجد مواصلات لكى نتمكن من سرعة الوصول إليها فى حالات الطوارئ مما يعرضنا ويعرض حياة أبنائنا للخطر . أما عن رأيه فى تفجيرات سيناء الأخيرة فيقول : ما يحدث فى مصر هى فوضى أحدثها تبعات حكم الإخوان لمصر ورغم ذلك نحن لا نخاف من شئ فهذه أرضنا وأرض أجدادنا وقد حمى الله هذه الأرض ولن يتمكن احد من النيل منها فمصر مقبرة لكل عدو يحاول الإقتراب منها وجيشنا قبلنا يحمينا ونحن متمسكون بهذه الأرض الطاهرة موجها رسالة للأعضاء البرلمان القادم والذين سيتم انتخابهم بالعمل على خلق تشريعات من شأنها أن تحفظ الأمن داخل مصر وأن تساعد المواطنين على الشعور بالأمان .
لا نعرف الخوف ولا الإستسلام
تقول المواطنة فاطمة أحمد من قبيلة الطميلات : أنها تعيش فى هذا المكان منذ 13 عاما ولا أخشى ولا اخاف من وجود الهجمات الإرهابية ومن كونها تعيش فى سيناء ورغم أنها تلقت خبر التفجيرات الإرهابية الأخيرة ببالغ الحزن والأسى على الجنود الشهداء لأنها أم إلا أنها عبرت على حد قولها ” من ماتوا فهم شهداء قد قدموا أرواحهم للوطن ولكن ماذا فعلنا نحن ” فهم ضحوا بأرواحهم فداءا للوطن وفداءا لنا ولكن ماذا فعلنا نحن لوطننا ورغم المشاكل التي تواجههنا من الظروف المعيشة الصعبة إلا أننا لن نستسلم ولكن نطالب الحكومة بالنظر إلي اهالى عزب وقرى سيناء بعين الرحمة وتوفير المياه والكهرباء لنا .
لا توجد مدارس ولا مستشفيات
وتكمل رضا فتحى ربة منزل : لا توجد مدارس قريبة من قريتنا وأطفالنا يسيرون 14 كيلو متر يوميا على أقدامهم لكى يتمكنوا من الذهاب إلى أقرب مدرسة لقريتنا ولذلك أطلب من الحكومة أن توفر لنا مدرسة قريبة وتوفر لنا مرافق على الأقل توفير مواصلات لكى يتمكن أطفالنا من الذهاب للمدارس لكى يتعلموا بدل من ان يتسربوا من التعليم .
ما يحدث فى سيناء مؤامرة على مصر من بعض المرتزقة من مختلف الجنسيات
يقول الشيخ عادل غنيم شيخ قبيلة الطميلات بسيناء : أن ما يحدث على أرض سيناء ماهو إلا أفعال عدائية من قلة مندسة مأجورة من مختلف الجنسيات وهذا ما رأيناه بأعيننا ولكن القوات المسلحة المصرية تتصدى لهم بكل قوة وعزم ونحن لن نتنازل عن أرضنا ويؤكد ان الحياة تسير طبيعية على كل شبر فى سيناء رغم نقص الخدمات التى لا ذنب للقيادة السياسية الحالية فيها لأن هذا النقص تسبب فيه 30 عاما سابق من الفساد فقد كانت سيناء فى السابق ما هى إلا ” كمبونت ” قاصر على المصالح الأمريكية الإسرائيلية فقط وكان ينظر للبدوا فى هذا الوقت على أنهم مخربين ومهربين رغم أن البدوا شرفاء فقد كان اجدادنا وقت الحرب يساعدون الجيش المصرى على السير فى الطرق الوعرة وهم من أسباب النصر بحرب 73 وحتى الأن نحن كبدو نعانى من الخطف والقتل والإصابات من قبل هذه القلة المندسة مضيفا أن الحكومة تعمل الآن على حل مشاكلنا بل أنها تعمل على تنمية المنطقة بالكامل من شق طرق وإنشاء قرى كاملة المرافق مثل قرى العبور والتقدم والأبطال أما ما مضى فالقيادة السياسية الآن ليست مسئولة عنه والمسئولية لا تجلب رفاهية ويجب أن يعمل كل فرد منا فى مكانة وكفى أن نحمل الحكومة أكثر من طاقتها
سيناء ليست خرابة
ويتابع بقوله : اعتقد أن مشروع قناة السويس ومحورها سوف ينعش المنطقة بالكامل كما انه سوف يجلب العديد من الفرص الإستثمارية التى ستحقق مزيدا من الأرباح والعديد من فرص العمل ولكن ذلك يحتاج المزيد من الوقت ولن تعود سيناء السابق مرتع للفئات الإجرامية المختلفة التى تمولها أجهزة مخابرات خارجية تستهدف زعزعة الأمن المصرى .
بدو سيناء يطالبون بمقابر لدفن موتاهم
ويقول أحمد سلامة 21 سنة يعيش بالمناورة منذ عام 1994 يطالب : بأن تنظرالدولة بعين العدل لشباب البدو من حيث توفير فرص عمل وحسن المعاملة من الجهات الأمنية لان الكل ينظر إلى البدو على أنهم فئة خارجة عن القانون يسرقون ويقتلون ويعملون بالتهريب أما و فى الحقيقة فنحن غير ذلك ومن الأسباب التى جعلت المجتمع ينظر الينا بهذه النظرة وسائل الإعلام حيث ساهمت فى تشوية صورتنا أمام الجميع بدلا من البحث عن مشاكلنا والمساهمة فى وضع حلولا لها فعلى سبيل المثال نحن هنا وفى قريتنا لا يوجد لدينا مقابر لدفن الموتى لدرجة أننا قمنا بدفن أحد الأشخاص فى حقله لعدم وجود مقابر فأين وسائل الإعلام من ذلك لذا نرجوا من كل مسئول وإعلامى فى مصر أن يسلط الضوء علينا فنحن أيضا مصريون نعيش على أرض هذا الوطن .
ويكمل المحاسب حسن غنيم من نفس القبيلة : أن قرى سيناء تحديدا تعانى من نقص شديد فى الخدمات منذ أكثر من 30 عاما وقد قمنا بعمل العديد من الشكاوى لكافة المسئولين بالمحليات ولكن دون جدوى لذا نأمل فى الحكومة الحالية ان تعمل على حل هذه المشاكل وبخاصة وأن التوجهات السياسية الحالية تشير إلى إنعاش سيناء بالتعمير لتكون درعا واقيا للوطن مضيفا أنه قد اخذ