تطورات خطيرة متلاحقة تشهدها اليمن، بعد تساقط معظم المؤسسات العسكرية والحكومية بالعاصمة صنعاء فى أيدى جماعة أنصار الله الحوثية خلال الأيام الماضية بسرعة كبيرة لم يتوقعها أى مواطن يمنى.
ويأتى ذلك رغم التصريحات التى صدرت من جانب وزيرى الدفاع والداخلية اليمنيين بأن قوات الجيش والأمن تسطيع حماية العاصمة من أى هجوم عليها وكانت وقفتهم إزاء محاولة الحوثيين الاعتصام أمام مبنى رئاسة الوزراء إيذانا بأنهم سيقفون أمام أى محاولة لنشر الفوضى كما جاء الدفاع عن الفرقة الأولى مدرعات برهانا كذلك على هذا الاتجاه
ولكن جاءت المفاوضات للتوصل إلى اتفاق برعاية جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يؤدى إلى حل الأزمة التى يشهدها اليمن منذ عيد الفطر الماضى نقطة فاصلة فى الأزمة ,, وبعد أنباء التوصل إلى اتفاق وقبل توقيعه حدثت أمور غريبة إذ قامت قوات الأمن والجيش المنوط بهما حماية المنشآت الحكومية مثل التليفزيون ومجلس الوزراء والإذاعة وغيرها بالانسحاب من أمام الحوثيين تاركين لهم الأسلحة التى بحوزتهم فى تصرف يدعو إلى الريبة فى وجود تواطؤ أو اتفاق ما ، لإنهاء هذه المرحلة تمهيدا للتوقيع على الاتفاقية .
والتوقيع الذى تم أمس جاء استنادا إلى مخرجات الحوار الوطنى اليمنى بين كل القوى السياسية على الساحة اليمنية وليس إلى المبادرة الخليجية , وهذا يعكس التوجه إلى مرحلة جديدة تستند إلى واقع جديد .. وقد أصرت جماعة أنصار الله على عدم ذكر المبادرة الخليجية فى نص الاتفاقية بهدف عدم هيمنة أطراف خارجية على القرار اليمنى وأن يقوم اليمنيون بحل مشاكلهم بأنفسهم وليس تحت راية أى طرف آخر كما يقولون واستجابت لهم الدولة التى كانت تتلهف على توقيع الاتفاق لحقن دماء اليمنيين ولبدء مرحلة حتى وأن كانت تحت مرجعية أخرى ، إلا أنها ستكون قصيرة لحين انتهاء المرحلة الانتقالية التى لا يتبقى فيها إلا القليل خاصة فى ظل قرب الانتهاء من الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتكون شرعية جديدة قد اختارها الشعب ولا يستطيع أحد التشكيك فيها .
كما أصرت جماعة أنصار الله على السيطرة على المؤسسات الحكومية لتؤكد للجميع أن هذه المرحلة التى سيطر فيها حزب التجمع اليمنى للاصلاح الإخوان على القرار قد انتهت الى غير رجعة وأنهم تصدوا للنظام لتحقيق أهداف المواطنين أمام إصرار الحكومة على زيادة الصعوبات الاقتصادية عليهم برفع سعر المشتقات البترولية وليقدموا أنفسهم للناس بأنهم القوى الصاعدة فى الحياة السياسية كما جاء إصرارهم على دخول جامعة الإيمان التى يديرها الشيخ عبد المجيد الزندانى رجل الدين والقيادى فى الحزب للتأكيد على خروجهم من المشهد السياسى وكذلك أصرارهم على إسقاط الفرقة المدرعة الأولي رمز عدوهم اللدود اللواء على محسن الأحمر للتأكيد على انتصارهم عليه ولضمان عدم تواجده على الساحة فى اليمن مرة أخرى بل ذهبوا إلى أقصى حد باعتباره مطلوبا للعدالة وكأنهم هم أصحاب القرار فى العاصمة ولا يعرف بعد مصير اللواء الأحمر وما أذا كان قد غادر البلد أم لا .
والآن وبعد توقيع الاتفاق وإصرار مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس اليمنى على وقف إطلاق النار وتنفيذ كافة بنود الاتفاق هل ستلتزم الأطراف به خاصة الحوثيين الذين يشعرون بالنصر, وخير دليل على ذلك احتفالات قناة “المسيرة” الناطقة بلسانهم وكأن اليمن قد دانت لهم والاختبار الذى سيكون دليلا على صدق التوجه إلى تنفيذ الاتفاق سيكون مدى التزامهم بالانسحاب من محافظة عمران والمناطق التى سيطروا عليها فى محافظة الجوف وغيرها وكذل فك الاعتصامات من وحول العاصمة .
وفى سياق متصل بتداعيات سقوط المقار الحكومية فى أيدى الحوثيين ، تناولت الصحف اليمنية الخاصة أنباء سقوط العاصمة فى أيدى الحوثيين بإسهاب ..وقالت صحيفة ” اليمن اليوم “الناطقة بلسان الرئيس السابق على عبد الله صالح وعدو اللواء على محسن الأحمر فى عنوانها الرئيسى “صنعاء فى أيدى الحوثيين” ، وقالت إن الرئيس عبد رب منصور هادى طرد على محسن من دار الرئاسة وأتهمه بإدخال الحوثيين إلى صنعاء، ولكنه رد عليه قائلا “أنت خائن لقسمك العسكرى وانفصالى ولن نسكت “، وأضافت إن على محسن غادر الفرقة المدرعة الأولى يوم الجمعة وبدأ انهيار الفرقة بسقوط موقع الدفاع الجوى بها.
يذكر أن المهمة الأساسية للفرقة الأولى مدرع هى حماية وتأمين العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق المحيطة بها .
أما صحيفة / الأولى / المقربة من الحوثيين فقالت فى عناوينها “مستقل بدون محسن ( فى إشارة إلى اللواء على محسن قائد الفرقة الأولى مدرع) ..أنصار الله ينهون عصر الفرقة ويعلنون الجنرال كمطلوب أمنى” .
فيما ذكرت صحيفة” الشارع ” أن على محسن هرب قبل ظهر أمس إلى منزل الرئيس وجماعة الحوثى تلاحقه ومسلحوها يفتشون الطائرات المغادرة لمطار صنعاء بحثا عنه .. وأضافت أن مسلحى الحوثيين سيطروا على العاصمة بشكل كامل بعد اقتحامهم مقر الفرقة وتمركزوا أمام المؤسسات الحكومية ومبنى وزارة الدفاع وسيطروا على القيادة العامة للقوات المسلحة كما سيطروا على جامعة الإيمان واستولوا على دبابات ومدرعات من الفرقة .
ونقلت الصحيفة عن جنود بالفرقة الأولي انهم سلموا مقر الفرقة بعد هروب اللواء على محسن وأن معنوياتهم كانت كبيرة لكن الخيانة التى تعرض لها زملاؤنا فى مقر التلفزيون جعلتنا نسلم خاصة بعد أن شاعت أخبار أن كل ألوية الجيش سلمت للحوثيين فماذا يتبقى لنا طالما وزير الدفاع وقائد الفرقة والحكومة باعوا البلاد غير التسليم