القصة القصيرة أو الأقصوصة هي نوع أدبي عبارة عن سرد حكائي نثري أقصر من الرواية، وتهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبًا ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة ، لابد لسرد الحدث في القصة القصيرة أن يكون متحدًا ومنسجمًا دون تشتيت وغالبًا ما تكون شخصية واحدة أو عدة شخصيات متقاربة يجمعها مكان واحد وزمان واحد على خلفية الحدث والوضع المراد الحديث عنه ، يغلب على القصة القصيرة أن يكون شخوصها مغمورين وقلما يرقون إلى البطولة والبطولية ، فهم من قلب الحياة حيث تشكل الحياة اليومية الموضوع الأساسي للقصة القصيرة وليست البطولات والملاحم .
هذه قصة قصيرة للأديب / حسام قبردي
الأفعى / للكاتب / حسام قبردي :
الثانية بعد منتصف الأرق … أحَسَّ بِحركةٍ غريبةٍ في زاوية الكوخ تتبّع الصوت ، فإذا ذيلُ حيّةٍ تسعى على الحائط عينُهُ تُسابِقُ جِسمَها الذي يتلوّى على السقفِ ، حتى رأى رأسها المتدَلّي فوقَ رأسِهِ ، جسم أفعى برأس امرأة ، ولّى مُدبِراً إلى سيفِهِ المُعَلّق خلف الباب ، وارتَجّت مسرعَةً إلى مصباحِ الزَيتِ ، فسقط على فِراشِهِ كتلة نار … في الصباح .. كان يجلِسُ على رماد كوخه، وقد شَدّ الأفعى بِحَبلٍ على جذعٍ مقطوع .. كانت لم تزل حيّةً لم تقتلها ضربة الأمس ، وقد أخذ يقطع من أطرافها أمام عَينيها قِطَعاً صغيرة ثم يضع في جُرحِها كومَةَ نار.. مَرَّ بِهِ شيخٌ فتوقف صائحًا: “حرام…..” ، وفي الليل.. كانتِ الأفعى تتدلى من غُصنٍ على هيئةِ مشنقةٍ .. يتدلّى منها الشيخ !!