بقلم : محـمد شـوارب
منذ أمد وأنا أكتب وأصول وأجول بقلمي في مواضيع شتى ومختلفة. لعلني أجد فيما أطرحه على القارئ الكريم من كلمات قد تهدي شيئاً فشيئاً، أو ربما تكون محل فكر ونقاش. وأود أن تكون كلماتي مبعثاً سعيداً لكل قارئ، ولو لم أكن أملك السعادة بيدي.
انتشرت ظاهرة إختلاف الآراء مصحوبة بظاهرة الغضب الغريبة والمنتشرة في المجتمع، لقد أصبحت تتفاقم يوماً بعد الآخر. فتجد الشيطان سالك لك الطريق ومتاحاً أمامك الباب كي تنفعل وتثور وتتهور في تصرفاتك وأفعالك، مما يدفعك إلى إرتكاب الجريمة، طبعاً بمختلف أشكالها.
إن التربية هي أساس ومفتاح سيرك في الحياة، أينما كنت وأينما تعيش. ومن هنا ينشأ مبدأ الأخلاق الكريمة التي تنبع من البيت وتنتقل إلى أرجائه، ليس فقط، وانما هناك نواحي أخرى عليها فرض الأخلاق في أركانها مثل المدرسة والجامعة والمؤسسة، والبيت هو الأساس في التربية الحقيقية لما له من توجيه إجتماعي وسلوك فلسفي في إنشاء أفراد تربو على أسس سليمة، من هنا يخرجون على مجتمعهم ناقلين صورة معبرة عن تربيتهم أمام الأخرين في المجتمع.
فعندما تنشأ في تربية سليمة وصحيحة، فإنك أوغلت إلى حد هائل في دراسة نفسك وأحوالك. مما يجعلك تعيش حياة سعيدة تنبع من داخلك، لا من خارجك.
فالإنسان العظيم هو الذي يمد ويحمل أخلاقه إلى آفاق المجتمع، كي تكتمل الصورة، ويلتمس الأعذار والمبررات للأخرين في أخطاءهم وتصرفاتهم.
فنحن نعيش في دنيانا كي نُعلم ونتعلم من الماضي وأخلاق الماضي.. نعم.. فأنظر إلى أخلاق الأحنف بن قيس عندما سبه رجل وهو يمشي في الطريق، فعندما أتى بيته، وقف الأحنف وقال لهذا الرجل الذي سبه، إذا كان لديك شيء فقله هنا، فإني أخاف أن يسمعك أولاد الحي حتى يؤذوك. هذه هي الأخلاق. فإذا عاملت الناس بخلق تأكد أن القليل قد يخشع ويهتدي.
فنحن نستطيع أن نصنع من أنفسنا رموز وأمثال رائعة إذا أردنا، ومن هنا يرتفع مقدارنا الإنساني إلى مدارج الرقي الثقافي والإكتمال الأخلاقي.
فالديانات والرسالات السماوية هي كسائر الإسلام اعتمدت على الإصلاح النافع العام على تهذيب النفس قبل كل شيء. وتأكد تماماً أن الإصلاح الأخلاقي هو إنتصار للخير في الحياة، فإذا لم تصلح أخلاقك فإنك أظلمت نفسك وسادت الفتن في المجتمع.
يعلم الله أنني أعزي نفسي بهذه السطور والكلمات، فكم نحن بحاجه ماسة إلى الأخلاق الحميدة، وقد واتتني الجرأة، لكي أفرد الكلمات البسيطة الواحدة تلو الأخرى، ولعلها تكون مفتاح وعهد جديد لأخلاق جديدة، ولكي نتعظ بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي كان خلقه القرآن، وما بالك وهو يقول (عليه الصلاة والسلام) أحسنكم أخلاقاً معي في الجنة. فمتى نتعلم منه، ومتى نكون معه؟
.. ولماذا نختلف طالما هناك دستور يسمى (القرآن الكريم)، بل هناك أيضاً دساتير سماوية أخرى تهتدي إلى الحق والنبل والفضيلة والأخلاق.
فالسؤال لا يزال بلا جواب.. متى تتحقق وتنتشر أخلاقنا بين أفراد المجتمع الواحد. إن شبابنا صاحب الأخلاق والمبادئ هو الذي تعلم من ماضيه وأحياه. وسوف يغير من أقرانه ويصلح لإحياء زمن جديد يناسب عصر جديد.
لا نجاة لنا إلاّ في نشر الوعي الأخلاقي بيننا