بقلم :أحمد عواد
تحملت الدبلوماسية المصرية كثرا من العناء فى مواجهة التعنت الاثيوبى طيلة السنوات العشرة الماضية -وهى تتموقع خلف ستواتر الصبر والحكمة – بشأن مفاوضات سد النهضة ذلك الملف الشائك الذى تتناوله الكثير من الاطراف الدولية والاقليمية دون تقدم ملموس وواضح حتى ظنت اثيوبيا ان لا مساس بها من المجتمع الدولى الذى غض الطرف عن رئيس وزرائها وهو يدير حروب الابادة الجماعية بإقليم تيجراى بالشراكة المستترة مع جارتها الدود اريتريا فضلا عن محاولاتها المستمرة فى استفزاز السودان الشقيقة على طول الحدود خاصة بإقليم الفشقة
الدبلوماسية المصرية فى مواجهة المراهقة العسكرية التركية
ولم تكن مصر تتبنى الدبلوماسية الا حرصا على دفع عجلة التنمية فى اتجاه الشعوب حفاظا على مكتسباتهم وحقهم فى حياة كريمة بعيدا عن شلالات الدم والدمار لقد ظلت مصر رائدة فى ادارة الحوار سعيا لتوافق يحقق للجميع كافة متطلباته فى مواجهة تحديات المستقبل بعيدا عن الانفعالات والاستفزازات الرخيصة التى حاولت ان تنأى بنا بعيدا عن خطة التنمية والتطوير والتحديث والاعمار على كافة الاتجاهات والمناحى والاصعدة والذى استطاع ان يفرض شخصية مصر على المستويين الدولى والاقليمى ولاننا ندرك ان المفاوضات وإن كانت يقينا هى رؤيتنا لحل كافة النزاعات الا اننا ندرك ايضا ان المفاوضات لن تكون الى ما لا نهاية
وقد كان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية قاطعا وواضحا ومنبها ومحذرا فى حديث تملئه الثقة بالله والقدرات الفاعلة بأن مصر لن تسمح بانتقاص قطرة واحدة من حصتها التاريخية من مياه النيل
واعتبار هذا الحق التاريخى خط احمر لا ينبغى المساس به لقد كان حديث فخامة الرئيس هادئ بالشكل الذى يعكس ثقة مصر فى قدرتها على الحفاظ على حقوقها بشكل كامل فى دعوة واضحة للمجتمع الدولى بتحمل كافة الاعباء الناجمة عن التعنت الاجوف لاثيوبيا.
هل يحتمل العالم سوريا جديدة على الاراضى الليبية؟
لقد وصلت المفاوضات الى المنعطف الخطر الاخير وقد ضربت اثيوبيا بكثير من بنود اتفاقية الملئ عرض الحائط بشكل عقيم فى نسخة من المفاوضات (الصهيونازية ) التى تملك من الصلف والتعنت ما يقلص كافة الفرص امام حوار حضارى يضع مصالح الشعوب فوق المصالح الشخصية
إن مصر وان تمنت الرخاء والتنمية لكافة شعوب العالم لن تدخر جهدا فى الحفاظ على حقوقها وبكافة السبل لتحقيق التنمية والرخاء لمواطنيها بعيدا عن التهديدات وإن امتلكت القوة فهى دائما ما تستخدمها لدعم السلام والتنمية عالميا وأقليميا