تلخيص قصة رأس ميدوسا التي تصدرت محركات البحث على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، ففي ظل ساعات قليلة تم تداول صور رأس امرأة جميلة تخرج منها الثعابين بشكل مُرعب لم يتفهمه الكثير، والأمر الذي أثار الجدل أن الفتيات أصبحن ينشرن هذه الصورة بالإضافة إلى بعض التعليقات غير المفهومة، ومن خلال الواقع العربي يمكن الإشارة إلى تفاصيل ذلك التريند.
تلخيص قصة رأس ميدوسا
تصدر تريند وشم رأس المرأة التي تحمل شعر على شكل ثعابين مواقع التواصل الاجتماعي وذلك الأمر الذي أثار فضول الجميع، وخلال أيام أصبحت المنشورات التي تحمل صورة مختلفة لذلك الوشم تزيد بسرعة البرق، فلا يفهم ما سر ذلك الوشم وإلى ماذا تشير هذه المرأة شديدة القبح؟
فتلخيص قصة رأس ميدوسا التي يطبعها الفتيات على أجزاء مختلفة من أجسادهن هي أنها بطلة إحدى الأساطير الإغريقية التي تعرضت لواقعة اغتصاب مؤسفة وبسببها تحول شكلها من شدة الجمال إلى شدة القبح، فتعمدن الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي والاغتصاب وضع صورتها على حساباتهم أو طباعة صورتها على أجسادهن للإشارة إلى المعاناة من واقعة في قمة البشاعة.
فبفضل انتشار قصة رأس ميدوسا الإغريقية تم الإفصاح عن حوادث تشيب لها الوجدان، فلم يمتلك أصحابها الجرأة عن توضيحها فيما قبل لكن التأكد بأنهن لا يشعرن بالوحدة ولا أن ذلك الحدث المؤسف خاص بهن فقط، تشجعن على الإفصاح عنه ومشاركته للجميع على وسائل التواصل الاجتماعي.
فأكثر الأمور المؤثرة في انتشار ذلك التريند وشم الفتيات على شكل تلك الرأس أنهم تعرضن للتحرش من قِبل أقارب يُقال عليهم من الدرجة الأولى، والأكثر أسفًا أن الاعتداءات الجنسية صدرت من الأب أو الأخ أو العم أو الخال وهم المحارم.
اقرأ أيضًا: اكتشاف رؤوس آلهة يونانية في مدينة أيزنهاور في تركيا
حقيقة ميدوسا الإغريقية
تعد ميدوسا من أشهر الروايات الإغريقية القديمة فهي إحدى الغورغونات الثلاث، فهم ثلاث أخوات يحولن كل من ينظر إليهن إلى حجر ويقضين على حياته بذلك، فهن بنات إله البحر فوريكس وزوجته كيتو إلهة البحر، حيث كانت ميدوسا الأجمل بين اخواتها سثينو ويوريال لكنها كانت الوحيدة الفانية منهن بينما كانوا هم خالدين.
لكن بفضل تعرضها للعنة من إلهة الحكمة والحرب والقوة وحامية المدينة وهي التي تُدعى أثينا تحول وجهها من شدة الجمال إلى شدة القبح بالإضافة إلى أن شعرها تحول إلى ثعابين حية مُرعبة وأصبحت ملعونة تصيب كل من ينظر إليها بلعنتها وتحوله إلى جماد.
فيُقال إنها تطاولت على أثينا بأنها ادعت أنها تعادلها في الجمال والجاذبية فحولتها أثينا إلى ذلك المسخ، أما الشاعر الروماني صاحب كتاب التحويلات كتب عنها أنها كانت شديدة الجمال لكن حولتها أثينا لأنها ضاجعت بوسيدون في معبدها لذلك قامت بتحويلها.
حيث يعتبر بوسيدون بطل الأساطير الإغريقية إله البحر والزلازل والعواصف والبراكين من الملوك الرئيسية في طيبة وبيلوس وهو من قام ببناء طروادة بمساعدة أخيه أبولو، لكن مضاجعته لميدوسا لم تؤثر عليه بالسلب أبدًا لكن أثرت عليها هي واخواتها وتحولن إلى وحوش، لكن يُقال إن أثينا لم تحول وجه ميدوسا ليُفتن به الرجال وتقوم بتحويلهم إلى أحجار.
قصة مقتل ميدوسا
طلب ملك سيريفوس المُدعى بوليدكتس من بيرسيوس أن يقوم بقتلها لتخليص العالم من شرورها، وذلك بعد تحولها إلى مسخ يصيب كل من يقترب له بلعنة، فبيرسيوس هو حفيد الملك أكريسيوس لابنته داناي وهي التي تنبأت لها العرافات أنها سوف تنجب طفل يقتل أبيها الملك.
لذا قام بحسبها وأثناء ذلك الحبس زارها الملك زيوس في صورة مطر وأنجب منها الابن بيرسيوس فقام أبيها الملك أكريسيوس بحبسها هي ورضيعها في صندوق خشبي وألقاهما في البحر خوفًا من أن يكبر ابنها ويقتله وفقًا لما قالته العرافات، لكن يشاء القدر أن يحط الصندوق الخشبي على جزيرة ملكها سيفيروس.
فهو الذي كان يحب أمه داناي لذا قام بإرساله في مهمة تكاد تكون مستحيلة ليتخلص منه وهي مقتل مسج ميدوسا، وذلك لأنها كانت تحول كل من ينظر إليها إلى حجر صامت خالي من الحياة، فاستعان بالحذاء المجنح من الجنيات ليتمكن من الطيران والوصول إلى مكانها بالإضافة إلى الخوذة الخفية التي تجعله غير مرئي والسيف المعقوف.
فعندما وصل بيرسيوس إلى مكانها رأي انعكاسها في درعه اللامع لكنه لم ينظر إليها لكي يتجنب الإصابة باللعنة لكنه تمكن من وضع رأسها في الحقيبة بعد قتلها.. من الجدير بالذكر أن بيجاسوس الحصان الأسطوري الطائر ظهر من دم ميدوسا ويُقال إنه ابنها من بوسيدون لكن الأقاويل الأكيدة أنه وُلد من دم ميدوسا بعد مقتلها وما إن وُلد حتى طار إلى السماء.
اقرأ أيضًا: أسماء آلهة الفايكنج
علاقة قصة ميدوسا بظواهر التحرش
بعد الاطلاع على تلخيص قصة رأس ميدوسا يمكن بيان العلاقة بينها وبين التريند المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، فيجدر بالذكر أن الفتيات اللاتي تعرضن للاعتداءات الجنسية ونفد من قام بذلك وحملت هي الذنب بأكمله ولم تتمكن من استكمال حياتها بسبب الندوب النفسية والجراح التي لا تتخطاها وجدن ميدوسا رمز لقصصهن.
فهي كانت عذراء جميلة حولها ملك طماع إلى وحش يرغب الجميع في التخلص منه بفضل ما قام به لإرضاء غريزته الذكورية، فترى الفتيات أنها لم تتمكن من التصريح بصاحب الفعل سواء كان من الأقارب أو إنه حبيب مخادع لأن المجتمعات خصوصًا الشرقية تحمل الفتاة كل الذنب في حالة الإفصاح عن هذه الوقائع.
فيُشار إلى سلوك الفتاة غير المناسب الذي جعل الذكر مضطر إلى فعل ذلك أو أن الفتاة تتعمد ارتداء الملابس المتحررة لإغواء الرجال وليس عليها الشكوى في حالة التعرض للأذى، فهي الطرف المُلام بفضل ملابسها الفاضحة وليس خطأ الذكر الذي لا يفكر إلا بإرضاء غريزته الجنسية حتى وإن كان بذلك الشكل المؤسف.
لذا مثلن الفتيات قصصهن بميدوسا الجميلة المُحولة إلى مسخ بسبب خطأ لم ترتكبه، فتلخيص قصة رأس ميدوسا توضح تأثير الاعتداءات الجنسية أو حتى الانتهاكات البسيطة على الضحية، والذي يعد مؤسف أكثر نظرة المجتمع إليها عند الإفصاح عن الواقعة.
فتكمن الضحية لا تجيد التصرف ولا حتى التعبير عما تشعر به، بالكاد هي تحاول التأقلم على الوضع، حيث يضغط ذلك الأمر عليها نفسيًا لدرجة يمكن تدفعها إلى الانتحار وإنهاء حياتها.
التحرش الذي يعد أكثر الظواهر الاجتماعية عنفًا يمكن أن يصدر من أشخاص غير متوقعين، فالإعلان عن أصحاب الاعتداءات الجنسية صادم أكثر من طبيعة الاعتداء نفسه.