الشباب محبط”
“الشباب مطحون”
“الشباب فاقد الانتماء علشان ….”
“الشباب مش واخد فرصته”
ديه عينه بسيطه من اللي بسمعه وبشوفه كل يوم لوصف حال شباب مصر وليه احنا عندنا احط فئه من الشباب في العالم الحديث والقديم موجودة في مصر دلوقتي.
لفهم الشباب أكتر, تعالوا نقارن حاجة بسيطه في موقف الشاب التركي والمصري.
في تركيا, فيه شباب مش طايق سيره اردوغان. شايف اردوغان طاغية وظالم وتركيا بتعاني بسبب وجوده. شايفه فاسد,
وبيحبس صحافيين, وبيضرب الناس اللي بتنزل مظاهرات سلميه (سلميه بجد مش سلميه ماركه خارطوش ومولوتوف) وبيقفل مواقع زي تويتر وفيسبوك وقت ما يحب. الشباب ده بيكره اردوغان كره العمى!
في مصر فيه شباب مش طايق سيره السيسي. شايفه ظالم وسفاح وفاسد وفيه كل العبر وإن مصر عمرها ما هتتقدم طول ما هو الرئيس بتاعها. برضه الشباب ده بيكره السيسي كره العمي!
في تركيا لما حصلت الحوادث الارهابية الاخيرة, ودولة زي المانيا قررت إنها توقف رحلاتها الي تركيا وتقفل السفارة وتعمل حاجات من شأنها تقليل عدد السياح اللي رايحين هناك علشان فيه قلق من تأمينهم, نفس الشباب اللي بيكره اردوغان ده كره العمي, ونفسه يخلص منه, في يوم وليلة اصبح دولجي و بيناشد المانيا إنها تعدل القرار ده علشان تركيا أمان وحلوة ومش عارف إيه. يعني من الآخر, كأي إنسان طبيعي, هو شايف إن معارضته لشخص الحاكم, مش معناها أبدا انه يبقي ضد الدولة ومصالحها.
نيجي قصاد ده للشاب المصري. مات شاب ايطالي في مصر, وقبل ما يكون فيه أي تحقيق من أي نوع ولا أصلا الصحافة الأيطاليه خدت بالها, شوية شباب “حوش” اتجمع عند السفارة الأيطاليه وبدأ يطالب ايطاليا إنها متبعتش حد مصر علشان هيموت. وكل لما الموضوع يبدأ ينام والخارجيه أو الحكومه تظبطه شوية, تلاقي نفس الشباب دول يحاولوا يبوظوه برضه!!
بلاش تركيا, أصل تركيا دول ناس هاي وعايشين مرفهين, ناخد الهند؟!
الهند كظروف معيشيه, حالتهم أسوء من المصريين بكتير. يعني الفقر اللي قال عليه الكتاب. من جهه الزبالة والكلاب اللي في الشارع والأمراض وعدم النضافة, الموضوع محتاج كتب علشان يتشرح.
المهم, تفتح أي موقع دعاية سياحيه للهند, أو أي كتيب, تلاقي اللي مكتوب بيوصف جنه ربنا على الأرض. تسأل أي واحد هندي ولو كان شحات وبياكل روث حيوانات الهند عاملة إيه؟! يقولك اعظم دولة في العالم. طب يا حاج طالما هي اعظم دولة في العالم, أنت ليه بتاكل من الزبالة؟!
يقولك العيب فيَّ أنا. أنا اللي مش بتاع شغل. ويطلع نفسه هو اللي غلطان مش الدولة!!
قصاد ده, تيجي للشاب المصري اللي اقتحم الهاش تاج اللي كان معمول وبدأ يحط عليه صور زبالة, وناس الشرطه بتضربها, وحيوانات ميته, ومش عارف إيه, ولما تسأله بتعمل ليه كده؟! يمسكه شبح العزه والعفف ويقولك “علشان اللي جاي يكون عارف الحقيقه مش بس الحاجات اللي بيشوفها في الدعاية”
طبعا على أساس إن السايح اللي بيجي مصر بدل مابيروح شرم الشيخ, بينزل على حاره شق التعبان وعلشان كده بيتفاجأ. وطبعا على أساس إن السايح اللي بيروح باريس مش بيبقي عارف إن فيه أماكن في فرنسا فيها ناس homeless وناس بتاكل من الزبالة ونفس الكلام على كل دول العالم.
نفس الشاب ده لو قارنت ما بينه ومابين الشاب الامريكي مثلا. الشاب الامريكي اللي وهو عنده 13 سنة, بيبدأ يشتغل علشان يجيب أي حاجة هو نفسه فيها من أول الحذاء الرياضي لحد التليفون المحمول. ولما بيكمل 18 سنة, بيسيب البيت وبيبقي معتمد على نفسه اعتماد كلي وكامل. بيروح ياخد قرض هلامي علشان يعرف يدرس في الجامعة, بيبقي بيدرس في أحسن جامعات في العالم زي MIT و Caltech و يمكن يكون بيدرس دكتوراه كمان في تخصص في غايه التعقيد, وفي ذات نفس الوقت, تلاقيه شغال بليل في مطعم بيقدم أكل للناس ومش فارقة معاه انه بيدرس astrophysics وإزاي يكون واحد بيدرس في ال MIT وشغال في مطعم؟! لأ, بالنسبة ليه هو شايف انه لازم يعمل كده علشان يبقي حاجة.
تلاقيه الصبح بيدرس, وبعد الظهر شغال في مطعم وبليل بيذاكر. وفي ال weekend لو فضل وقت, ممكن تلاقيه بيتعلم لغة ولا حاجة تانية زيادة علشان البحر دايما بيحب الزيادة.
في كل الجامعات ديه, ماحدش بيدرس حد حاجة عمليه للسوق. يعني مثلا قسم علوم الحاسب في ال MIT مفيش فيه كورسات رسميه بتعلم الناس جافا ولا أوراكل ولا حاجة من ديه. هناك بيعلموا علوم بحته والكلام التاني ده ياما مع نفسك ياما في المعمل.
طبعا مش محتاج اقول إن الشباب اللي من النوع ده, الزواج أو أي علاقات من أي نوع بتكون في آخر قائمة الاهتمام عنده علشان بيبقي اهتمامه الاول والآخير في المرحله ديه من عمره انه يبني نفسه هو الأول بس.
قصاد ده, تلاقي الشاب المصري بيفضل زي البغل كده في بيت ابوه لحد لما يكون عنده بتاع 40 سنة (ده لو متجوزش), تلاقيه بيروح الجامعة علشان يقف مع البنات وياكل من الكافيتريا ويلعب مع صحابه وآخر السنة يروح يجيب ملازم يعملها برشام ويدخل الامتحان يلطع الكلام ويطلع من الامتحان ولا فاهم حاجة ولا نيلة.
طبعا مع نفسه مش بيعمل أي حاجة. تيجي تديله أي حاجة مفيده ليه ولمستقبله, يقلك الكلام ده جاي في الإمتحان؟!
ولو الإجابة لأ, يبقي توقع إن اللي اديتهوله هيترمي في اقرب زبالة!
يتخرج الاخ من دول وتلاقيه عايز يلاقي وظيفه بينها وبين بيته 5 دقائق ويكون في مكتب لوحده وبيقبض على الاقل 5 الاف جنيه علشان الاخ اللي لسة مش عارف يشيل مسئوليه نفسه, محتاج يتجوز وعايز حاجة تديله دخْل كافي علشان يعرف يجيب واحدة تانية, تافهة زيه كده بالضبط, ويتجوزوا ويجيبوا عيال تافهة يفشلوا في تربيتهم ويطلعوا علينا عقدهم الدفينة!
الشاب ده لو جت ليه وظيفة محتاجة أي نوع من التعب, بعيده عن حضن امه شوية ومرتبها 1500 ولا 2000 جنيه, يقولك مش جايبة همها.
طب ياعم الحاج مش جايبة همها ليه؟! أنت دلوقتي بتاخد مرتب “صفر” وبتشتغل “صايع”, يعني لو اخدت مرتب “صفر + 1” واشتغلت أي حاجة, هيكون أحسن لما تكون زي الشحط كده وبتمد ايدك لابوك تقوله عايز فلوس.
بس طبعا لا حياة لمن تنادي!!
المصيبة الاكبر بقي, انه مش بيبقي شحط فاشل ويسكت؟!
لأ, لازم يكمل جميله ويتريق على أي حد بيشتغل ويطلع فيه العبر.
واحد بيبيع فريسكا؟!
ده أكيد مخابرات.
شباب عملوا مشروع عربيه بطاطا ونجح نجاح ساحق؟!
دول شباب تافه واللي بيشتري منهم اتفه منهم
حد شغال سواق في اوبر وبيكسب أكتر من 10 الاف جنيه في الشهر؟!
أنت عايزني بعد 17 سنة تعليم اشتغل سواق؟ أنت بتستهبل؟!
وهلم جرا!
وبعد كده بقي لما يخلص من السف على الناس ديه كلها, يبدأ يسف على الدولة. ديه دولة فشل, ديه كلها وسايط. اللهم هجره.
هجره ايه ياعم الجربان أنت؟!
لأ بجد, واحد زيك أي دولة محترمه ممكن تاخده كمهاجر ليه؟!
لغة؟! مش بتعرف تنايلها
تعليم؟! حمار بكل معني الكلمه (مش شتميه كوصف)
ذكاء؟! أنت والبرص واحد
موهبه في أي حاجة؟! بس في السف وقله الادب.
واحد زيك فشل انه يلاقي وظيفه ليها أي كينونة في مصر. هيروح يعمل ايه في امريكا ولا اوروبا ولا اسيا؟! هيعمل ايه في الدول اللي لو مشتغلتش فيها, هتموت من الجوع والبرد بكل ما تحمله الكلمه من معني؟! مفيش هناك بابي هياخدك في حضنه ويخليك عايش معاه عالة وأنت مش بتعمل حاجة.
بجد هتهاجر هناك تهبب إيه؟!
ولو أنت عبقري كده وعارف إنك هتنجح هناك. منجحتش في مصر ليه؟!
واحد زي جاك ما ولا جيف بيزوز ولا وارن بافيت, الناس ديه وجودهم في امريكا ولا الصين ولا أي دولة تانية كان كام في الميه من نجاحهم؟!
واحد زي ايلون ماسك, لو كان في أي دولة تانية غير امريكا, ماكانش نجح برضه نفس النجاح؟!
لما نكون في العصر اللي احنا فيه, لما تكون قادر على تعلم أي لغة, واقتحام أي مجال واخد شهادات فيه كمان, وكل ده وأنت في بيتك وببلاش, وفوق ده كله, قادر إنك تعمل شركة في أي مكان في العالم وتبيع منتجات في أي مكان تاني وبرضه وأنت على نفس الكنبه, وتفشل, يبقي العيب في مين؟!
العيب في مين ياعم المحبط المطحون اللي مش واخد فرصته؟!
ياعم اتنيل بقي جتك القرف!!