ترى هل سيقوم المواطنين في الجزائر بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي ستجرى في يوم الخميس القادم 12 ديسمبر/ كانون الأول وسيقوموا باختيار وتحديد رئيسهم القادم، الذي سيتوالى منصبه خلف عبد العزيز بوتفليقة الرئيس المتنحي السابق منذ شهر إبريل والذي تنحى نتيجة ضغوطات شعبية قوية.
نعم هذا هو السؤال الأكثر ضخامة الذي يجب أن يطرح الآن، لأن نتيجة الإجابة على هذا السؤال ستوجهنا إلى خيارين هما إما أن يقوم معظم الناخبين بالتصويت وهذا سيضفي الشرعية على النتيجة، والخيار الأخر هو تخلي عديد من الناس عن المشاركة في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات وهذا سيؤدي إلى وجود مواجهة بين كلاً من المتمسكين بحزام السلطة في الجزائر (الجيش) و بين الراغبين في عمل نظام سياسي حديث.
وفي حين أن الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة قد تنحى بالفعل عن الحكم، وأن هناك عدد من العسكريين ومسئولي السياسة المدنيين السابقين بالإضافة إلى شقيق الرئيس السابق سعيد قد تم تقديمهم للمحاكمة، بعدة اتهامات منسوبة إليهم، إلا أن المظاهرات التي بدأت من يوم 22 فبراير السابق ما زالت مستمرة، والمتظاهرين ما زالوا ثابتين على موقفهم ومستمرين في المطالبة من المؤسسة العسكرية الجزائرية بتسليم السلطة لحكومة مدنية يحددها الشعب الجزائري و أن تتمتع وضعية الجزائر بالنظم الديمقراطية الحقيقية.
لكن جاء قائد المؤسسة التي تدير النظام الجزائري السياسي منذ عام الاستقلال سنة 1962م، الجنرال أحمد قايد صالح مشيراً إلى عدم انحيازه تجاه التجاوب مع تلك المطالب، ومن وجهه نظره يرى أن ما حدث من قيام الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي و تعرض بعض من الجهات الحكومية للمحاكمة بالإضافة إلى عملية ترتيب الانتخابات الرئاسية في الجزائر 2019 تبعاً للأحكام الدستورية، كل هذا كافياً لتلبية المطالب التي قدمها المتظاهرين و ذلك مع الحفاظ على سلطة العسكر الواقعية.
وقبل أن يأتي موعد الاقتراع بحوالي أسبوع و بعد مرور جمعة جديدة وما زالت الاحتجاجات مستمرة، تجد الجزائر ذاتها تقع في مكانتين غير متفقتين، احدهما وجود عدد من المتظاهرين ما زالوا ينشدون و يصروا على عمل تغييرات سريعة في شأن النظام و من جهة أخرى إصرار المؤسسة العسكرية الجزائرية الحاكمة على التحكم و تنظيم إيقاع التغيير الذي يطالب به كثير من المتظاهرين الجزائريين.
بالرغم من ذلك إلا أنه مازال متظاهري الحراك السلمي مصرون على رفضهم للانتخابات منذ مرور تسعة أشهر على بداية تلك المظاهرات وحتى الآن، في حين أن قوات الجيش الجزائري تدعم هذه الانتخابات، و الحكومة ترى إقامة الانتخابات الرئاسية الجزائرية هي الخيار الوحيد الذي يخصص خيار الدستور للانتهاء من عائق فراغ مؤسسة السياسة منذ استقالة الرئيس الجزائري السابق بوتفليقة.
ومنذ منع ترشح الرئيس الجزائري السابق بوتفليقة للفترة الخامسة على التوالي أصبحت الجزائر تمر بحالة من عدم الاستقرار، ثم توالى ذلك لغي انتخابات الرئاسة و تفعيل المادة رقم مائة و اثنان المسئولة عن نص عزل الرئيس بسبب أسباب صحية.
و هذا كله يجعل الانتخابات الرئيسية الجزائرية تقع في مكانة ذات أهمية ضخمة بسبب التظاهرات السلمية الاحتجاجية التي تحدث في الجزائر و التي هي السبب الأساسي في حدوث عديد من التغيرات لبنية النظام الجزائري السياسي الذي قام بوتفليقة بوضعه، والجدير بالذكر أن هناك خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية 2019 هما علي بن فليس، عز الدين ميهوبي، عبد القادر بن قرينة، عبد المجيد تبون، عبدالعزيز بلعيد.
مرشحين الانتخابات الرئاسية الجزائرية
يوجد خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية و التي سوف تنطلق في يوم 12 من شهر ديسمبر الجاري، و السيرة الذاتية لكل مرشح من مرشحي الرئاسة باختصار تتمثل فيما يلي:
-
السيرة الذاتية للمرشح الأول علي بن فليس
علي بن فليس ولد في عام 1945م بولاية باتنة شمال شرق الجزائر، ويبلغ من العمر 64 عاماً، درس بن فليس الحقوق والعلوم الاقتصادية، ثم تولى منصب وزير العدل ليعين بعد ذلك رئيساً للحكومة لفترتين حتى عام 2003م، ثم أنشق عن حزب جبهة التحرير الوطني بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2004م، و خسر الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة عام 2014م، ليقوم بعدها بتأسيس حزب طلائع الحريات.
-
السيرة الذاتية للمرشح الثاني عز الدين ميهوبي
ولد عام 1959م بولاية المسيلة شمال الجزائر، ثم حصل على دبلوم الإدارة العام والدراسات الاستراتيجية، وشغل منصبي وزير الاتصال والثقافة، إلى أن أنتخب أمين عام بالإنابة لحزب التجمع الوطني عام 2019 ليقرر الحزب بعد ذلك دفعه إلى الترشيح في الانتخابات الرئاسية.
-
السيرة الذاتية للمرشح الثالث عبد القادر بن قرينة
هو المرشح البالغ من العمر 61 عاماً، والذي حصل على شهادة جماعية في مجال الإلكترونيات، وولي وزير للسياحة و الصناعات التقليدية عام 1997م، كما أنشق عن حزب حركة المجتمع السلم ليؤسس حزب حركة البناء الوطني عام 2013م.
-
السيرة الذاتية للمرشح الرابع عبد المجيد تبون
يبلغ من العمر 74 عاماً حيث ولد عام 1945م، وتخرج في المدرسة الوطنية للإدارة عام 1965م، كما ولي في عديد من الوزارات أبرزها وزارة السكن والعمران، ووزارة الإتصال، ووزارة التجارة، وفي 25 مايو 2017 قام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بتعينه رئيساً في الحكومة و مكث في هذا المنصب لمدة 85 يوماً فقط.
-
السيرة الذاتية للمرشح الخامس عبدالعزيز بلعيد
هذا المرشح هو الأصغر عمراً بين جميع المرشحين السابق ذكرهم، حيث يبلغ من العمر 56 عاماً وولد في عام 1963م، حصل “بلعيد” على دكتوراه في الطب وليسانس في الحقوق، وأنتخب نائب بالمجلس الشعبي الوطني الجزائري لفترتين متتاليتين ما بين عام 1997م إلى عام 2007م وفي فبراير 2012م أسس حزب جبهة المستقبل.
و أخيراً، أشاد المراسل فيصل مطاوي في إذاعة مونت كارلو الدولية بالجزائر عن أن الصمت الانتخابي قد بدأ اليوم الإثنين الموافق 9 ديسمبر 2019 وعلى أن هذا الصمت سيستمر حتى 3 أيام على أن تبدأ الانتخابات في يوم الخميس القادم المقابل 12 ديسمبر 2019، و أكد على أن الشرطة اليوم قامت بالتدخل أثناء مظاهرات أقيمت بواسطة مجموعة من الطلاب و أضاف لحديثه قائلاً أن النقابة المركزية قد رتبت تجمع داخل ساحة البريد المركزي للوقوف بجانب الانتخابات الرئاسية الجزائرية 2019 ولمنع أي تدخل أجنبي.
هذا و قد أقيمت بالفعل الانتخابات الرئاسية الجزائرية للمناطق المعزولة و للبدو الرحل، ز أيضاً انتخابات المواطنين المقيمين خارج الجزائر.