#حزين_عمر
أنهار من الأضواء تراق. وملايين من الجنيهات تنفق. علي مولد الصخب والمزايدات والحذلقة والادعاء والوعود. المسمي بالانتخابات الرئاسية.. وليس هناك من ضامن لتسلل “الهجامين” والنمامين والممولين والمتأخونين إلي هذا المولد وجني بعض من ثمراته. وأقلها “مرشح رئاسي سابق”.. وما يعنيه ذلك من أبهة إعلامية. وتجارة سياسية وسفريات غربية وشرقية. و”انجعاصات” أمام المؤتمرات وافتاء في كل التخصصات!!
لحكم مصر هيبة ولقيادتها قدسية.. فأنت هنا ـ أيها المرشح ـ تنظر وتأمل في كرسي جلس عليه تحتمس وأحمس وقبلهما مينا. وبعدهم عمرو بن العاص والمعز الفاطمي وصلاح الدين ونجم الدين أيوب وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس ومحمد علي وجمال عبدالناصر وعبدالفتاح السيسي.. وأراهن أن يحدثكم بعض المرشحين عن كل واحد من هذه الأعمدة البشرية السامقة لمدة خمس دقائق!!
سوف يتحدثون عن اثنين منهم فقط. عشر دقائق. وربما ساعة. لكن حديث الكره والجهل والغرض. سوف يشتم بعض هؤلاء المرشحين كلاً من الزعيم عبدالناصر والزعيم السيسي.. لأن كلاً منهما بني دولة وطنية حرة قوية الإرادة عربية التوجه. عمادها شعب حر وجيش قاهر.. وهذا ما لا يرضاه بعض المندسين في مولد الانتخابات ويربطهم خيط سميك أو رقيق بالإخوان. والعياذ بالله!!
الإلمام بتاريخ الوطن: مصر والعرب والاطلاع علي ثقافته كعماد لهوية هذا الوطن. ونزاهة المقصد. ونظافة اليد. وعفة اللسان. ورؤية المستقبل.. شروط حتمية لمن يتطلع لكرسي مصر ـ مجرد تطلع ـ وعلي الهيئة الوطنية للانتخابات أن تضع هذه الشروط نصب أعينها. لا مجرد أوراق روتينية يمكن أن يستوفيها آلاف الناس.
لا يصح أن تقبل الهيئة شتاماً مرشحاً للرئاسة. ولا ممولاً من الأعداء مرشحاً للرئاسة. ولا راقصاً علي كل الأحبال مرشحاً للرئاسة. ولا من خذل وطنه وقت الشدة مرشحاً للرئاسة. ولا رد السجون مرشحاً للرئاسة. ولا غوغائياً ديماجوجيا إخوانياً صهيونياً!!
لست أوجه لك طلقة اكتئاب لتسألني: ومن أين لنا بمرشحين أمام السيسي إذا طبقنا كل هذه المعايير؟! فأجيبك باطمئنان: شرفاء مصر وعظماؤها: رجالاً ونساءً كثيرون.. وعلي هذه الانتخابات أن تفرز أكثر وجوه مصر وضاءة وشرفاً ورقياً وثقافة ووطنية.
ربما وجدت هيئة الانتخابات حرجاً في إبعاد بعض الأصوات الصاخبة الآن عن مضمار السباق. لأنهم استوفوا هذه الأوراق الروتينية.. فأؤكد لهم أنني استطيع ازالة الحرج عن الهيئة بأن أمتحن هؤلاء في تاريخ وطنهم. ولغته. وثقافته. وأحلامه. وأمانيه.. وسوف أسقطهم قبل أن يسقطهم الشعب!!