أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قلقة جدا من الأحداث الأخيرة في القرم، مشيرة إلى قيام مسلحين مجهولين مرسلين من كييف الليلة الماضية بمحاولة الاستيلاء على مبنى وزارة الداخلية في هذه الجمهورية ذات الحكم الذاتي مما أدى إلى وقوع إصابات.
وذكرت الخارجية الروسية – فى بيان لها اليوم السبت – أنه أمكن صد المحاولة بفضل التصرف الحازم لكتائب الدفاع الذاتي الشعبي، مشيرة إلى أن هذا الحادث يدل على أن بعض الأوساط السياسية في كييف تسعى إلى زعزعة استقرار الوضع في شبه الجزيرة.
ودعت الخارجية الروسية “أولئك الذين يعطون مثل هذه الأوامر من كييف إلى ضبط النفس”،معتبرة أن أي تصعيد للوضع المتوتر أصلا في القرم سيكون عملا غير مسئول للغاية.
من جانبه، دعا رئيس الحكومة الأوكرانية الجديد ارسيني ياتسينيوك روسيا إلى إخراج القوات من شبه جزيرة القرم.
وقال ياتسينيوك – فى تصريحات صحفية السبت – “نحن نتوجه مرة أخرى إلى روسيا بنداء لإخراج القوات وتطبيق الاتفاقيات الثنائية”، مضيفا “نحن ندعو إلى حل أزمة التواجد الروسي على أراضي الجمهورية ذات الحكم الذاتي بشكل سلمي وسياسي”، ومعتبرا أن التواجد العسكري الروسي في القرم غير متكافىء وهو عبارة عن انتهاك لاتفاقية تواجد أسطول البحر الأسود على الأراضي الاوكرانية.
فى نفس السياق، أعلن مصدر في ديوان الرئاسة الروسية بالكرملين السبت أن موسكو لن تترك طلب رئيس وزراء جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي سيرجي أكسيونوف من الرئيس فلاديمير بوتين بالمساعدة على ضمان السلام والهدوء في الجمهورية من دون اهتمام، مضيفا أن “روسيا لن تهمل طلب أكسيونوف للمساعدة”.
كان أكسيونوف قد أخضع جميع مؤسسات القوى في القرم إلى سلطته المباشرة وطلب من الرئيس الروسي المساعدة في ضمان السلم في الجمهورية،وقال “إدراكا مني لمسئوليتي عن سلامة وأمن المواطنين أتوجه إلى رئيس روسيا الاتحادية بطلب تقديم المساعدة لضمان السلام والهدوء على أراضي القرم”.
وأعلن أكسيونوف – فى بيان له – قراره وضع جميع القوات الأمنية والعسكرية الموجودة في الجمهورية تحت تصرفه الشخصي مؤقتا، وذلك في إطار الصلاحيات المخولة له من قبل البرلمان الإقليمي.
وعلل قراره قائلا إن “السلطات المركزية في كييف تراجعت عن ما كان اتفق عليه سابقا بين الطرفين حول عدم تخطي البرلمان في تعيين قادة أمنيين في القرم”، مشيرا إلى عدم قابلية القوات الأمنية الموجودة في القرم للسيطرة على الوضع في أراضيها ما أسفر عن وقوع اضطرابات استخدمت فيها أسلحة نارية