الانتخابات الجزائرية ستبدأ اليوم الموافق الخميس 12 ديسمبر 2019م، بعد عدة ساعات قليلة وبالرغم من ذلك وقبل ساعات من انطلاق الانتخابات مازالت تنتشر التظاهرات السلمية إلى الآن من بين مؤيدين للانتخابات وأخرون معارضين.
تفاصيل المظاهرات المؤيدة للانتخابات قبل انطلاق الانتخابات بعدة ساعات
قام عدد من المواطنين الجزائريين صباح يوم الأربعاء الذي يسبق يوم الانتخابات الرسمي بعدد من الساعات، بتنظيم مظاهرات سلمية ومسيرات عند مقر المحكمة العليا بالعاصمة الجزائرية، من أجل الحث على حماية مسار تنظيم الانتخابات، لأنهم على قناعة تامة وإصرار بأن مصير الشعب تجاه هذه الانتخابات لذا لابد من تأمينها على أكمل وجه.
كما قام هؤلاء المتظاهرين بتوجيه مسيراتهم إلى عديد من الهيئات الدستورية بجانب المحكمة العليا، وأشار بعض من المشاركين في هذه المظاهرة على أنهم قاموا بتنظيم تلك المسيرة بسبب مشاهدتهم لتسجيلات حوادث الاعتداءات التي تمت على الناخبين الجزائريين في بعض المراكز الانتخابية الموجودة في خارج الجزائر، فكما نعلم أن انتخابات البدو الرحل المواطنيين المغتربين قد بدأت بالفعل منذ عدة أيام سابقة.
رفع المتظاهرين اللافتات من أمام المحكمة العليا بالعاصمة الجزائربة، لتضم هذه اللافتات عديد من الشعارات التي تشير على دعمهم للانتخابات، مصرحين بهذه الشعارات أن الحرية ليست بالفوضى، ومؤكدين على أن القانون كفيل لحماية الحريات ومواجهه مفتعلي الخراب أو الفوضى.
لم يكتفوا بهذا فقط بل قام بتوجيه رسالة هادفة لمعارضي إجراء الانتخابات، وعلى وجه الخصوص إلى الأشخاص الذي قاموا بالخراب والاعتداء على الناخبين الجزائريين بالخارج أثناء الإدلاء بأصواتهم، ومضمون تلك الرسالة كان “لماذا تهابوا الصندوق، إذا كنتم على قناعة بأن الكل ضد الانتخابات”.
ومن الجدير بالذكر أن من أبرز الهتافات في ذلك اليوم كانت جملة “رد بالك الحرية ماشي معناھا دير رأيك”، أي عليك بالانتباه أن ليس معني الحرية هو فعل ما ترغب، بالإضافة إلى جمل أخرى كثيرة مثل “أنتخب للجزائر” و ما إلى ذلك.
تفاصيل المظاهرات المعارضة للانتخابات
على نظير هذا قام عدد من المتظاهرين يوم الأربعاء الموافق 11 ديسمبر 2019م أيضاً، نتيجة استجابة لدعوة أقيمت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي نشرت خلال فترة لا تتخطى الأربعة وعشرين ساعة تدور هذه الدعوة حول رفض ميعاد الانتخابات من قبل العديد و تدعو أيضاً لاحتجاج عن تنفيذ تلك الانتخابات.
قام المتظاهرين بالتجمع داخل حي بلوزداد حالياً أو بلكور سابقاً في ساحة 11 ديسمبر 1960م في العاصمة الجزائرية، والجدير بالذكر أن هذا هو نفس التوقيت الذي أقيمت فيه تظاهرات عام ألف تسعمائة وستون والتي كانت ضد الاستعماري الفرنسي، حيث شيدت في هذا الحي أيضاً، وسرعان ما قامت بالانتشار خلال 7 أيام فقط في جميع أنحاء الجزائر.
وبعد أن تجمع المتظاهرين في هذا الحي اليوم الأربعاء، قاموا بالذهاب إلى متحف البريد المركزي الذي يبعد مسافة أربعة كيلو مترات من ساحة 11 ديسمبر 1960م، حيث تعد هذه المنطقة مركز رئيسي مخصص لتجمع الحراك الشعبي غير المسبوق الذي راودته الجزائر منذ 22 فبراير 2019م.
كما ذكر أن العبارات الهتافية من قبل هؤلاء المتظاهرين كانت مثل “ما كاش انتخابات” فيما يعني لا للانتخابات، بالإضافة إلى أنهم كانوا يمتلكوا لافتات حمراء تشير لرفض إتمام تصويت الانتخابات الرئاسية المقرر تنفيذه بعد بضعة ساعات والذي سيتم فيه اختيار رئيس للجزائر ليخلف الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي قدم استقالته في شهر إبريل السابق بعد أن عاصر عقدين من الحكم في الجزائر واستقالته كانت بناءً على رغبة كثير من المواطنين الجزائريين.
يري هذا الحراك الشعبي أن الانتخابات ما هي إلا مراوغة من السلطة للحفاظ على استمرارية رموز الرئيس السابق بوتفليقة كما أن هذا الحراك يطالب بإلغاء الانتخابات و رحيل رموز السلطة السابقة بأكملها.
من الجدير بالذكر أن هناك بعض من الشخصيات الشهيرة قامت بإلقاء دعوة نحو ضبط النفس خلال يوم الانتخابات الذي لم يتبقى على بدايته سوى بضعة ساعات، كما قاموا بالتأكيد أن هذا اليوم يعد بمثابة محطة تلك المحطة الحراك الشعبي قادر على تخطيها بنجاح.
وأخيراً، ستبدأ المنافسة الشديدة بين الخمس مرشحين بدءً من انطلاق الانتخابات لكن مشاركة هؤلاء المرشحين الخمسة في دعم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة أثناء توليه الحكم وتولي البعض منهم مناصب رسمية بالدولة في هذا الوقت تجعل بعض المواطنين تطالب بتأجيل الانتخابات لشعورهم ببعض المخاوف حيال هذا الأمر.