أ ف ب
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء ان موسكو سحبت قواتها من الحدود مع اوكرانيا، فيما دعا الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا الى ارجاء مجموعة من الاستفتاءات حول اعلان الحكم الذاتي او الاستقلال عن كييف والمقررة 11 مايو الجاري.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقب لقاء مع نظيره السويسري الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بوركهالتر “قيل لنا باستمرار ان قواتنا القريبة من الحدود الاوكرانية تثير مخاوف.. لقد سحبنا تلك القوات، واليوم لا وجود لها على الحدود الاوكرانية ولكنها موجودة في الاماكن التي تجري فيها تدريباتها المعتادة”
وفي نفس الوقت دعا بوتين الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا الى ارجاء مجموعة من الاستفتاءات حول اعلان الحكم الذاتي او الاستقلال عن كييف، قائلا “نطلب من ممثلي جنوب شرق اوكرانيا ارجاء الاستفتاء المقرر في 11 ايار/مايو لتوفير الظروف الضرورية للحوار”.
وادت هذه التصريحات التي تتناقض تماما مع موقف روسيا المتشدد السابق بشان اوكرانيا، في اسوأ ازمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، الى ارتفاع الاسهم في السوق الروسية بنسبة 3% وسط امال بان حدة الازمة المستمرة منذ اشهر بدأت تخف.
وسيطر المتمردون الموالون لروسيا على مبان حكومية في المناطق الشرقية مثل دونتسك ولوغانسك واعلنوا خططهم اجراء استفتاءات فيها للانفصال عن كييف عقب الاطاحة بالزعيم الموالي لموسكو فيكتور يونوكوفيتش في شباط/فبراير الماضي.
ووصفت كييف وحلفاؤها في واشنطن والاتحاد الاوروبي تلك الاستفتاءات بانها غير قانونية.
وكانت روسيا دانت اجراء انتخابات رئاسية في اوكرانيا بسبب الازمة العسكرية بين المتمردين والقوات الاوكرانية.
الا ان بوتين قال الاربعاء “اريد التاكيد على ان الانتخابات الرئاسية التي تخطط كييف لاجراءها ورغم انها خطوة في الاتجاه الصحيح، الا انها لن تقرر اي شيء طالما لم يقتنع جميع مواطني اوكرانيا بان حقوقهم ستكون محمية بعد اجراء الانتخابات”.
واضاف الرئيس الروسي “نعتبر ان الحوار المباشر بين السلطات في كييف وممثلي جنوب شرق اوكرانيا هو عنصر رئيسي (للتوصل الى) تسوية”.
وكان سكان اوكرانيا المتحدرين من اصل روسي ويشكلون جزء كبيرا من سكان النصف الجنوبي الشرقي من اوكرانيا البالغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، اعربوا عن مخاوفهم من فقدان حقوقهم المتعلقة باللغة وغيرها من الحقوق في ظل حكومة جديدة موالية للغرب يرجح ان تسفر عنها الانتخابات المقررة في 25 ايار/مايو.
وكان بوتين توعد في السابق باستخدام جميع الوسائل اللازمة “لحماية” مواطني اوكرانيا المتحدرين من اصل روسي.
وقدر الحلف الاطلسي ان الكرملين حشد نحو 40 الف جندي على طول الحدود الشرقية لاوكرانيا في اطار تدريبات واسعة اثارت مخاوف الغرب من احتمال قيام روسيا بغزو اوكرانيا.
من جانبه اكد بوركهالتر ان منظمة الامن والتعاون في اوروبا تعتزم اطلاق دعوة رسمية في وقت لاحق من اليوم لكل من كييف والانفصاليين للموافقة على “خارطة طريق” لاحلال السلام في البلاد تشمل التوصل الى اتفاق لوقف فوري لاطلاق النار.
واضاف ان المنظمة تعرض المساعدة في تمويل “خطة وطنية لنزع الاسلحة تتبناها اوكرانيا