اعلن الرئيس السوري بشار الاسد في تصريحات نقلتها عنه صحيفة “الاخبار” اللبنانية اليوم الاربعاء، ان الولايات المتحدة والغرب بدأوا بارسال “اشارات تغيير” في موقفهم من سوريا بعد ان شعروا بخطر “الارهاب” الذي وصل اليهم.
في سياق متصل قال الاسد ان مرحلة “ما بعد الانتخابات” الرئاسية التي اعيد انتخابه فيها الاسبوع الماضي لولاية ثالثة بغالبية تقارب التسعين في المئة، تختلف عما قبلها، معتبرا ان عملية جنيف التي جمعت وفدين من الحكومة والمعارضة الى طاولة التفاوض بهدف الوصول الى حل “انتهت”.
ومما نقلته الصحيفة التي تشير في مقالها الى انها التقت الاسد امس الثلاثاء، قوله ان “اميركا والغرب بدأوا يرسلون اشارات تغيير. .صار الارهاب في عقر دارهم.. ثمة اميركي فجر نفسه على الاراضي السورية وثمة فرنسي من اصل مغاربي قتل يهودا في كنيس في بروكسل”.
واضاف “لن يستطيع الغرب ان يفعل اكثر مما فعل لتغيير المعادلة”.
وبدأت الازمة السورية في منتصف مارس بحركة احتجاجية سلمية تطالب باسقاط النظام السوري، تم قمعها، قبل ان تتحول الى نزاع دام اوقع اكثر من 162 الف قتيل.
وشهدت سوريا خلال هذه الفترة تناميا لنفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة، وعلى راسها “الدولة الاسلامية في العراق والشام” التي بدات تقاتل الى جانب المعارضة المسلحة قبل ان يصبح الطرفان عدوين.
ويحذر الغرب باستمرار من “خطر الارهاب” في سوريا، ويتوجه العديد من المقاتلين الغربيين الاسلاميين الى سوريا للمشاركة في القتال، ما يثير قلق حكوماتهم.
من جهة اخرى، اكد الاسد ان “الحوار” هو اساس المرحلة المقبلة في بلاده، قائلا “صالحنا حملة السلاح وأصدرنا عفوا عنهم، فكيف لا نحاور بعضنا بعضا؟”، في اشارة الى العفو العام الذي اصدره قبل يومين وشمل للمرة الاولى جرائم “ارهابية”، وهي الصفة التي يطلقها النظام على اعمال المعارضة المسلحة.
الا ان الرئيس السوري راى ان الحوار مع المعارضة السورية الموجودة في الخارج والتي كانت الطرف المفاوض في جنيف-2 لن يقدم شيئا.
وقال بحسب الكلام المنسوب له، “ماذا سيقدم الحوار مع معارضة الخارج؟ لا شيء، لانها ببساطة لم تعد تمون على شيء. ليست لها علاقة لا بالناس ولا بالارض”.
وتابع “بيعت لها اوهام من دول غربية وعربية فباعت الناس اوهاما. جاءت الانتخابات لتعريها. ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها. الناس قالوا رايهم وعلينا احترامهم”.
وعن جنيف، قال “انتهى، لان الظروف تغيرت”.
ونصت ورقة التفاوض الاساسية في جنيف على اقامة هيئة حكم انتقالي يضم ممثلين عن المعارضة والنظام، وطالبت المعارضة باستبعاد الاسد عن المرحلة الانتقالية، الامر الذي اعتبره النظام غير قابل للبحث.
وجدد الاسد ثقته “بالنصر”.. وقال “الدولة ستنتصر حتى ولو تطلب الامر وقتا للقضاء على كل الارهابيين”.
واضاف “تحديد وقت لنهاية الحرب غير منطقي الآن. الاهم هو ان القيادة والجيش والشعب صاروا على يقين مطلق بان النصر آت