أ ف ب
شدد المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني الجمعة ضغوطه على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لمقاتلة الجهاديين وطردهم من العراق، في وقت تستعد واشنطن لتدخل محدود في هذا البلد بهدف وقف زحف المسلحين.
وقال السيد احمد الصافي ممثل السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء ان جماعة “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الجهادية المتطرفة “بلاء عظيم ابتليت بها منطقتنا وان لم تتم مواجهتها وطردها من العراق فسيندم الجميع على ذلك غدا”.
وكان السيستاني دعا قبل اسبوع العراقيين الى حمل السلاح ومقاتلة “الارهابيين”، ما دفع بالالاف الى التطوع للتدرب على حمل السلاح ومساندة القوات الحكومية في معاركها مع هذا التنظيم الذي يعتبر اقوى مجموعة جهادية تقاتل في العراق وسوريا.
ويسيطر مسلحون ينتمون الى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وتنظيمات سنية متطرفة اخرى منذ اكثر من عشرة ايام على اجزاء واسعة من شمال العراق اثر هجوم كاسح شنته هذه الجماعات التي تحاول الزحف نحو بغداد وكذلك نحو النجف وكربلاء اللتين تضمان مراقد شيعية.
وقال الصافي اليوم ان “هذه الدعوة كانت موجهة الى جميع المواطنين من غير اختصاص بطائفة دون اخرى اذ كان الهدف منها هو الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الجماعة التكفيرية المسماة بداعش التي اصبح لها اليد العليا والحضور الاقوى في ما يجري في عدة محافظات”.
وتابع ان “دعوة المرجعية انما كانت للانخراط في القوات الامنية الرسمية وليس لتشكيل ميليشيا مسلحة خارج اطار القانون”.
ودعا السيستاني ايضا بحسب ما قال الصافي في خطبته الى تشكيل حكومة جديدة في العراق تحظى بقبول وطني واسع و”تتدارك الاخطاء السابقة”، بعد اقل من شهرين من الانتخابات التشريعية، في ما بدا موجها الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يسعى لولاية ثالثة ويواجه اتهامات متزايدة بتهميش السنة.
في هذا الوقت، قال مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يفتقد الى “ارادة جدية” لمحاربة الارهاب، حسبما نقل عنه التلفزيون الرسمي الجمعة.
وجاءت تصريحات المسؤول الايراني ردا على دعوة الرئيس الاميركي الخميس ايران الى توجيه رسالة الى كل الطوائف العراقية.
واوضح عبد اللهيان ان “الخطأ الاستراتيجي للولايات المتحدة في سوريا كان انها لم تميز بين الارهابيين والمجموعات السياسية (المعارضة) مما فاقم الارهاب ونشوء جماعات مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
واضاف “اليوم، وبدلا من مكافحة الارهاب وتعزيز الوحدة الوطنية في العراق، والحكومة ومؤسسات الدولة، تقوم الولايات المتحدة بتعزيز الطائفية”، معتبرا ان “تأخير مكافحة الدولة الاسلامية في العراق والشام في العراق ووضع شروط لمكافحتها يعزز الشكوك في اهداف الولايات المتحدة في المنطقة”.
واعلن اوباما الخميس ان بلاده مستعدة للقيام بعمل عسكري في العراق، مؤكدا ايضا احتمال ارسال 300 عسكري الى هذا البلد بصفة مستشارين، في وقت تقوم الولايات المتحدة بطلعات استطلاعية في الاجواء العراقية.
ورحب اليوم مسؤول عسكري عراقي وهو ضابط برتبة فريق في الجيش باعلان الولايات المتحدة التي سحبت جنودها من العراق نهاية العام 2011.
وقال المسؤول العسكري في تصريح لفرانس برس “اننا بحاجة الى الدعم الاميركي لتقويض الارهاب والقضاء عليه في المناطق التي نشط فيها خصوصا عبر ضربات جوية لاهداف محددة”.
واضاف ان “الامكانات الكبيرة التي تمتلكها الولايات المتحدة ستساعد على رفع القدرات القتالية ومضاعفة معنويات المقاتلين”، مشيرا الى ان “الارهاب يهدد العالم اجمع والتعاون الاميركي يمثل جوهر الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين”.
وبعد يوم من توجيه مسؤولين اميركيين انتقادات لاذعة الى المالكي، متهمين اياه بتهميش السنة، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا تدعو العراق الى تشكيل حكومة وحدة وطنية “مع المالكي او بدونه”.
ميدانيا، اعلن ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي وضابط برتبة مقدم في الشرطة لوكالة فرانس برس الجمعة ان 34 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم الحدودية الواقعة غرب البلاد.
واكد قائمقام مدينة القائم (340 شمال غرب بغداد) فرحان فرحان وقوع الاشتباكات التي بدات في ساعة متاخرة من مساء الخميس وتواصلت حتى منتصف الجمعة، فيما تحدث شهود عيان عن نزوح عائلات من القائم نحو مدينتي عنه وراوة القريبتين.
وقتلت امراة واصيب اربعة اشخاص اخرون بينهم طفل بجروح الجمعة عندما استهدفت مروحية عسكرية عراقية منازل في ناحية الضلوعية الواقعة على بعد 90 كلم شمال بغداد، بحسب ما افاد مصدر امني ومسؤول محلي وشاهد عيان.
وفي قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) تواصلت الاشتباكات اليوم بحسب شهود عيان حيث تحاول القوات الحكومية منع المسلحين من السيطرة على القضاء الاستراتيجي الواقع قرب الحدود التركية والسورية والذي تسكنه غالبية من التركمان الشيعة.
في موازاة ذلك، اكدت مصادر عسكرية لفرانس برس تواجد مسلحين في منطقة تضم بقايا ابنية تابعة لمنشأة لصناعة اسلحة كيميائية كان يطلق عليها “منشأة المثنى” ابان النظام السابق في العراق، على بعد حوالى 30 كلم غرب بلد (70 كلم شمال بغداد).
وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت الخميس ان مقاتلين اسلاميين سيطروا على مصنع سابق لانتاج الاسلحة الكيميائية يعود الى نظام صدام حسين.
كما يتواجد مسلحون اخرون في منطقة النباعي التي تقع على بعد حوالى 15 كلم غرب الدجيل (60 شمال بغداد)، وفقا لمصادر عسكرية.
وفي هذا السياق، قال قائد عمليات سامراء (110 كلم شمال بغداد) الفريق صباح الفتلاوي لفرانس برس ان “الارهابيين متواجدون فعلا في هذه المناطق ولكنهم محاصرون من قبل قواتنا وسيتم القضاء عليهم”.
واضاف ان “قواتنا تسيطر بشكل كامل على مناطق الضلوعية والدجيل والمناطق المحيطة بها، وستواصل تطهير المناطق الاخرى